النائب أحمد أباظة: اللاجئون السودانيون يضيفون عبئًا اقتصاديا على مصر.. ونتعامل معهم بشهامة لكننا لسنا مشكورين (حوار)
«ظروفنا صعبة اقتصاديا ونتعامل بشهامة وأصالة المصريين تجاه الجميع، ومع ذلك لسنا مشكورين».. هكذا قال أحمد فؤاد أباظة وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، مؤكدا فى الوقت نفسه أن الموقف المصرى الثابت تجاه أزمة السودان هو موقف البلاد دائمًا تجاه الأحداث الداخلية فى البلدان الأخرى، وعدم التدخل فى الشأن الداخلى للدول.
وثمن النائب خطوات الرئيس عبد الفتاح السيسى لإنهاء الأزمة بين الطرفين السودانيين، من أجل الحفاظ على وحدة كيان السودان والشعب السودانى، وأوضح فى حواره لـ«فيتو» أن العلاقات المصرية السودانية تاريخية، فالسودان يحظى بأهمية وأولوية كبيرة على أجندة القيادة السياسية الخارجية التى تحرص على التعاون الدائم مع السودان والتنسيق فى كافة المجالات وعقد العديد من الاتفاقيات التى تجمع بين البلدين.
وأكد وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن جهود مصر فى استقبال اللاجئين السودانيين على أرضها وتسهيل دخولهم البلاد تؤكد أصالة الشعب المصرى وقياداته السياسية التى لا تتوانى عن القيام بواجبها تجاه الأشقاء، لاسيما فى أوقات الأزمات
مضيفا: بالتأكيد سيمثل ذلك عبئا اقتصاديا، لا سيما أننا لا نتحمل اللاجئين السودانيين فقط، بل نتحمل أيضًا اللاجئين من سوريا وليبيا واليمن وفلسطين ولبنان.
وإلى نص الحوار:
*كيف ترى الموقف المصرى من الأحداث الأخيرة التى يشهدها السودان؟
الموقف المصرى تجاه السودان كما هو حال الشقيقة الكبرى مع الأحداث الصعبة بجميع الدول، لكن سياسيا موقفنا أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية أن ما يحدث فى السودان شأن داخلى، مؤكدًا أنه لا ينبغى التدخل فيما يحدث فى السودان، كما أن مصر وقواتها العسكرية لا تقف مع طرف ضد الآخر.
ومصر تسعى دائمًا للتهدئة بين الأطراف السودانية وعدم التصعيد، كما أعلن الرئيس عن توجيه الدعوة للأشقاء فى السودان للمفاوضات، والتوقف عن القتال فى إطار حرص مصر وسعيها الدائم للحفاظ على استقرار السودان، وسياستها الخارجية التى تتسم بالتوازن والاعتدال.
والموقف المصرى من أحداث السودان ليس جديدا، وإنما هو ذات الموقف مما يحدث فى ليبيا وسوريا واليمن وغيرها، حيث تستهدف مصر دائمًا إحداث التوازن فى العلاقات الخارجية وبذل الجهود فى التهدئة والمفاوضات بين الأطراف للحفاظ على وحدة الشعوب واستقرار المنطقة.
وباعتبارنا نوابا ومصريين نثق جدا فى القيادة السياسية التى تعى جيدا ما يحدث فى السودان، وندعم سعيها لإنهاء الأزمة بين الطرفين السودانيين من أجل الحفاظ على وحدة كيان السودان والشعب السودانى.
*وكيف ترى مستوى العلاقات المصرية السودانية فى ظل هذه الأحداث؟
العلاقات المصرية السودانية تاريخية وليست وليدة اليوم، فكانت مصر والسودان بلدا واحدا من قبل، يربطهما شريان حياة واحد وهو نهر النيل، وبينهما علاقات قوية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية بحكم التاريخ والجغرافيا على مر التاريخ.
كما أن السودان حظى بأهمية وأولوية كبيرة على أجندة القيادة السياسية الخارجية، لا سيما أن أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسى عام 2014 عقب توليه حكم مصر كانت للسودان ضمن جولة له شملت ثلاث دول، كما توجه للسودان أيضًا بعد إعادة انتخابه عام 2018 فى أول زيارة خارجية له، ثم توالت الزيارات بعدها.
ودائمًا كان هناك حرص من القيادة السياسية المصرية على التعاون الدائم مع السودان والتنسيق فى كافة المجالات، وعقد العديد من الاتفاقيات التى تجمع بين البلدين كاتفاقية الدفاع المشترك، وتبادل الخبرات العسكرية فى مجالات تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب
بالإضافة إلى التعاون الاقتصادى بين مصر والسودان والذى دعمته مصر بمشروعات الربط الكهربائى وتطوير المعابر البرية لتسهيل حركة التجارة والنقل، وتأهيل الموانئ البحرية والنهرية، والسكك الحديدية، ما أسهم فى زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، واتجاه رجال الأعمال المصريين والشركات المصرية للاستثمار فى السودان.
*وكيف ترى جهود مصر فى استقبال اللاجئين السودانيين على أرضها وتسهيل دخولهم البلاد؟
بالتأكيد هذه الجهود تؤكد أصالة الشعب المصرى وقيادتها السياسية التى لا تتوانى عن القيام بواجبها تجاه الأشقاء، لاسيما فى أوقات الأزمات، ونثمن خطوات الرئيس السيسى فى هذا الشأن وندعم ما يقوم به ويتخذه من خطوات.
*ولكن هناك من يرى أن استقبال اللاجئين السودانيين يضيف عبئا اقتصاديا على مصر فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد؟
بالتأكيد سيمثل عبئًا اقتصاديا، لا سيما أننا لا نتحمل اللاجئين السودانيين فقط، بل نتحمل أيضًا اللاجئين من سوريا وليبيا واليمن وفلسطين ولبنان، لدرجة أن من بين أبناء هذه الشعوب من أصبحوا رجال أعمال كبار داخل مصر مثل السوريين
لكن مصر طوال تاريخها تتعامل بشهامة وأصالة مع الأشقاء فى الظروف الصعبة، ورغم ذلك لسنا مشكورين، فرغم استقبالنا للأشقاء السودانيين نجد بعض الأصوات من داخل السودان تهاجم مصر، ورغم ذلك ما زالت مصر وقيادتها السياسية حريصة كل الحرص على القيام بدورها وواجبها تجاه الأشقاء فى ظل ظروفها الاقتصادية الصعبة، فمصر دائمًا تفتح أبوابها للجميع.
*وماذا عن موقف المجتمع الدولى من تلك الأحداث؟
للأسف الشديد، المجتمع الدولى يقف متفرجا ويكتفى بالتصريحات فقط، وعليه أن يتدخل لإنهاء الأزمة بين الطرفين ومساندة الشعب السودانى للحفاظ على وحدة كيانه، ومساندة ودعم الدول التى تستقبل اللاجئين السودانيين، وعدم الاكتفاء بالكلام فقط، فنحن أمام أزمة دولية كبيرة تتطلب دورا قويا من المجتمع الدولى، للتدخل وتقديم الدعم اللازم للأشقاء السودانيين.
لذا أدعو المجتمع الدولى وكافة المنظمات الدولية بسرعة التحرك وتحمل مسئوليتها تجاه ما يحدث بالسودان وتقديم الدعم اللازم للشعب السودانى واللاجئين السودانيين، ومساعدة الدول التى تستقبل اللاجئين السودانيين.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"