رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن بوست: الولايات المتحدة تفقد نفوذها في مصر.. الببلاوى لم يتراجع عن محاكمة مرسي.. بعض الإخوان قد يردون على الجيش بالعنف.. تل أبيب تضع القاهرة على حافة أولويات أوباما


رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الولايات المتحدة تفقد نفوذها في مصر، مشيرة إلى اتصال كل من وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ووزير الدفاع تشاك هاجل، لحث الحكومة المؤقتة إلى التراجع عن حافة الهاوية.


وتحدث هاجل مع نظيره المصري وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي من السلطة كونه أول رئيس منتخب ديمقراطيا، وحث هاجل لعملية مصالحة شاملة بمشاركة جميع الأطراف على أرض الواقع في مصر.

وانتقدت الصحيفة المسار الذي يسلكه القادة العسكريون في مصر، وإصرار الإدارة الأمريكية بعدم وصف الإطاحة بمرسي بأنه انقلاب، ومع ذلك يستمر القتل في الشارع المصري، وقتل أكثر من 80 شخصا من أعضاء جماعة الإخوان، وأصيب المئات وكان هذا ثاني عملية قتل جماعي. كما أن السلطات المصرية اعتقلت اثنين من الإسلاميين بحزب الوسط واتخذت إجراءات تنذر بحملة أعمق وأخطر ضد الإسلاميين.

ولم تبد الحكومة المصرية أي باردة نحو عدم محاكمة مرسي بالتهم التي يواجهها بالتجسس والقتل، على الرغم من زيارة كاثرين آشتون، الممثلة السامية للشئون الخارجية للاتحاد الأوربي، للرئيس المعزول محمد مرسي التي لم تعلن عن تفاصيل اللقاء، وطمأنت أنصاره أنه بخير في مكانه السري المحتجز فيه منذ الإطاحة به.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس باراك أوباما حذر وحث وأخر تسليم الطائرات المقاتلة "إف-16" إلى مصر، كعلامة على الاستياء من الوضع في مصر، ولكن يبدو أن إدارة أوباما مترددة في اتخاذ إجراءات أكثر حسمًا، مثل تشديد تدفق المساعدات الأخرى، وفضلت بدلا من ذلك تحذير الحكومة المؤقتة من مغبة استخدام المزيد من العنف والتهديد كوسيلة ضغط.

ولكن هناك علامات تذكر أن وزير الدفاع، الفريق الأول عبد الفتاح السيسي، عند سماعه احتجاجات واشنطن ودول أخري فإنها لا يبدو أن لها نفوذا أو تأثيرا كبيرا عليه، ومن المؤكد أن الإدارة قريبا سوف تواجه خيارات أكثر وضوحا.

وتري الصحيفة أن الإخوان إلى الآن لم يحددوا رد فعلهم للحملة التي شنها الجيش ووضع مرسي في معزل عن العالم الخارجي، وسجن كبار قادة الإخوان، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان الانقلاب والعنف سيجعل الإخوان يتخلون عن اللاعنف، ولكن بعض الأعضاء قد يغريهم سحب السلطة من أيديهم فجأة ويردون على ما قام به الجيش.

كما أن محو جماعة الإخوان من المشهد السياسي في مصر مستحيل، كما يبدو أن السيسي عازم على فعله ولكن هذا يعد لعبا بالنار، ويمكن أن يتسبب هذا في انقسام، من شأنه أن يضع مصر على الطريق نحو الحرب الأهلية مع عواقب وخيمة.

ونوهت الصحيفة إلى أن الانتفاضات العنيفة في سوريا ومصر في نفس الوقت قد تكون خطرة بشكل خاص بالنسبة لإسرائيل، أقوى حليف للولايات المتحدة في المنطقة. ويضع مصر مرة أخرى على حافة أولويات أوباما، الأكثر إلحاحا للكوارث والتي تتطلب إعادة نظر لسياسته.
الجريدة الرسمية