الكرة المصرية في الكنافة.. انسحابات ولوائح «على المزاج» والفضائح على كل شكل ولون.. السوبر المصري يفضح الجبلاية.. والعقوبات على الأندية ولاعبيها بالمصالح والوعود
كشفت فضيحة مباراة السوبر المصرى الأخيرة مشهدا آخر من مسلسل الانهيار الذى تعانيه الكرة المصرية تحت إدارة اتحاد الكرة الحالي ووسط تعتيم شديد وتجاهل من قبل وزير الشباب والرياضة، حيث تخفى الجميع وراء نجاح مجلس أبو ظبى الرياضى فى تنظيم حدث كأس السوبر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد اعتذار نادى الزمالك عن المشاركة فى البطولة اعتراضا على عدم إيقاف محمود كهربا لاعب الأهلى.
انقسامات الجبلاية
الانقسامات داخل اتحاد الكرة أكدت بما لا يدع مجالا للشك فشل اتحاد الكرة الحالى فى إدارة المنظومة، حيث لم تكن مباراة السوبر المصرى الأخيرة وما شابها من أحداث مؤسفة الحلقة الأولى من مسلسل الضبابية الذى يحكم إدارة الاتحاد للمنظومة الكروية فى مصر، ولكنها تبقى امتدادا لمسلسل حلقاته مل الجميع من الحديث عن أحداثها المتلاحقة التى تؤكد وجود أزمة حقيقية فى إدارة الكرة المصرية بالسنوات الأخيرة.
اعتذار الزمالك عن المشاركة فى كأس السوبر جاء ليشعل الأحداث داخل الكرة المصرية، ويؤكد أننا فى مشهد عبثى، خاصة بعد أن تم اختيار بيراميدز بعد عودته بساعات من رحلة سفر طويلة من جنوب أفريقيا وسافر بعدها الفريق دون تحضيرات إلى الإمارات، وبعدها خرجت رابطة الأندية لتعلن رفضها تأجيل مباراته فى الدورى ليخرج بيان جديد صادم من هانى سعيد المدير الرياضى لنادى بيراميدز للحديث عن الظلم الذى يتعرض له بيراميدز الذى أنقذ سمعة الكرة المصرية بالمشاركة فى السوبر المصرى بعد اعتذار الزمالك.
فضيحة السوبر
اتحاد الكرة ارتكب واقعة تبقى فريدة من نوعها عندما أرسل خطابا إلى نادى الزمالك يمهله ساعة واحدة فقط لحسم مشاركته فى كأس السوبر المصرى، وهو أمر لا يتناسب مع الحدث وقيمة المشاركين به فى الوقت الذى منح فيه مسئولى الجبلاية النادى الأهلى تأكيدات بشأن عدم إيقاف كهربا فضلا عن عدم إعلان اتحاد الكرة حتى الآن عقوبة انسحاب الزمالك من السوبر المصرى.
والأمر هنا ليس دفاعا عن الزمالك أو تنصلا من أحقية الأهلى فى مشاركة كهربا ولكن يبقى الأمر عبثيا فى إدارة الأزمة من قبل اتحاد الكرة الذى نجح بجدارة فى تحويل المشهد إلى دراما بحتة فى ظل غياب اللوائح والقوانين المنظمة للبطولات والعقوبات على اللاعبين حيث تظهر الأزمات مع كل حدث كبير وتأتي الإيقافات على المزاج لكل نادى ووفقًا لحجم اللاعب وشعبيته وجماهيره.
ولم يكن من المنطقى أن يخرج اتحاد الكرة ولجنة الانضباط لمعاقبة لاعب على واقعة مر عليها 4 شهور ويتم تسريب عقوبات بالإيقاف 12 مباراة ثم يطعن الأهلى على قانونية اللجنة من الأساس ثم يتم تعليق العقوبة لحين صدور حكم القضاء الإدارى بقانونية اللجنة من الأساس وعملها داخل اتحاد الكرة، وهو أمر لا يحدث على الإطلاق فى أي دولة بالعالم تمارس كرة القدم.
اللوائح سمك لبن تمر هندي
الجميع لم يعد يعلم اللوائح، وإذا كان اتحاد الكرة ورابطة الأندية يعلمون اللوائح فإن الأمر يبقى ضبابيا لبعض الأندية كما حدث فى أزمة اعتذار الأهلى عن المشاركة فى بطولة رابطة الأندية حيث استند الأهلى إلى لائحة المسابقات فى ظل عدم وجود لائحة منفصلة لكأس الرابطة، فى حين خرجت الرابطة لتؤكد أن هناك لائحة منفصلة لتشتعل الأزمة وقتها وسط غياب تام لاتحاد الكرة رب الأسرة فى الكرة المصرية، والذى يبقى بمنزلة شاهد عيان على كل العبث الذى نعانى منه فى السنوات الأخيرة دون تحرك على أرض الواقع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بشأن سمعة الكرة المصرية.
الأمر لم يتوقف عند السابق ذكره، بل امتد إلى لجنة التحكيم التى تعانى من مؤامرات وتخبطات على أوسع نطاق فى ظل عدم حصول الحكام على مستحقاتهم ومع شكواهم المستمرة للحصول عليها إلى “طوب الأرض” ومع وجود مؤامرات داخلية فى ما يتعلق باختيارات الحكام لإدارة المباريات ومع صعوبة الوصول إلى صيغة تفاهمية بشأن جدولة المستحقات المالية المتأخرة ومع التعديلات المستمرة على اختيارات قادة اللجنة وسط ضبابية كارثية يبقى بطلها اتحاد الكرة.
