رئيس التحرير
عصام كامل

مجموعة السبع الكبار تغازل موسكو بالألماس، وحكاية شركة ألروسا المتحكمة في أعظم كنوز الأرض

الألماس، فيتو
الألماس، فيتو

قالت تقارير صحفية صباح اليوم: إن الاتحاد الأوروبي أعلن عن أن دول مجموعة السبع الكبار تعتزم فرض عقوبات على قطاع الألماس الروسي، الذي يعد أحد أهم مصادر الدخل لـموسكو.


ويُعتبر هذا القرار، حال تفعيله، تطورًا جديدًا بشأن العقوبات العالمية ضد موسكو منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية؛ حيث لم تشمل حزمُ العقوبات الأوروبية المتتالية ضد روسيا، خلال العامين الماضيين، وقف استيراد الماس الروسي الخام، رغم المطالبات المتكررة لكييف ودول أوروبية مثل: بولندا وليتوانيا بإضافة هذه المادة النفيسة إلى قائمة الحظر الاقتصادي المفروض على موسكو.

 

مجموعة السبع الكبار

تضم مجموعة السبع الكبار أكبر سبع دول اقتصادية على مستوى العالم، وهي: كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، واليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وتتحكم هذه الدول في 50% من اقتصاد العالم.


و‏تعد روسيا موطنًا لأكبر وأغنى احتياطيات الماس في العالم، وهي أكبر منتج ومصدر للماس الخام في العالم من حيث الحجم، كما تعتبر "آلروسا" وهي شركة تعدين الماس الروسية، الأكبر في العالم وهي مسؤولة عن 90٪ من طاقة تعدين الماس في روسيا.


وتصدر روسيا ما قيمته 4 مليارات دولار من الألماس الخام سنويًا، وهو ما يمثل ثلث الإنتاج العالمي، بحسب الشبكة الإعلامية الأوروبية المتخصصة في سياسات الاتحاد الأوروبي "يوراكتيف".

اقرأ أيضا:

مجموعة السبع تفرض عقوبات على أكبر وأغنى دولة لاحتياطيات الماس في العالم

الماسة الوردية الأكثر ندرة تشارك بمزاد في نيويورك بأكثر من 35 مليون دولار

دراسة تكشف احتمالية وجود أنهار من الألماس على كوكبي أورانوس ونبتون

الاتحاد العالمي لبورصات الماس

أعظم كنوز الأرض

والألماس هو أقسى وأصلب مادة عرفها الإنسان، وكلمة  "دياموند" مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة "أداماس" أو "أدامو"، وتعني الصلابة.

 

ويعتبر الألماس من بين أعظم كنوز الأرض المميزة، وأحدث الأحجار المكتشفة تبلغ من العمر حوالي مليار سنة وأقدمها حوالي 4.2 مليار عام. وتأتي في كل الأحجام والأشكال والألوان.

 

شركة آلروسا..القصة وما فيها

شركة "آلروسا" تعمل في مجال استكشاف واستخراج وإنتاج وبيع الألماس، وتقوم بعمليات الاستكشاف والإنتاج في أراضي جمهورية ياقوتيا ومنطقة أرخانجيلسك الروسيتين، عن طريق تطوير 11 أنبوبًا للكمبرلايت و16 حقلا طميًا. 


وتمتلك الحكومة الروسية حصة في الشركة المذكورة تبلغ 43.93%، في حين تعود حصة 25% + سهم واحد إلى جمهورية ساخا ياقوتيا، كما تتوزع 8% من أسهم عملاق الألماس الروسي على 8 مقاطعات تقع ضمن هذه الجمهورية، فضلا عن وجود أسهم بحصة تقدر بـ 23% يتم تداولها في البورصات.


في نهاية عام 2015 أنتجت مجموعة "ألروسا" 38.3 مليون قيراط من الألماس الخام، وفي العام التالي أنتجت 39 مليون قيراط، وفي العام 2017  بلغت قيمة مبيعاتها من منتجات الماس 4.267 مليار دولار، وفي عام 2021، أنتجت الشركة ما قيمته 4.2 مليار دولار من الألماس. وتحافظ الشركة على معدلات إنتاجها، باستثناء فترة تفسي فيروس كورورنا،؛ ما يجعلها واحدًا من أهم الروافد للاقتصاد الروسي.

