خدعة فاجنر، أسرار خطة روسيا لصد هجوم أوكرانيا المضاد، باخموت مركز العمليات بمشاركة قوات رمضان قديروف
ما زالت أزمة مجموعة فاجنر مع الجيش الروسي تسيطر على الأنباء العالمية وسط حالة ترقب لما تفر عنه الازمة التي قد تضع الخطوط العريضة لمستقبل الحرب الروسية الأوكرانية في عامها الثاني، وسط مخاوف من خدعة استراتيجية للقوات الروسية وسط الحديث عن هجوم أوكراني مضاد مرتقب بدأ بمحاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام.
وبعد أقل من 24 ساعة من إعلان رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة أنه تلقى وعدًا الليلة الماضية بالحصول على ما يكفي من الذخائر والأسلحة لمواصلة الهجوم المستمر منذ أشهر على مدينة باخموت، انقلب الحال رأسا على عقب اليوم الثلاثاء وعاد رئيس مجموعة فاغنر بإطلاق التصريحات الهجومية على وزارة الدفاع الروسية.
سحب مجموعة فاجنر الروسية من مدينة باخموت الأوكرانية
اتهم رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، اليوم الثلاثاء، وحدة عسكرية روسية بالفرار من مواقعها قرب باخموت في شرق أوكرانيا.
وقال بريغوجين “اليوم هربت إحدى وحدات وزارة الدفاع من أحد مواقعنا.. ما جعل الجبهة مكشوفة”، مكررا تعهده بسحب مجموعته من باخموت، إذا لم يقدم الجيش الروسي مزيدا من الذخيرة.
اقرأ ايضا.. بعد محاولة اغتيال بوتين.. هذه نقطة انطلاق الثأر الروسي من أوكرانيا.
خدعة إستراتيجية من الدب الروسي لأوكرانيا
حرب التصريحات الأخيرة جاءت بالتزامن مع الحديث عن هجوم أوكراني مضاد في الربيع وهو الأمر الذي يراه مراقبون أن ما يحدث الآن داخل باخموت وتلويح رئيس شركة فاغنر بالانسحاب وتسليم المواقع لقوات احمد الشيشانية ماهو إلا خدعة استراتيجية من الدب الروسي لشن عملية واسعة النطاق على أوكرانيا وكسب المزيد من الأراضي.
وتأتي مخاوف من الخدعة الروسية بعد أيام من من تأكيد مؤسس قوات فاجنر، استعداده لتسليم المواقع في مدينة أرتيوموفسك إلى قوات "أحمد" الشيشانية في منتصف ليل 10 مايو، وذلك تلبية لاقتراح رئيس الشيشان رمضان قديروف، حيث أظهرت الأسابيع الماضية الكثير من التوترات المتزايدة بين مجموعة فاجنر والجيش الروسي والتي يصفها البعض بالتوترات المزعومة.
اقرأ أيضا..كلمات نابية وخسائر فادحة، تفاصيل أزمة فاجنر مع الجيش الروسي
عملية اقتحام باخموت
وقال بريجوجين: "تواصلت مع ممثلي قديروف، لبدء تسليم المواقع على الفور، ليتم ذلك في 10 مايو في تمام الساعة 00:00، بعد ذلك سيشغل رفاقنا في السلاح أماكننا ويواصلون عملية اقتحام باخموت".
وشكر بريجوجين رمضان قديروف على موافقته، منوها بثقته في توفر كل ما هو ضروري لديهم لشغل المواقع في أرتيوموفسك.
وأعرب بريجوجين عن ثقته بأن قوات "أحمد" ستتمكن من تحرير كل أرتيوموفسك.
وفي وقت سابق، قال قديروف إن وحدات القوات الخاصة الشيشانية "أحمد"، مستعدة لشغل مواقع "فاجنر" في أرتيوموفسك. وكان بريغوجين قد أعلن سابقا أن وحدات فاغنر ستبقى في مواقعها في أرتيوموفسك حتى 9 مايو، ثم "ستنتقل إلى المعسكرات الخلفية" من أجل "تضميد جراحها".
ويتهم بريجوجين بانتظام هيئة الأركان العامة بعدم إرسال ما يكفي من الذخائر إلى عناصره الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية في معركة باخموت، وذلك بقصد حرمانهم من تحقيق نصر يعجز عنه الجيش النظامي.
اقرأ أيضا.. باخموت، سر تحول المدينة إلى أشرس معارك الحرب الروسية الأوكرانية
وفي مقطع فيديو آخر شديد الخطورة نُشر ليل الخميس-الجمعة، حمّل بريجوجين كلًا من وزير الدفاع سيرجي شويجو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف تحديدًا المسؤولية عن الخسائر التي تكبّدتها فاجنر.
وظهر بريجوجين في مقطع الفيديو وهو يتجوّل بين عشرات الجثث التي أكّد أنّها لمقاتلين في فاغنر سقطوا أثناء المعارك.
وقال "لقد ماتوا حتى تتمكّنا من أن تسمنا خلف مكتبيكما!".
وأضاف بصوت عال والشرر يتطاير من عينيه "شويجو! غيراسيموف! أين قذائفي اللعينة؟!"، قبل أن يكيل الشتيمة تلو الأخرى لوزير الدفاع ورئيس الأركان.
خسائر فادحة في مجموعة فاجنر
وتكبدت فاجنر خسائر فادحة في الأشهر الأخيرة في محاولتها للسيطرة على باخموت.
واحتلت المجموعة شبه العسكرية القسم الأكبر من المدينة، لكنّها عاجزة عن الاستيلاء على آخر المواقع الأوكرانية.
وكان الكرملين نفى وجود أي توتر في صفوف القوات الروسية، لكن تصريحات بريجوجين تثبت العكس.