غياب التخطيط عرض مستمر
اتحاد الكرة لم يعين حتى الآن أيضًا مديرا فنيا لاتحاد الكرة يبقى قادر على وضع خطة شاملة للتطوير والنهوض بالمنتخبات الوطنية، حيث يبقى محمود الجوهرى رحمه الله آخر من وضع خطة شاملة للنهوض بالكرة المصرية وتم تطفيشه وقتها، ومنذ هذا الوقت غابت الخطط المستقبلية وبقيت الصدفة والمصالح والوعود والبيزنس فقط يتحكم فى كل شيء يتعلق بالكرة المصرية.
تطوير المنتخبات أيضًا والبحث عن عناصر صالحة لقيادة المنتخبات الوطنية مستقبلا يبقى فى خبر كان، حيث لم يتم تشكيل المنتخبات الوطنية بالكامل فى الوقت الحالى وبقى الأمر فى جعبة فيتوريا المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول الذى يتحكم فى كل شيء مع بعض أعضاء اتحاد الكرة الذى من المفترض أن يدير الأمر من الألف إلى الياء قبل أزمة السوبر واعتذار الزمالك، والتى شهدت بعدها ابتعاده وغضبه من موقف اتحاد الكرة الذى كان له واقعة سابقة أيضًا مع نادى الزمالك فى موسم الانتقالات الشتوية الأخيرة عندما رفض قيد الصفقات الجديدة وتم تصعيد الأمر قبل حله وكان الأمور تسير وفقًا للأهواء والمصالح والضغوط ولا تحكمها المعايير واللوائح المنظمة لأى مسابقات.
كارثة الرخص التدريبية
اتحاد الكرة يدير الملف ويقود المنظومة المصرية بالفهلوة وبعيد كل البعد عن اللوائح ويبقى دليل آخر واضح فى هذا النسق متعلق بالدورة التدريبية الأخيرة الخاصة بالرخصة a والتى شهدت اختيار القبرصى بابافاسيليو لإلقاء محاضرات على كوكبة من نجوم التدريب فى الكرة المصرية.
وقالت مصادر وقتها إن عددا من المدربين أبدوا انزعاجهم من اختيار المدرب القبرصى لإلقاء المحاضرة رغم قيادته لناديه الحالى البنك الأهلى فى معركة الهروب من دوامة الهبوط من قاع الدورى.
وأضافت: هل من المنطقى أن يحاضر بابافاسيليو مدربين مميزين من بينهم على سبيل المثال وليس الحصر على ماهر الذى نجح فى قيادة فيوتشر لوصافة الدورى الممتاز رغم فوارق التاريخ مع عدد من الأندية الجماهيرية والشعبية فى الدورى.
وأوضحت أن عددا من المدربين لم يتواجدوا فى المحاضرة وقتها، ومن بينهم على ماهر، اعتراضا على اختيار بابا فاسيليو لإلقاء المحاضرة الفنية، خاصة أنه سبق له أن قاد أيضًا وادى دجلة فى وقت سابق للهبوط من الدورى الممتاز، كما أن له واقعة شهيرة بالهروب من قيادة غزل المحلة بعد وصول عرض مالى أعلى من البنك الأهلى.
وشددت المصادر على أن الدورة الحالية للرخصة A بها مدربون على أعلى مستوى، وكان من المفترض أن يتم اختيار المحاضرين بعناية شديدة، ومن ثم لم يكن من المفترض اختيار المدرب القبرصى صاحب التاريخى التدريبى المحدود لإلقاء محاضرة على مدربين وطنيين نجحوا فى قيادة أنديتهم المصرية للتواجد فى المربع الذهبى وأيضًا وصافة الدورى والوصول إلى دور المجموعات بالكونفدرالية رغم حداثة عهد فيوتشر فى الوقت الذى يصارع فيه البنك الأهلى تحت قيادة بابافاسيليو للهروب من الهبوط.
الاستنجاد بالوزير والتدخل الحكومي
ما سبق يبقى نقطة فى «بحر فضائح» لم تظهر بعد فى اتحاد الكرة الذى أثبتت الأحداث عدم قدرته على قيادة المنظومة الكروية فى مصر، والتى تحولت إلى مشاهد عبثية بعيدة كل البعد عن الاحترافية والمنهجية فى إدارة الملف الأهم فى الرياضة المصرية ومع غياب كامل لوزارة الشباب والرياضة التى باتت تتدخل حاليا لإنهاء الصراعات والأزمات المتعلقة بالعقوبات على الأندية واللاعبين.
وأيضًا الإيقافات الخاصة بالمدربين، بل امتد الأمر إلى تدخلها أيضًا لإنقاذ أزمة تقنية الفيديو بين اتحاد الكرة والشركة المسئولة عن الفيديو، فضلا عن تدخل الوزارة أيضًا لإنهاء أزمة قيد الصفقات الجديدة فى الزمالك خلال موسم الانتقالات الشتوية الماضية فى يناير، وهو ما يعكس فشل اتحاد الكرة تماما فى التعامل مع الوقف واللجوء دائمًا إلى وزارة الرياضة لإنقاذ الأمر، وهو ما يعد مخالفة صريحة للوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم بشأن التدخل الحكومى فى المنشآت والمنظمات الرياضية المحلية، ولكن بما أننا نسير وفقًا كشوف البركة والمحسوبية والمصالح والبيزنس يبقى كل شيء متاح فى خريطة إدارة الكرة فى مصر.