كلمة نارية للجزائر قبل تسليم رئاسة المجلس الوزارى التحضيرى للقمة العربية إلى السعودية
القمة العربية، قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف: ينعقد اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري اليوم في ظرف إقليمي خاص يعرف تطورات نوعية سريعة ومتسارعة تستدعي مواصلة العمل من أجل رص صفوفنا وتوحيد كلمتنا بغية تجاوز العقبات والتحديات التي تحول دون ضمان مكانة تليق بأمتنا العربية، لاسيما في ظل الاختلالات التي تطال منظومة العلاقات الدولية القائمة.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية فى دورتها ال32 بجدة.
منظومة علاقات دولية
وأوضح أن التحولات التي يشهدها العالم حاليا وما تنبئ به من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى، يجب أن تستوقفنا لتدارس واستكشاف سبل التأقلم معها والمساهمة كمجموعة موحدة في صياغة ملامح منظومة علاقات دولية نريدها أن تكون مبنية على أسس السيادة المتساوية للدول والأمن المتكافئ وتوازن المصالح والترابط المنصف.
واشار الى انه في ظل أوضاع كهذه، تتطلع الجزائر إلى قمة جدة التي نعلق عليها أغلى آمالنا كفرصة متجددة وجب أن نواصل من خلالها جهودنا وأن نكثف من أجلهامساعينا لكسب رهانات العمل العربي المشترك واستكشاف آفاقه الواعدة عبر تثمين ما يجمع الدول العربية من مقومات أصيلة وتحييد ما يفرقها من تجاذبات هامشية.
ولقت إلى أن الجزائر وضعت، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، هذه الأهداف في صلب أولويات رئاستها الدورية، وهي التي اختارت "لم الشمل" عنوانا رئيسيا ومقصدا نبيلا للقمة العربية التي احتضنتها شهر نوفمبر المنصرم، كما سعت بلادة بكل ثبات وعزم وإخلاص لخدمة مشاريعنا وقضايانا عبر تجسيد ما أفضت إليه لقاءات قادتنا من قرارات سديدة ومتبصرة تصب في مصلحة كافة الدول والشعوب العربية.
رهانات العمل العربي المشترك
و أضاف: من هذا المنطلق، ترحب الجزائر أيما ترحيب ببوادر تكريس هذا التوجه الذي بدأت تتجلى ملامحه مع استئناف الجمهورية العربية السورية الشقيقة شغل مقعدها بمنظمتنا والخطوات التي تم اتخاذها لتطوير وتقوية العلاقات العربية-السورية والمساهمة بشكل جماعي في حل الأزمة في هذا البلد الشقيق، فضلا عن التقارب الحاصل في العلاقات العربيةمع الجارتين تركيا وإيران.
واستطرد: وفي نفس أجواء الانفراج، نحيي وندعم المؤشرات الإيجابية للوصول إلى حل مستدام للأزمة في اليمن الشقيق بما يحقق إرادة وطموح الشعب اليمني في استعادة أمن بلاده واستقرارها.
وقال نستبشر خيرا بكل صور هذه الحركية الإيجابية التي تشهدها المنطقة العربية، فإننا نأمل أن تتواصل وتمتد وتتعزز في صورة توافق عربي كامل الأركان يسمح بتدارك ما يتوجب علينا تداركه والعمل مستقبلا على احتواء الأزمات داخل البيت العربي بدل السماح بتدويلها وتعقيدها وتشعب أطرافها داخليا وخارجيا.
وتابع "تمنيت أن أواصل كلمتي بنفس النبرة التفاؤلية وأنا أتطرق الآن للتطورات المتعلقة بقضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية. غير أن ما يعانيه أشقاءنا الفلسطينيون جراء ممارسات المحتل الاسرائيلي واعتداءاته الاجرامية الممنهجة ضد إخواننا فيالقدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، فضلا عن انسدادآفاق مسار السلام في الشرق الأوسط، كلها أمور، بقدر ما تحز في نفوسنا، فإنها تستلزم منا مضاعفة الجهود لفرض احترام حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
القضية الفلسطينية
وأوضح أنه حرص في قمة الجزائر على تثبيت القضية الفلسطينية على رأس أولويات العمل العربي المشترك وأكدنا على طابعها المركزي وعلى تمسكنا جميعا بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافةأركانها وضوابطها.
وتحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تواصل الجزائر مساعيها الرامية لتحقيق المصالحة الفلسطينية عبر مرافقة كافة الأطراف نحو تجسيد الاستحقاقات الوطنية المدرجة في "إعلان الجزائر للم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية" الذي وقع بالجزائر بتاريخ 13 أكتوبر 2022 من قبل جميع الفصائل الفلسطينية.
وأضاف: وعلاوة على ذلك، وضمن تفعيل قرارات قمة الجزائر، تواصل بلادي بالتنسيق مع جميع الأشقاء العرب، مساعيها الرامية لتمكين دولة فلسطين من نيل المزيد من الاعترافات الدولية والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتابع: إن مبعث قلقنا المتزايد يكمن أيضا في تواصل الأزمات السياسية والأمنية في بعض الأقطار العربية الجريحة وظهور بؤر توتر أخرى تحرم أشقاءنا من نعمة الأمن والطمأنينة والاستقرار والرفاه.
في هذا الإطار، يشكل التردي الخطير للوضع في السودان الشقيق بتداعياته الأمنية والسياسية والإنسانية مصدر انشغال كبير بالنسبة لنا. وأمام هذا الوضع، بادر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بصفته الرئيس الدوري للقمة العربية، بمساع لدى الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة الإيغاد (IGAD) لبلورة مبادرة مشتركة تضمن وقف الاقتتال وحقن الدماء وإطلاق عملية سياسية شاملة لحل الأزمة وأحيا جهود الوساطة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية الشقيقة، أجدد نداءنا للأشقاء في السودان من أجل الوقف الفوري للأعمال العسكرية والتحلي بروح المسؤولية حفاظا على الأرواح والممتلكات والانخراط في مفاوضات سياسية تفضي إلى حل سلمي ينهي هذه الأزمة الخطيرة بصفة نهائية ودائمة.
طموح الشعب الليبي
وفيما يخص الأزمة في ليبيا، قال: أود أن أجدد التأكيد على قناعتنا الراسخة أن عودة الاستقرار لن تتم إلا عبر مسار ليبي-ليبي يشجع التوافق بين بنات وأبناء هذاالبلد الشقيق للمضي قدما في تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية لإنهاء الأزمة بصفة نهائية وتحقيق طموح الشعب الليبي فيبناء دولة ديمقراطية وعصرية. ومما لا شك فيه أن مسعى في هذا المستوى من الأهمية والحساسية يقتضي الاحتكام إلى العقل والعقلانية والتحلي بروح المسؤولية نحو الوطن وإعلاء مصلحة ليبيا والليبيين فوق كافة المصالح الضيقة الأخرى.
وبشأن الوضع اللبنانى قال: نأمل من الإخوة في لبنان، ونتمنى لهم من أعماق قلوبنا، أن يتوافقوا على حلول تنهي حالة الانسداد السياسي الحالي عبر انتخاب رئيس للجمهورية، والتفرغ لمعالجة المشاكل الاقتصادية الخطيرة التي تواجه هذا البلد الشقيق، تلبية لحق شعبه في العيش في كنف الأمن والاستقرار والهناء.
وركز على أن إجتماع اليوم يعد فرصة مواتية للتأكيد على أهمية وحتمية تسريع مسار إصلاح وعصرنة وتعزيز العمل العربي المشترك، استجابة للتحديات الجمة الماثلة أمامنا.
وأضاف: ومن الأهمية بمكان التذكير بأن قمة الجزائر قد اعتمدت جملة من الاقتراحات التي تقدم بها سيادة الرئيس عبد المجيد تبون بغية تفعيل دور جامعة الدول العربية في الوقاية من النزاعات وحلها وتكريس البعد الشعبي في مشروعنا الجماعي وتعزيز مكانة الشباب والابتكار في العمل العربي المشترك.
ونوه إلى أنه ما أحوجنا اليوم لهذه الإصلاحات لضمان استغلال أمثل لمقومات التكامل الاقتصادية التي حبا الله بها أوطاننا لبناء مستقبل أفضل.
تعزيز أواصر التعاون والتضامن
وشدد على أن العرب فى أشد الحاجة اليوم لتعزيز أواصر التعاون والتضامن خاصة إزاء الدول العربية التي تجتاز ظروفا اقتصادية صعبة، تستدعي منا جميعا هبة تضامنية وفق مختلف الصيغ المتاحة ثنائيا وجماعيا. كما أن الحالة الاستثنائية التي يواجهها الأشقاء في جيبوتي والصومال من جراء الجفاف الذي يجتاح منطقة القرن الأفريقي، تتطلب منا اتخاذ تدابير عاجلة لتفادي كارثة انسانية وشيكة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.