رئيس التحرير
عصام كامل

زيارات لمرسى!


لعل الرئيس السابق محمد مرسي، هو أول رئيس معزول من قبل شعبه يلقي كل هذا الاهتمام الخارجي والعالمي.. كل من يزور مصر يسعي إلى لقائه.. هكذا فعلت آشتون ومن بعدها وفد الاتحاد الأفريقي ولا يستبعد أن يطلب وفد أمريكي تترقب زيارته ذلك أيضا، خاصة أن السفيرة الأمريكية باترسون سبق أن أبدت رغبة مماثلة.


لماذ كل هذا الاهتمام العالمي برئيس معزول من شعبه، وكذلك برئيس لم يكن يحظي وهو في مقعد الرئاسة بقدر ملائم من الاحترام الدولي، ولم يكن عدد من قادة الدول المهتمة الآن بأمره يرتاحون للتعامل معه؟

الإجابة بشكل مباشر، أن ما نراه من اهتمام عالمي بأمر الرئيس السابق ليس اهتماما بشخصه، وإنما هو في الأساس اهتمام بالجماعة التي يمثلها والتيار السياسي الذي ينتمي إليه.. أو بالأصح هو اهتمام ببقاء هذا التيار فاعلا ومؤثرا في مصر والمنطقة كلها، ومشاركا أيضا في إدارة شئون بلاد هذه المنطقة.

وهذا لا يخفيه لا الأمريكان ولا الأوربيون، إنما يتحدثون عنه صراحة، وذلك ليس حبا لا في جماعة الإخوان أو في تيار الإسلام السياسي كله وإنما كرها في أن تخرج بلدنا ومنطقتنا من أزمتها وتنطلق إلى الأمام فيصير قوية وقادرة وفاعلة.

ولذلك، فإن ذلك الاهتمام المبالغ فيه من قبل جهات عالمية بأمر الرئيس المعزول، هو تدخل سافر وفج بشئوئنا الداخلية، وإصرار واضح على توجيه مسارنا السياسي وصرف على السيطرة على هذا المسار.. وهنا يتعين علينا ألا نستجيب لأكثر من تلبية طلبات البعض لزيارة مرسي، وأن نرفض بقية الطلبات الأخري التي إذا استجبنا إليها سنجهض بأيدينا حلمنا في دولة ديمقراطية عصرية.. لا بأس أن تزور آشتون أو حتي ماكين مرسي أما أكثر من ذلك فلا وألف لا.
الجريدة الرسمية