هجوم أوكراني مضاد علي روسيا
وقبلها بيوم، أعرب بريجوجين عن اعتقاده بأن هجوما مضادا وعدت به القوات الأوكرانية قد بدأ بالفعل، مضيفا أن قواته تراقب نشاطا متزايدا على طول الجبهة.
وفي رسالة صوتية نشرتها خدمته الصحفية على مواقع التواصل الاجتماعي، قال بريجوجين إن "المرحلة النشطة" للهجوم المضاد ستبدأ في الأيام المقبلة.
ووعدت حكومة كييف منذ فترة طويلة بشن هجوم مضاد لبدء استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا في شرق البلاد بعد غزوها في فبراير 2022.
وقال بريجوجين: "أعتقد أن زحف الجيش الأوكراني قد بدأ بالفعل.. نشهد أكبر نشاط ممكن سواء في المحيط أو في نطاق الخطوط الأمامية". وأضاف "لذلك أعتقد أن كل شيء قد بدأ بالفعل. وأعتقد أن كل هذا سيدخل مرحلة نشطة في المستقبل القريب جدا. قد يكون في غضون أيام".
وقال في وقت لاحق إن قواته تقدمت 230 مترا في القتال الذي اجتاح بلدة باخموت بشرق أوكرانيا. وظلت المدينة المدمرة، التي كان يسكنها 70 ألف نسمة، تحت الحصار منذ ما يقرب من عشرة أشهر. وأضاف أن القوات الأوكرانية محصورة الآن في منطقة بالبلدة تبلغ مساحتها 2.64 كيلومتر مربع فقط.
ضربات جوية روسية مرتقبة علي الأراضي الأوكرانية
من ناحية أخرى قال مدونون عسكريون أوكرانيون إن التحذير من ضربات جوية ربما يكون صدر بسبب طائرة حربية روسية مسلحة بصواريخ كينجال التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
كما قال عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، إن الجيش الروسي نفذ أكبر هجوم منذ بداية الحرب على العاصمة الأوكرانية باستخدام الطائرات المسيرة.
فيما قال مسؤولون أوكرانيون أمس الاثنين إن روسيا شنت موجة من الضربات الجوية بالطائرات والطائرات المسيرة والصواريخ على كييف ومدن أوكرانية أخرى.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديثها الصباحي بشأن الحرب إن ما يصل إلى 16 ضربة صاروخية استهدفت مدن خاركيف وخيرسون وميكولايف وأوديسا، بالإضافة إلى تعرض مواقع أوكرانية أخرى لنحو 61 ضربة جوية و52 قذيفة صاروخية.
وكشفت السلطات الروسية، في بيان صادر عنها أمس الإثنين، أن قوات الجيش شنت غارات جوية مكثفة على أوكرانيا، بالطائرات والطائرات المسيرة والصواريخ على كييف ومدن أوكرانية أخرى، قبل عيد النصر الذي تحتفل فيه بهزيمة ألمانيا النازية.
مجموعة فاجنر العسكرية الموالية للرئيس الروسي
ظهرت فاجنر لأول مرة في شرق أوكرانيا في عام 2014، حيث ساعدت الانفصاليين المدعومين من روسيا في السيطرة على الأراضي الأوكرانية وفي إنشاء جمهوريتين منفصلتين في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.
ومنذ عام 2014 شاركت فاجنر في العديد من الصراعات في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في سوريا وفي العديد من البلدان في أفريقيا.
يقال إن المجموعة تشارك في الأعمال العسكرية في عدد من الدول التي تشهد صراعات داخلية، مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية فيها، فعلى سبيل المثال ذُكر أن عناصر المجموعة تحرس حقول النفط في سوريا، مقابل الحصول على نسبة من عائدات الحقل.
كما قاتلت فاجنر في ليبيا وأشرفت علي حماية حقول النفط أيضًا، وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، تقف المجموعة إلى جانب الحكومة الحالية في مواجهة المسلحين الإسلاميين المتشددين.
وقائد هذه المجموعة هو يفجيني بريجوزين ويعد حليف لبوتين ويقال إن فاجنر تمثل حوالي 10 % من جميع القوات الروسية في أوكرانيا.
ويشتهر يفجيني بريجوزين، 62 عامًا، بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.
وفي سبتمبر من العام الماضي وبعد ستة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا اعترف بريجوزين فجأة أنه أسس مجموعة فاجنر، بعد أثبتت أنها واحدة من أكثر الوحدات الروسية فعالية في الحرب.
مؤسس مجموعة فاغنر الموالي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وبريجوزين من الموالين بشدة للرئيس بوتين وهو أحد الأصوات القليلة البارزة التي أعربت عن عدم الرضا عن أداء قيادة الجيش الروسي في أوكرانيا.
من الناحية الرسمية ليس لبريجوزين أي منصب رسمي في المؤسسة الرسمية الروسية، ورغم ذلك من الواضح أنه يتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين.
يشار إلي أن وسائل إعلام تحدثت عن قيام بريجوزين بجولة على السجون الروسية لتجنيد السجناء المحكومين للقتال في أوكرانيا ومن المستبعد القيام بمثل هذا الخطوة بدون موافقة الجهات العليا في الدولة.
وشجع بريجوزين السجناء على الانضمام للقتال قائلا إن المجتمع سيحترمهم وحذرهم من ارتكاب جرائم جديدة مثل الاغتصاب، قائلًا: "لا تشربوا الكحول، لا تتعاطوا المخدرات، لا تغتصبوا.. كونوا منضبطين".
ووعد قائد مجموعة فاجنر السجناء بأنهم سينشرون في الخطوط الأمامية لمدة ستة أشهر وبعدها سيكونون أحرارًا للعودة إلى ديارهم وبسجلات جنائية نظيفة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية