أكرموا عمتكم النخلة، الوصول لـ 5 ملايين نخلة حلم طال انتظاره لأهالي الوادي الجديد (صور)
يحلم أهالي الوادي الجديد بالوصول إلى زراعة 5 ملايين نخلة لكي تحتل المحافظة المرتبة الأولى في إنتاج التمور ولكي يعود ذلك بالخير والعملة الصعبة على الوطن من خلال التصدير للخارج وإنشاء صناعات تعتمد على منتجات النخيل.
ووجه اللواء الدكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، كافة الأجهزة التنفيذية، والمستثمرين، بتطوير الزراعة وزراعة أصناف جديدة،وقال:" كان لدينا 2.5 مليون نخلة، لكن الرئيس وجه بأن نصل إلى 5 ملايين نخلة من أجود أنواع النخيل، وكل الأصناف لدينا جيدة وتتمتع بجودة عالية".
هنوصلهم ٥ ملايين نخلة
وانطلقت الأيدي العاملة، من مستثمرين ومزارعين، وأجهزة تنفيذية، للوصول إلى ٥ ملايين نخلة بالوادي الجديد، وتنفيذ توجيهات اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، بزيادة زراعة النخيل في المزارع الجديدة، والتي أطلق على أثرها مبادرة زراعة النخيل ودعم المزارعين.
كما بدأ الجهاز التنفيذي بالوادي الجديد، في تنفيذ مبادرات كبرى لكافة الأهالي والمستثمرين لتنفيذ توصيات الرئيس لزراعة أشجار النخيل بالأراضي الجديدة الصحراوية على نظام الري الحديث لتتوج الوادي الجديد بحصولها على أكبر مزرعة تمور في العالم بمنطقة توشكى- شرق العوينات.
كما أطلق اللواء محمد الزملوط المبادرة المجتمعية «ولو بشق تمرة» من إحدى مزارع النخيل النموذجية بالخارجة، بحضور حنان مجدي نائب المحافظ، وسيد محمود سكرتير عام المحافظة، والدكتور مجد المرسي مدير عام الزراعة بالمحافظة، والقيادات التنفيذية، وممثلي الأوقاف، والجمعيات الأهلية والزراعية ومصانع التمور، ورؤساء القرى، وكبار المزارعين.
وأوضح المحافظ أن المبادرة تأتي في ظل التوسع المشهود في زراعة النخيل وإنتاج التمور بالمحافظة في ضوء المبادرة الرئاسية لزراعة ٢.٥ مليون نخلة، وتستهدف جمع زكاة التمور لتخصيص عوائدها لصالح الحالات المستحقة ودعم المشروعات والخدمات بالقرى، وذلك من خلال لجان رسمية تتولى عملية الجمع أو تسليم الكميات لمصانع التمور أو الجمعيات الزراعية المركزية، مؤكدًا أهمية التكافل المجتمعي ودور الأفراد والجمعيات الأهلية في إحداث التنمية وتحقيق المأمول.
وفي ديسمبر الماضي، زار وفد برلماني من لجنة الزراعة بمجلس النواب، برئاسة النائب هشام الحصري، عدد من المشروعات القومية بمحافظة الوادي الجديد بحضور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد.
وزار الوفد البرلماني مشروع زيادة 2.5 مليون نخلة في الواحات بالوادي الجديد، ليزداد عدد النخيل من 2.5 مليون نخلة إلى 5 ملايين نخلة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتتويج محافظة الوادي الجديد بجائزة المحافظة الأولى في إنتاج التمور.
وأكد الحصري أن المشروع يعد إضافة للاقتصاد المصري من عوائد تصدير التمور، لتتصدر مصر مكانة مميزة وكذلك عائدات بالعملة الصعبة خاصة الدولار.
دور وزارة الزراعة
وبالتبعية كلف السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء، بتكثيف الجهود البحثية التطبيقية لخدمة واحة سيوة باعتبارها من أكبر مصادر التنوع الوراثي لأصناف النخيل، فضلا عن دور الواحة في التوسع في زراعة الأصناف المتميزة من النخيل بمختلف مناطق الزراعة الحديدة ويأتي ذلك في إطار مبادرة الرئيس السيسي لزراعة 5 ملايين نخلة من الأنواع المميزة في الوادي الجديد.
