نهج آشتون الهادئ أوصلها في النهاية إلى مكان مرسي السري
لقد نجحت كاثرين آشتون، ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي، في لقاء الرئيس المعزول محمد مرسي الذي هو بمعزل عن العالم في مكانه السري المحتجز به منذ الإطاحة به. فلقد كان نهج البارونة آشتون الهادئ أوصلها في النهاية إلى مكان مرسي السري ويرجع لها الفضل في ذلك.ولكن ماذا دار بين مرسي وآشتون، وخاصة أن آشتون لم تعلن عما دار بينهما وهو محتجز في مكانه السري منذ عزله، كيف كانت طريقة الحوار بينهما وهل خاطبته بصيغة أنه الرئيس ام أنه اصبح خارج الرئاسة وقالت له السيد مرسي بدلا من الرئيس مرسي أو ربما سيدي فقط؟وكانت البارونة اشتون أنشط من أي مسئول أمريكي ونجحت في لقاء مرسي على الرغم من أن الرئيس باراك أوباما تخلى عن مرسي أو في طريقه لذلك، وهو الأمر الذي ليس له علاقة بالحكمة ولكنه نظرا لفشل سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.ولعل سبب نجاح آشتون الذي لم يحققه أي دبلوماسي آخر، في لقائها للرئيس السابق مرسي يكمن وراء أسلوبها الناعم الهاديء وحضورها القوى، وربما يكون وزير الدفاع، الفريق الأول عبد الفتاح السيسي معجبا بشخصية آشتون، كما أن الشعب المصري ذكي جدًا ويرفض تلقي محاضرات من الولايات المتحدة فقد مهد لها الطريق في مهمتها.ومن الواضح، أن الرئيس مرسي أو مرسي أو " الرئيس" يرفض حتى هذه اللحظة الاستغناء عن منصبه كرئيس، ومن الواضح أيضا أن الإخوان المسلمين لن يعودوا مجددا إلى السلطة. إذا ما الحل؟ هل يمكن أن يكون هذا هو السؤال الذي طرحته اشتون على مرسي عند لقائه؟ ولكن يبدو أن فتيان مدينة النصر والجيزة هم من سيحددون الأمر في الأيام المقبلة.وما لا شك فيه أن الجيش المصري لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة لدى الشعب المصري الذي نضج ويرفض العودة إلى حالة الفوضى والعنف والانهيار الاقتصادي وهي الأشياء التي ميزت حكم مرسي، وأنا شخصيًا رأيت خطابه وذكرني بأيام حكم مبارك.ولقد بدا السيسي مثل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والسيدة آشتون لم تأت إلى الوعظ على عكس أي شخص آخر فقد بدت أنشط من أي دبلوماسي وأنشط من الأمريكان، وربما قدي كون أوباما تخلي عن مرسي أو في طريقه لذلك، فسياسة الولايات المتحدة فشلت في الشرق الأوسط، على الرغم من سعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين،وهو جانب بجانب مارتن انديك الذي لم يتوان يوما عن فشل المنطقة.ولقد كانت ثورة 25 يناير لعام 2011 التي كانت سلمية نسبيًا مقارنة على سبيل المثال مع سوريا، فقد أظهرت نضج المصريين الذين نضجوا بالفعل على الرغم من سنوات الحكم الديكتاتوري ، ولكن جماعة الإخوان المسلمين لم تنضج بالشكل الكافي، فلا أحد يستطيع إنكار أن الجماعة تفاوضت مع نظام مبارك ، بينما الجميع كانوا في ميدان التحرير. ولكن ما حدث أن الجماعة اكتسبت كلمة الشرعية. الكلمة التي يرددها الجيش أيضا. هل استخدمت آشتون الكلمة ذاتها؟ أراهن أن مرسي فعل.