رشحه عبد الناصر للرئاسة، 11 عاما على رحيل زكريا محيي الدين، الصندوق الأسود للثورة
زكريا محيى الدين.. واحد من مجموعة الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة 23 يوليو 1952، وكان من أكثرهم تميزا.. قائد عسكرى وسياسي.
تولى عدة مناصب جعلت منه شخصية محورية في الحقبة الناصرية، أسس المخابرات العامة المصرية، وهو أول رئيس لها، وعندما تنحى الرئيس جمال عبد الناصر بعد نكسة 1967 تولى رئاسة الجمهورية لمدة يوم واحد، ورحل في مثل هذا اليوم 15 مايو عام 2012.
وزير الداخلية ومدير جهاز المخابرات العامة
عرف عن زكريا محيي الدين لدى الرأي العام المصري بالقبضة القوية والصارمة نظرا للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديرًا لجهاز المخابرات العامة، وكان يتم الترويج له على أنه يميل للسياسة الليبرالية، كما كان رئيسًا لرابطة الصداقة المصرية-اليونانية.
ولد زكريا محيى الدين في يوليو 1918 فى قرية كفر شكر بالقليوبية، من اشهر عائلاتها، وهو شقيق خالد محيى الدين، زميله في الضباط الاحرار وعضو مجلس قيادة الثورة أيضا.
اهتم والده عبد المجيد محيي الدين عمدة كفر شكر بتعليمه، فتلقّى تعليمه الأولي في مدرسة الإصلاح بكفر شكر، ثم انتقل بعد ذلك لمدرسة العباسية الاعدادية، ليستكمل تعليمه الثانوي في مدرسة فؤاد الأول الثانوية، ويلتحق بالكلية الحربية ويتخرج منها عام 1938 برتبة ملازم.
بداية المشوار العسكرى
وكان أول تعيينه فى كتيبة بنادق المشاة بالإسكندرية وانتقل بعد عام إلى منقباد ليلتقى هناك بجمال عبد الناصر، وانتقل إلى السودان ليلتقي مرة ثانية بجمال عبد الناصر ويتعرف على عبد الحكيم عامر.
وسافر زكريا محيى الدين ليشارك في الحرب بفلسطين وكان قد تطوع أثناء الحرب، ومعه صلاح سالم بتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة بالفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام لها، وعاد ليعمل مدرسا بالكلية الحربية ومدرسة المشاة.
وانضم للضباط الأحرار ضمن خلية جمال عبد الناصر، وكان مسؤولا عن عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية قبل خروج الملك فاروق من مصر.
وتولى منصب مدير المخابرات الحربية، وفى عام 1953 اسند اليه تكوين إدارة المخابرات العامة المصرية وعين أول رئيس لها.
اعتزال العمل السياسى
وعين وزيرا للداخلية فى حكومة الوحدة مع سوريا، ثم رئيسا للجنة العليا للسد العالى عام 1960، بعدها اختاره عبد الناصر نائبا له لشئون المؤسسات، وفى عام 1965 أصدر الرئيس قرارا بتعيينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية حتى تاريخ تنحي ناصر بسبب النكسة وأسند الحكم إليه قبل خروج الجماهير تطالب ببقاء عبد الناصر كرئيس للجمهورية، فكان يرى فيه رجل عاقل وذكى ومقبول دوليا، فاستقال زكريا محيى الدين من جميع مناصبه واعتزل العمل السياسى حتى رحل فى هدوء مصابا بأمراض الشيخوخة ومعه كل أسراره.
قال عبد الناصر عنه فى خطاب التنحى: “لقد كلفت زميلي وصديقي وأخي زكريا محيي الدين بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية، وأن يعمل بالنصوص الدستورية المقررة لذلك، وبعد هذا القرار فإنني أضع كل ما عندي تحت طلبه، وفي خدمة الظروف الخطيرة التي يجتازها شعبنا”.
رفض زكريا محيى الدين إجراء أي حوارات أو ظهور إعلامي، أو كتابة مذكراته بالرغم من أنه شاهد على جميع الأحداث بل مشارك فيها إلا أنه ظل صامتا كتوما حتى وصفه البعض بالسياسى الصامت والصندوق الأسود لثورة يوليو 1952.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.