وأكد الدكتور عبدالله زغلول، أنه تم تكليف أعضاء الفريق البحثي خلال الفترة الماضية بعدة زيارات إلى واحة سيوة وتم الاستماع إلى المزارعين ونتيجة لذلك تم إدخال أصناف النخيل المهددة بالإنقراض والموجودة بواحة سيوة والتي لها مكانة خاصة لدى المزارعون ويقبل عليها المستهلك إلى المعمل للعمل على إكثارها خلال الفترة القادمة وذلك بجانب إكثار بعض أنواع التمور العربية الشهيرة في العالم ومنها تمور البرجى والمجدول والصقعى.
وقال رئيس مركز بحوث الصحراء، إنه تم تشكيل فريق بحث للوقوف على آخر المستجدات في مجال إكثار النخيل بتقنية زراعة الانسجة والتي تعد طريقة فعالة لتوفير المادة النباتية الوطنية والتي يمكن من خلالها توفير العملة الصعبة اللازمة لشراء الفسائل من الخارج.
وأشار زغلول إلى أن الوزارة وفرت كل الإمكانيات اللازمة لنجاح فريق عمل البرنامج البحثي وقام بتجهيز معمل خاص لإنتاج نخيل البلح مزودا بأحدث الأجهزة وأعلى التقنيات الحديثة في مجال زراعة الأنسجة وتوفير الدعم اللوجيستي والمادي وتم عمل برنامج لإكثار نخيل البلح تحت عنوان «تطوير نظام للإنتاج التجاري والتحسين الوراثي لبعض أصناف النخيل عن طريق زراعة الأنسجة» للتوسع في زراعة النخيل المتميز من الأصناف عالية القيمة.
وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء إنه أهم أهداف البرنامج تمثلت في عدة نقاط أهمها الإكثار المعملي لصنف النخيل البرحي وصنف النخيل المجدول المتميز الذي تم إدخاله إلى مصر حديثًا وزيادة النسبة المئوية للأجنة المتكشفة والحصول على شتلات نخيل خالية من الأمراض والإصابات الحشرية وتحسين نسبة التجذير في المعمل وتحسين جودة الجذور وحل مشكلة أقلمه نخيل البلح والتي تمثل التحدي الأكبر لنجاح إكثاره بزراعة الانسجة لأن المحدد الرئيسي لنجاح طريقة الإكثار الدقيق من عدمه هو عملية الاقلمه.
وقال رئيس مركز بحوث الصحراء إن الفريق البحثي للبرنامج تمكن من التوصل إلى نظام معملي فعال لإكثار نخيل البلح عن طريق زراعة الانسجة بداية من دخول الأجزاء النباتية للمعمل حتي الزراعة في الأرض المستديمة.
وأوضح «زغلول»، إنه تم إبتكار طريقة جديدة في أقلمة نباتـات نخيل البلح المكثـرة نسـيجيًا حيث أعطت هذه الطريقة نتائج عالية في عملية الأقلمة حيث وصلت نسبة الاقلمه إلى أكثر من 95 % وتميزت أيضًا بأنها تقلل من إستهلاك وحدة المياه والمغذيات كما أنها إقتصادية مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى حيث لا تحتاج أي طاقة لتوصيل الماء والمغذيات إلى النباتات وجاري تسجيلها حاليًا كبراءة إختراع.
فيما نظمت كلية الزراعة جامعة الأزهر، في مارس الماضي، قافلة زراعية توعوية لأهالي مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، والتي تضمنت عقد ندوات علمية وورش عمل وتوزيع شتلات أشجار فواكه على المتدربين.
بالأرقام ٤ مليون نخلة، وإنتاج ١٧٠ الف طن بلح الموسم الماضي
وأكد الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، وصول عدد النخيل المزروعة بالوادي الجديد، إلى ما يقرب من ٤ مليون نخلة، “ المثمر وغير المثمر”، من الأنواع المختلفة من النخيل منها الصعيدي التمر البرحي والمجدول والصقعي والحضري والسكري، وغيرها من أنواع النخيل.
وقال وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، لـ "ڤيتو"، ان إنتاج الموسم الماضي من البلح، بلغ ١٧٠ ألف طن، منها إنتاج البلح الصعيدي بلغ ١٢٥ ألف طن.
عمتكم النخلة
حالة من العشق والشغف تربط أهالي واحات الوادي الجديد بالنخيل حيث يضرب النخيل بجذوره فى التاريخ المصرى والموروث الشعبي، حتى أن أهل الواحات يطلقون على النخلة (العمة) أى أنها شبيهة بأخت الأب لحنوها وكرمها على أبناء أخواتها.
والنخلة من أكثر الأشجار التى تدخل فى حياتنا اليومية، من خلال صناعات حرفية عديدة، وقد أثر النخيل فى الحياة اليومية للأهالى وموروثها الشعبي.
واستخدم اهالي الواحات جذوع النخيل قديما فى تشييد البيوت والحظائر، ولا زالت حتى الآن بعض القرى تستخدم تلك الطريقة.
كما تم استغلال سعف النخيل فى تصنيع السلال، والمقاطف، والأطباق، والصناديق، وغيرها، وتوجد تلك الصناعات إلى الآن، وتم استخدام عراجين النخيل بعد جمع البلح منها كمكانس للأرضيات وهى إلى الآن تستخدم أيضًا فى القرى، واستخدام الليف الخاص بالنخيل فى الاستحمام وصنع الشباك لجمع المحاصيل.. وغيرها.
أبرز المشكلات التي تواجه مزارعي الوادي الجديد
وقال النائب حمدي سليمان نائب دائرة الداخلة بالوادي الجديد، إن أخطر مشكلة تواجه المحافظة حاليًا هي سوسة النخيل الحمراء، والتي تهدد زراعة النخيل في المحافظة، نظرا لسرعة انتشارها الكبير بين أشجار النخيل، حيث يمكن لتلك الحشرة أن تنتقل لمسافة تتراوح من 2 إلى 5 كم، ويمكنها القضاء على الشجرة في مدة 4 أشهر فقط، الأمر الذي يمثل تهديدا حقيقيا وخطيرا لزراعة النخيل بالوادي الجديد، في ظل عدم وجود مواجهة جادة لهذه السوسة من جانب وزارة الزراعة بسبب ضعف التمويل.
وأضاف: أيضًا من أبرز المشكلات التي تواجه مزارعي الوادي الجديد، ارتفاع أسعار الكهرباء والتي يستخدمها المزارعين في استخراج لمياه من الآبار بشكل رئيسي، الأمر الذي يتطلب دعم المزارعين في هذا المجال من خلال توفير البديل المناسب وهو تشجيع المواطنين على تركيب محطات طاقة شمسية من خلال مبادرة يطلقها البنك الزراعي، بتقديم تسهيلات بفائدة مخفضة للمزارعين لدعمهم في تنفيذ تلك المحطات الجديدة الموفرة للطاقة.
وطالب سليمان، بحل مشكلات الري التي تواجه المزارعين، من خلال توفير العمالة الفنية اللازمة لورش الصيانة الميكانيكية للري وزيادة موازنتها وكذلك إنشاء فرع لتلك الورش بمنطقة الفرافرة لتسهيل صيانة الآلات والمعدات بالمناطق المحيطة.
وأيده في تلك المطالب النائب أحمد العقاطي، مشيرًا إلى أن أزمة سوسة النخيل تتطلب وقفة جادة من الحكومة حفاظا على ثروة النخيل بالوادي الجديد والتي تمثل أكبر منطقة لإنتاج التمور بالبلاد.
وطالب النائب أحمد العقاطي، بإنشاء إدارة جديدة بالوادي الجديد مختصة بمكافحة سوسة النخيل بحيث يكون عملها متواصل طوال العام، حتى يتم القضاء علي هذه الآفة التي تهدد أشجار النخيل بالوادي الجديد، كما طالب بسرعة حل أزمة الكهرباء لمزارعي الوادي، مؤكدًا أن أسعار الكهرباء تمثل عبئًا كبيرًا على المزارعين حيث يعتمدون عليها في الري وبالتالي لا يحقق معهم المحصول أي عائد نظرا لارتفاع تكاليف الإنتاج.
وطالب بسرعة حل المشكلة سواء بدعمهم في أسعار الكهرباء، أو منحهم قروض ميسرة لتركيب محطات طاقة شمسية لإنتاج الكهرباء.
معاناة أخرى يعيشها مزارعو النخيل بقرى ومراكز الوادي الجديد كل عام من أجل البحث عن كوز اللقاح، وذلك مع بداية موسم تلقيح النخيل من كل عام، حيث تشتعل أزمة بين مزارعي النخيل بالمحافظة لندرة وجود كوز اللقاح، حيث يرتفع سعره إلى عشرات الأضعاف من أجل تلقيح النخيل.
يقول أحمد خالد سعيد صاحب الـ ٦٥ عام، أحد مزارعي النخيل، لـ "ڤيتو"، إن أشجار النخيل تختلف عن غيرها من الأشجار كونها ثنائية المسكن لوجود الشجرة الأنثى بعيدة عن الشجرة الذكرية، لذا لا يتم التلقيح والإخصاب إلا بنقل لقاح الفحل إلى طلع الأنثى بالطريقة اليدوية لأنها مضمونة وتحقق النتائج المطلوبة.