 

مستودع الأحجار الكريمة

في العام الماضي..نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا قال فيه: "إن روسيا تعد أكبر مورد للماس في العالم، فعلى مدار سنوات، كانت خواتم الخطبة والأقراط والسلاسل المعروضة للبيع في الولايات المتحدة وخارجها، تحتوي على ألماس مستخرج من أعماق الأراضي الصقيعية، في شمال شرق روسيا".


قبل 13 شهرًا.. نشرت "إندبندنت عربية" تقريرًا مطولًا عن مناجم الماس الروسي، نوهت خلاله إلى أن المناجم الروسية تتربع في قلب صناعة الألماس، خصوصًا "آلروسا"، وهي مجموعة من شركات متخصصة في التنقيب عن الألماس وتعدينه وتصنيعه وبيعه. وهي أكبر شركة في هذا المجال على مستوى العالم، ومسؤولة عن أكثر من 90 في المئة من إنتاج الألماس الروسي.


وأكد التقرير أن الدولة الروسية تمتلك ثلث حصة "ألروسا"، والثلث الآخر يذهب لـ"ياقوتيا"، إحدى الجمهوريات الروسية، حيث يوجد عديد من المناجم هناك، بينما يذهب الثلث الثالث إلى مساهمي الأقلية، معتبرًا "آلروسا" رابع أكبر شركة على وجه الأرض.


وتمتلك روسيا -بحسب التقرير- مخزونًا من الألماس بحوزة جخران، وهو مستودع مملوك للدولة للأحجار الكريمة والمعادن يعمل تحت إشراف وزارة المالية الروسية؛  بهدف حماية موارد البلاد، حيث تشتريه لدعم الصناعة ومنع انخفاض أسعارها. ويعد حجم المخزونات من أسرار الدولة. ومن المستحيل -بحسب التقرير- تقدير الإيرادات التي يمكن أن يحققها الاتحاد الروسي من خلال طرح هذا الاحتياطي في السوق.

 

أنشطة أخرى للشركة

خارج قطاع الألماس، تمتلك "ألروسا" أيضًا أسهمًا  في تيمير، أكبر منجم للحديد في روسيا. وتشارك هذه الأسهم مع شركة أخرى هي "إيفراز" المملوكة حتى وقت قريب لرومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي لكرة القدم والصديق المقرب لفلاديمير بوتين، الذي باع أسهمه أخيرًا تحت ضغط دولي.
الرابط بين شركة "ألروسا" والدولة الروسية واضح؛ فالشركة حكومية تضخ ملايين من الأرباح والضرائب إلى الخزانة العامة كل عام. على سبيل المثال، كسبت "ألروسا" 840 مليون دولار في عام 2021. وبصفتها مساهمًا بنسبة 33 في المئة، يتلقى الاتحاد الروسي الدخل والوصول إلى العملة الأجنبية من إنتاج الألماس الروسي (والأنغولي)، الذي يمكن أن يمول بشكل مباشر أو غير مباشر العدوان الروسي غير القانوني على أوكرانيا.

 

مخاوف مجلس الألماس العالمي تتحقق

مجلس الألماس العالمي (دبيو دي سي)، وهو ممثل الصناعة في عملية كيمبرلي، أطلق في الثامن من مارس قبل الماضي بيانًا على موقعه قال فيه: "نشعر في مجلس الألماس العالمي بقلق عميق على سلامة المتضررين من النزاع في أوكرانيا ونراقب بعناية التطورات المرتبطة بالأزمة المستمرة"، مضيفًا:  "لا يزال الوضع معقدًا وديناميكيًا، مع احتمال حدوث تغييرات في أي وقت، لذلك لا يمكن في هذه المرحلة تقديم أي تنبؤات ذات مغزى حول التأثير المحتمل على قطاع الألماس".


واستطرد: " لا توجد عقوبات مفروضة حتى الآن من قبل الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة أو أي حكومة أخرى، لا على "آلروسا"، ولا على تجارة الألماس العالمية أو شركات الألماس أو الأفراد المرتبطين بصناعته"، مشددًا على أنه "كمنظمة مكرسة للقضاء على الصراع والسعي إلى حقوق الإنسان وكرامته، يشعر بالفزع بسبب الخسائر في الأرواح وإصابة الناس وتشريد الأفراد والمجتمعات الأبرياء في أوكرانيا والمنطقة". 


ويبدو أن مخاوف المجلس التي أطلقها قبل عام أصبحت اليوم واقعية، بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي أن مجموعة السبع الكبار سوف توقع عقوبات على واردات الماس الروسي؛ بهدف إحداث هزة بالاقتصاد الروسي قد تدفع بوتين إلى مراجعة حساباته.


أكبر الدول إنتاجًا للماس

رصد موقع " N S Energy Business" أكبر البلاد إنتاجا للألماس في العالم، وهي كالتالي:


1- روسيا
تتصدر روسيا بلدان العالم في إنتاج الألماس، إذ تمتلك أكثر من 12 منجمًا للماس، فضلا عن كونها المصدر الأكبر في العالم، فقد استخرجت في عام 2018 نحو 43 مليون قيراط ماس، لاسيما من منطقة ياقوتيا السيبيرية. وتبلغ موارد روسيا من الألماس نحو 973 مليون قيراط، بينها احتياطي يُقدر بـ 608 ملايين قيراط، وتسيطر مجموعة " ALROSA" على الحصة الأكبر من إنتاج الألماس في موسكو.


2- بوتسوانا
أما المفاجأة فتتمثل في أن دولة "بوتسوانا" الأفريقية تُصنَّف ثاني أكبر دول العالم في إنتاج الألماس، وتتصدر الدول الأفريقية الغنية بهذا المعدن الثمين، بل إن الألماس البوتسواني يتميز بكونه أكثر لمعانا من نظيره الروسي.


بحسب الإحصاءات المتوافرة، قُدر إنتاج بوتسوانا من الماس بنحو 23.2 مليون قيراط بقيمة بلغت 3.6 مليار دولار في 2013، ويسهم بمقدار 25% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد و60% من الصادرات.
وتمتلك الدول الأفريقية سبعة مناجم للألماس من الدرجة الأولى، من بينها "أورابا" و"جوانينج"، وهما أكثر منجمي للألماس إنتاجية في العالم.

 

3- الكونغو الديمقراطية
تحل دولة الكونغو الإفريقية ثالثًا  في قائمة الكبار في استخراج الألماس على الرغم من تراجع إنتاجها خلال السنوات الأخيرة، حيث استخرجت في 2018 قرابة 16.4 مليون قيراط، ثم ارتفع إلى 19 مليون قيراط في 2019.

 

4- أستراليا
وتأتي أستراليا رابعًا ضمن كبار منتجي الألماس؛ حيث أنتجت 14 مليون قيراط من الألماس،  أغلبها من منجم أرجيل المملوك لشركة ريو تينتو، والذي يشهد استخراج حوالي 12 مليون قيراط من الماس سنويا..وتتوقع بعض التقارير تراجع أستراليا خلال السنوات المقبلة؛ بسبب قرب نضوب مخزونها الماسي.

 

5- كندا
ولا تزال كندا تحافظ على وجودها ضمن قائمة الكبار في إنتاج الماس؛ حيث تحل خامسًا، فبعد أن كانت تستخرج حوالي 10.6 مليون قيراط ماس في 2013 بقيمة 1.9 مليار دولار، ارتفع الإنتاج إلى 123 مليون قيراط بقيمة تناهز 2.7 مليار دولار في 2018.


وبدأت كندا تعدين الألماس في 1998، وتعد مناجم إيكاتي، وفيكتور، ودياقيك، وسنابك لاك هي الأكبر في البلاد.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية