"حرائق الربيع".. قصة السباق بين أوكرانيا وروسيا لحسم معركة المصير.. الأسلحة والتدريب الغربى مقابل العقيدة العسكرية والخبرة التاريخية لأحفاد السوفييت
كما كان متوقعا، زادت محاولة اغتيال بوتين من هستيريا التساؤلات فى جميع أنحاء العالم وبين الخبراء والمتخصصين، إن كانت الواقعة تعد الرصاصة الأولى فى معركة الربيع المزعومة، التى ينتظر فيها حشد كييف كل ما جلبته من عتاد وأسلحة غربية حديثة وتدريب حصلت عليه من حلف الناتو بقيادة أمريكا -230 دبابة قتالية و1550 آلية مدرعة أخرى- لتوجيه ضربات قوية ومتتالية إلى موسكو، وفى المقابل تزداد التساؤلات أيضًا عن سيناريوهات الرد المتوقعة من قبل موسكو ضد أوكرانيا بعد أن اتهمتها مباشرة بالمسئولية عن محاولة اغتيال بوتين رغم النفى المتكرر من قبل كييف.
وبعيدا عن التساؤلات يبدو أن الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا فى الوقت الحالى تمهد لإعادة اشتعال فتيل المعركة بين الطرفين من جديد بعد أن كادت تهدأ نيرانها قليلًا، وخاصة بعد تعرض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمحاولة اغتيال بطائرات مسيرة، والتى تعد بحسب متخصصين أولى خطوات الهجوم الأوكرانى المضاد، على الرغم من نفى كييف واعتبارها الاتهامات محاولة من الرئيس الروسى ونظامه لتحفيز شعبه ضد الأوكران.
وعلى الرغم من أن السلطات الروسية أعلنت أن الانفجار الواقع بمبنى الكرملين لم يلحق أي أضرار جسيمة، حيث بقيت حتى سارية العلم التى تحمل الراية الرئاسية فى مكانها بعد الهجوم، ولم يصب الرئيس الروسى بأذى فى الهجوم، لكن هذا لا ينفى أن مجرد التفكير فى عملية كهذه ناهيك عن تنفيذها لن يمر مرور الكرام وفق الإصرار الروسى على روايته للحدث.
يقول أشرف كمال، مدير المركز المصرى للدراسات: فى معادلة النزاعات المسلحة بمناطق مختلفة من العالم، تظهر تفاعلات العنصر الأمريكى، وتصاعد حدة التوتر فى أوروبا والشرق الأوسط ومنطقتى المحيطين الهندى والهادئ.
وتابع: "مسار العمليات العسكرية فى الميدان، يعكس تفوق القوات الروسية، وزيارة الرئيس بوتين لمنطقة العمليات تكشف الكثير من الحقائق على كافة الأصعدة، ومع ذلك فإن موسكو تتعامل بجدية واضحة مع تقارير الهجوم المضاد المزعوم، وتواصل العمل بحزم لاستكمال المهمة من خلال استهداف مناطق الدعم اللوجستى للعناصر الأوكرانية، لوأد فرص الهجوم المضاد المزعوم، ولعل استهداف موقع "بافلو جراد" فى منطقة "دنيبروبتروفسك" رسالة واضحة لما يمكن أن تتعرض له مناطق تجمع العناصر الأوكرانية.
وأشار إلى أن الكثير من فرص السلام فى أوكرانيا، ضاعت بسبب غياب الإرادة الحقيقية للسلام، موضحا أنه من مصلحة الغرب البحث عن حل والخروج من مستنقع أوكرانيا، حتى لا يبقى أمام موسكو غير الاستمرار فى القتال، وحشد المزيد من الضمانات لصيانة الأمن القومى وحماية المصالح الروسية.
من جانبه قال اللواء محمد الشهاوى، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية وعضو المركز المصرى للشئون الخارجية، إن وتيرة العمليات الروسية فى أوكرانيا بشكل عام انخفضت مقارنة بالفترة السابقة، حيث فقدت القوات الروسية إلى حد ما القوة الدافعة للهجوم نتيجة للخسائر فى الأفراد والأسلحة والمعدات، فضلا عن العجز المتزايد فى الذخائر خاصة المدفعية بأنواعها.
وتابع: القيادة الأوكرانية تخطط للوصول بالعملية الهجومية الروسية فى لوهانسك إلى نقطة الذروة أيضًا، إذ تستغل القوات الأوكرانية تباطؤ وتيرة العمليات الروسية الحاسمة للجبهة باعتبارها فرصة كبيرة لاستعادة زمام المبادرة من خلال حصار القوات الروسية المخترقة وإحداث أكبر خسائر بها، الأمر الذى يمنحها الوقت الكافى لاستلام أكبر قدر من الدبابات الغربية والأسلحة الهجومية المتطورة.
واختتم: تقوم القوات الأوكرانية بتهيئة الظروف لشن هجمات فى محيط باخموت ومناطق محدودة فى لوهانسك، وكذلك شن هجوم فى اتجاه زابوريجيا بهدف عزل عمليات خيرسون عن الجبهة الأوكرانية، كما تدبر كييف لشن هجوم مضاد على روسيا منتصف مايو إلى يونيو، حيث تجف الأرض والأمطار وتصبح صالحة للعمليات العسكرية.