وأضاف أحمد أن عملية التلقيح التي تكون سببا مباشرا في عملية إنتاج النخيل للتمور، عن طريق تلقيح النخيل بـ «كوز» التلقيح، والذي يشهد ارتفاعا في سعره إلى عشرات الأضعاف كل عام في هذا الموسم، والتي تسبب معاناة للمزارعين، وسط عمليات البحث عن لقاح النخيل بسعره الطبيعي.
وأكد صاحب أحد مزارع النخيل بالداخلة، أن معظم الناس في الوادي الجديد يمتهنون زراعة النخيل كونها مصدر رزقهم الوحيد، وفي مثل هذا الوقت من كل عام تبدأ معاناة المزارعين في البحث عن كوز اللقاح، إذ يتم فيه تلقيح النخيل، حث يتم بنقل أجزاء من كوز اللقاح الذكري على النخيل، لكن المشكلة تكمن في عدم توافر كوز اللقاح.
جهود الدولة ومساعدة المزارعين
ومن جانبه قال الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، في تصريح خاص لـ "ڤيتو"، ردا على معاناة المزارعين بالمحافظة، إن الدولة ووزارة الزراعة وكافة العاملين بقطاع الزراعة بالوادي الجديد، لا تتأخر لحظة في تقديم الدعم والمساندة لكل مزاعي مصر في كل مكان، بهدف دعم خطوات الرئيس عبد الفتاح السيسي في التنمية الزراعية، التي يستهدفها لمواجهة التحديات العالمية، موضحًا أن محافظة الوادي الجديد من المحافظات الواعدة في الزراعة، لاسيما في النخيل وهو الأمر الذي يتطلب منا العمل علي حل كافة المشكلات.
وأشار الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، في حديثه لـ " فيتو"، إلي المرور الدوري على حقول النخيل بكافة قري ومراكز المحافظة، وفحصها لضمان عدم ظهور إصابات بسوسة النخيل الحمراء، وذلك في ظل المرور الدائم وتوجيه المزارعين نحو اتخاذ إجراءات الرش العلاجي بالمناطق المصابة بسوسة النخيل والرش الوقائى بالمناطق غير المصابة بسوسة النخيل، تحت إشراف جهاز المكافحة بمديرية الزراعة.
وأكد المرسي، اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المزارعين المتقاعسين عن الرش العلاجي بالمناطق المصابة بسوسة النخيل والرش الوقائي للمناطق غير المصابة بسوسة النخيل وتكليف جميع المشرفين الزراعيين على مستوى القطاع الزراعي بالمرور علي مزارع النخيل؛ للتأكد من عمليات الرش العلاجي والوقائي.
ولفت الى اهمية حضور الندوات الإرشادية والتوعوية بالمساجد ودور المناسبات والتدريب العملي والنظري بالمحطة الإقليمية للبحوث الزراعية بالخارجة، والمعمل المركزي لأبحاث وتطوير نخيل البلح بإدارة التجارب الزراعية بالداخلة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء وتدريبهم على اكتشاف الإصابة وعلاج نخيلهم حفاظا على الثروة القومية من محصول البلح بالمحافظة.
ولفت وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، إلي اهتمام القيادة السياسية بقطاع التمور وزراعة النخيل من خلال مبادرة زراعة 2.5 مليون نخلة من الأصناف الفاخرة يعتبر بمثابة الدعوة لإعادة الحياة لإنتاج التمور المصرية كمحصول استراتيجي.
وأوضح أن تحقيق ذلك يتم من خلال تنفيذ خطة متكاملة لتنمية وتطوير قطاع النخيل ومزارعه وصناعة التمور لتشمل التوسع فى الزراعات المخططة والمميكنة، بجانب التوسع فى زراعات النخيل العضوية ومطابقة مواصفات الجودة العالمية لمضاعفة الصادرات ورفع سعرها وفتح أسواق جديدة لها، بالإضافة لإقامة مصانع يمكن من خلالها إعادة تدوير مخلفات النخل حيث تنتج النخلة الواحدة 36.5 كجم من المنتجات الثانوية والتى يمكن استخدامها فى صناعة الأخشاب والأعلاف.
وأوضح المرسي، أن رؤية مصر 2030 تستهدف زيادة التوسع الزراعي في مصر وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، فضلا عن زيادة إنتاج للتمور بالواحات وزيادة الرقعة الخضراء من النخيل المثمر بنحو 5 ملايين نخلة، وسنصل إلى 5 ملايين نخلة خلال الفترة القليلة المقبلة.