عن غواية المرايا والأوثان (3)
وإن كان بسطاء الجماعة يعانون من أمراض التضخم الذاتى و الاستعلاء على الآخرين بسب جنديتهم وجهادهم فى سبيل الله، فإن مرايا الوهم المتقعرة والتى تضخم من ذات أعضاء الجماعة لم تترك الطبقة المتعلمة فى الجماعة والأكثر حظا ومكانة فى السلم الاجتماعى، هؤلاء يعانون من أمراض أشد خطورة وفتكا من فقراء وبسطاء الجماعة، فهم ينظرون لأنفسهم بشىء من الزهو والصلف، فهم ذو حظ من العلم الدنيوى الأكاديمى الذى نالوه من جامعات الحكومة الكافرة التى قهرتهم! وأيضا يحتكرون العلم الشرعى والفقه والسير وتفسير الأحاديث والتأويل الدينى، يعظمون من ذاتهم الجمعية لدرجة تصل بهم إلى أطراف النرجسية الجماعية وليست الفردية، تغويهم بشدة مرايا الجماعة ويتخطفهم بريق وثن الجماعة كالفراشات حول النار فيسقطون جهلا وكبرا وغرورا وصلفا فى نار محراب الجماعة.
تلحظ بشدة أن الجماعة دوما تتفاخر بأن معظم أعضائها أطباء ومهندسين ولا يستطيعون حتى التفرقة بين المسمى الأكاديمى للطبيب وبين الباحث الذى نال درجة الدكتوراه، فيصفون كل طبيب أو صيدلى أو بيطرى بـ(الدكتور ) لما له من وقع إيجابى عند البسطاء فى مجتمع نصفه يجهل الأبجدية العربية.
المثير للاهتمام أن الجماعة تجذب دائما أصحاب الكليات العلمية العملية والذين يميلون للنواحى العملية والبراجماتية فى حياتهم ويؤمنون بلغة الحسابات والأرقام والحقائق، ما يترتب عليه سهولة السمع والطاعة والخنوع والتسليم لكبراء الجماعة، لأن الدين عندهم شىء جامد صلب لا يقبل النقاش أقرب إلى الحقيقة المطلقة وبناءً عليه فرأى المرشد، ظل الرسول على الأرض منزه ومطلق لا يقبل النقاش أو الطعن فيه.
تلحظ أن الجماعة لا تضم بين جنباتها أديب أو مبدع أو مفكر أو حتى باحث مرموق فى الإنسانيات، لا يصلح أمثال هؤلاء الثائرون على العادات والتقاليد والأفكار أن يخنعوا تحت لواء جماعة لا ترى إلا ما يراه مجلس إدارتها المسمى بالإرشاد، لا يتعايش هؤلاء المبدعون فى بيئة تقتل الإبداع وتحرم التفكير وتلفظ التدبر ولا يُسمح لخدمة معبدها إلا بالتبرك بنصوصها.
لم تخرج لنا الجماعة فردا واحدا فى عذوبة وإنسانية وتسامح رجاء النقاش، ولا ناقدا ثائرا حتى على أستاذته مثل محمد مندور أو سامى خشبة، لم نر شاعرا مثل صلاح عبدالصبور يطرح رؤية خاصة به فى التدين وربطه بالثورة على الظلم ومبارزة الطغاة كما فعل فى رائعته الحلاج، لم نر مبدعا مصريا خالصا مثل أسامة أنور عكاشة أو وحيد حامد أو أمثالهما ممن تشربت أوصالهم بالروح المصرية الخالصة، فذابوا عشقا فى الوطن وأبدعوا صورا شعبية تعكس الواقع بل وتتنبأ بالمستقبل! كيف يخرج من الجماعة مبدع أسير هوى التنظيم الدولى، يكبت صوته ويقمع رأيه ولا يبوح به حتى يأذن له ساداته فى ماليزيا أو تركيا أو السودان!
مرايا معتمة تشع وميضا مسموما يناسب طبيعتهم وتربيتهم فقط، لا يرى أحد نورها سواهم، خائنة، خادعة تصور لهم أنهم سادة الدنيا وأمة الخير الوسطية التى تحدث عنها القرآن الكريم.
تلحظ أن الجماعة لا تضم بين جنباتها أديب أو مبدع أو مفكر أو حتى باحث مرموق فى الإنسانيات، لا يصلح أمثال هؤلاء الثائرون على العادات والتقاليد والأفكار أن يخنعوا تحت لواء جماعة لا ترى إلا ما يراه مجلس إدارتها المسمى بالإرشاد، لا يتعايش هؤلاء المبدعون فى بيئة تقتل الإبداع وتحرم التفكير وتلفظ التدبر ولا يُسمح لخدمة معبدها إلا بالتبرك بنصوصها.
لم تخرج لنا الجماعة فردا واحدا فى عذوبة وإنسانية وتسامح رجاء النقاش، ولا ناقدا ثائرا حتى على أستاذته مثل محمد مندور أو سامى خشبة، لم نر شاعرا مثل صلاح عبدالصبور يطرح رؤية خاصة به فى التدين وربطه بالثورة على الظلم ومبارزة الطغاة كما فعل فى رائعته الحلاج، لم نر مبدعا مصريا خالصا مثل أسامة أنور عكاشة أو وحيد حامد أو أمثالهما ممن تشربت أوصالهم بالروح المصرية الخالصة، فذابوا عشقا فى الوطن وأبدعوا صورا شعبية تعكس الواقع بل وتتنبأ بالمستقبل! كيف يخرج من الجماعة مبدع أسير هوى التنظيم الدولى، يكبت صوته ويقمع رأيه ولا يبوح به حتى يأذن له ساداته فى ماليزيا أو تركيا أو السودان!
مرايا معتمة تشع وميضا مسموما يناسب طبيعتهم وتربيتهم فقط، لا يرى أحد نورها سواهم، خائنة، خادعة تصور لهم أنهم سادة الدنيا وأمة الخير الوسطية التى تحدث عنها القرآن الكريم.