بهذه الورقة، أوغلو يحلم بهزيمة أردوغان بعد 20 عاما في الحكم
بعد نحو 20 عاما من الحكم في تركيا، يحلم زعيم المعارضة في تركيا بالفوز على أردوغان باستخدام ورقة الأكراد، فهل ينجح؟
وإذا كان أوغلو قد نجح في إجبار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خوض دورة ثانية للمرة الأولى على الإطلاق، فإن فرصه في الفوز في الـ28 من مايو تبدو بعيدة المنال إلا في حال خروج الأكراد بكثافة والتصويت له.
كان ينتظر أن يؤدي كمال كليتشدار أوغلو أداء جيدًا في الجولة الأولى، لكن ما حصل عليه كان أقل بقليل من 45 في المئة، بينما جاءت نتيجة أردوغان أقل بقليل من عتبة 50 في المئة المطلوبة للفوز.
جهود انتخابية للإطاحة بأردوغان
واليوم يحتاج تحالف المعارضة، الذي يضم ستة أحزاب، إلى بذل جهود انتخابية تبدو مستحيلة للإطاحة بأردوغان الذي لا يحتاج سوى إلى قليل من الأصوات الإضافية لتمديد حكمه المستمر منذ 2003 حتى عام 2023.
كما تراهن المعارضة على أن الأتراك سئموا بعد 20 عامًا من سلطة أردوغان وخصوصًا الشباب، ومن بينهم حوالى 5 ملايين يصوتون للمرة الأولى.
كما تراهن على الوضع الاقتصادي الصعب وتدهور قيمة الليرة التركية الذي أدى إلى ارتفاع التضخم في الخريف إلى نسبة تقارب 85 في المئة، لكن الرئيس التركي المحافظ وخلافًا لتوقعات كل استطلاعات الرأي نال الأحد 49,5 في المئة من الأصوات في مقابل 44,89 في المئة لكليتشدار أوغلو.
وذهبت نسبة خمسة في المئة من الأصوات إلى المرشح الثالث النائب القومي المتشدد السابق سنان أوغان البالغ من العمر 55 سنة.
وقال إبراهيم كالن المتحدث باسم أردوغان: إن "الجولة الثانية ستكون أسهل بالنسبة إلينا. هناك فارق من خمس نقاط، نحو 2.5 مليون صوت. يبدو أن لا إمكانية لسد هذه الفجوة".
حشد مزيد من الناخبين الشباب
وقد يؤدي حشد مزيد من الناخبين الشباب إلى تعزيز فرص كليتشدار أوغلو، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيفوز بصوتين في مقابل صوت واحد لخصمه من أصوات هذه المجموعة.
أكثر من 5 ملايين شاب كانوا مؤهلين لأن ينتخبوا للمرة الأولى ويرجح أنهم يريدون التغيير، فهم لم يعرفوا أي زعيم آخر غير أردوغان.
حاول كليتشدار أوغلو، وهو موظف حكومي سابق يبلغ من العمر 74 سنة، شد عزيمة مؤيديه برسالة تستهدف الشباب، إذ كتب على "تويتر": "لا يمكنكم تحمل كلفة أي شيء. عليكم حتى التفكير في ثمن فنجان القهوة. لقد سرقت منكم متعة الحياة بينما يفترض أن يكون الشباب بعيدين من الهموم. لم يعطوكم ذلك ولا ليوم واحد".
الأكراد "سيف ذو حدين"
كما يمكن أن يصوت الأكراد، وهم أقلية عرقية تمثل نحو 10 في المئة من الناخبين، بقوة لصالح كليتشدار أوغلو في الدورة الثانية.
أعلن حزب الشعوب الديمقراطي المناصر لقضايا الأكراد في نهاية أبريل تأييده لزعيم المعارضة، وهو نفسه كردي علوي ويمثل واحدة من أكثر المجتمعات تعرضًا للاضطهاد في تركيا.
لكن يعتقد أن نسبة المشاركة في المحافظات ذات الأغلبية الكردية كانت تحوم حول 80 في المئة، وهو أقل بكثير من المعدل الوطني البالغ 89 في المئة تقريبًا، إلا أن الحصول على دعم كردي أكبر قد يمثل سيفًا ذا حدين يجعل محاولة كليتشدار أوغلو للوصول إلى السلطة شبه مستحيلة.
كان أحد الخطابات الهجومية التي اعتمدها أردوغان هو ربط المعارضة بحزب العمال الكردستاني المسلح المحظور الذي شن تمردًا مسلحًا ضد الدولة التركية لعقود، وهو خطاب نجح في تأطير القوميين والمحافظين على ما يبدو.
قال المحلل في معهد واشنطن سونر كاغبتاي: "بشكل عام التحالف الانتخابي بين كليتشدار أوغلو وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد أضر به، بقي بعض ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي في المحافظات ذات الأغلبية الكردية في منازلهم يوم الانتخابات، بينما تخلى بعض الناخبين القوميين الأتراك عن كليتشدار أوغلو ولاموه على تحالفه مع حزب الشعوب الديمقراطي".
حصل سنان أوغان، المرشح القومي، على خمسة في المئة من الأصوات وقد يكون دعمه حاسمًا في الجولة الثانية.
وأوغان قومي علماني بعيد من المحافظين المتدينين الذين يلتفون حول أردوغان.
لكنه شن أيضًا حملة قوية ضد "الإرهاب"، وهي كلمة يستخدمها عديد من السياسيين الأتراك لإدانة الأكراد.
فرصة أسهل لأردوغان
قال كورساد إرطغرل من جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة لوكالة الصحافة الفرنسية إن "النزعة القومية المعادية للأكراد للتيار الذي يمثله أوغان تجعل من الصعب جدًا على كليتشدار أوغلو إبرام صفقة معه".
ورأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة سابانجي في إسطنبول بيرك إيسين أنه حتى لو حصل كليتشدار أوغلو على دعم أوغان بطريقة ما، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى عزوف الأكراد عن التصويت له.
أشار إمري بيكر من مجموعة أوراسيا الاستشارية إلى أنه "سيكون من الأسهل على أردوغان استمالة الناخبين مما هي الحال بالنسبة إلى كليتشدار أوغلو. ومن المرجح أيضًا أن يشارك أنصار الرئيس بأعداد أكبر للتصويت في جولة الإعادة من أنصار كليتشدار أوغلو مع تراجع زخم المعارضة".
ورجح إرطغرل أن تواصل حملة أردوغان التركيز على القضايا الأمنية، وهي صيغة رابحة بين الطبقة العاملة "القومية المحافظة" في تركيا على رغم التأثير الحاد للأزمة الاقتصادية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.