رئيس التحرير
عصام كامل

الدير المنحوت مقر الأب متى المسكين فى طى النسيان.. يعيش فيه ثعلب الصحراء والغزال المصرى.. وطيوره معرَّضة للانقراض.. والنحاتون يقطعون جباله.. ومدير المحمية يستغيث

فيتو

الدير المنحوت كان يقيم به الأب متى المسكين، أمام البوابة الرئيسية بناحيتها اليمنى كنيسة صغيرة لا تتعدى مساحتها 40 مترًا وحظيرة صغيرة للدواجن ويضم كنيسة منذ العام الرابع الميلادى، أى منذ بدايات ظهور المسيح، ويتبع إداريًّا الأنبا ميخائيل مطران أسيوط، والأب متى المسكين أقام بهذا الدير لمدة 10 سنوات منذ عام 1960 حتى نهاية عام 1969 ثم انتقل إلى دير وادى النطرون، رهبان الدير قاموا بتطهير منطقة عيون الريان بعد أن أصابتهم فى الماضى بأمراض الكلى، مع الاستعانة بأجهزة تحلية بالطاقة الشمسية.


أعيد تخطيط الدير فى عام 1994. يتم الآن تشييد كنيسة عملاقة على الطراز الحديث ومخالفة لقوانين المحميات الطبيعية وهى بداية المخالفات، جميع الرهبان المقيمين بالدير يخضعون للكشف الطبى، وأن يكون متعلمًا يجيد القراءة والكتابة.
داخل الجبل النحاتون ينحتون الكتل الصخرية رائعة الجمال وهو ما يهدد البيئة الطبيعية، وفوق سفح الجبل تم إقامة مبانٍ وكنائس واستراحات عملاقة.
يحيط بالدير سور طويل يمتد إلى أكثر من 25 كيلومترًا، ومفرغ بالصلبان، وتتوسطه بوابات حديدية عملاقة.
كشف المهندس عرفة السيد أمين مدير محمية وادى الريان التابعة لوزارة شئون البيئة أن رهبان الدير استولوا على مساحة 10 آلاف فدان وتم تسويرها بطول 30 كيلومترًا بمنطقة عيون الريان، وأن هذه المنطقة أسهمت بشكل كبير فى إعلان منطقة وادى الريان محمية طبيعية وتخضع للاتفاقيات الدولية وحماية الحياة البرية لما تتمتع به من غطاء نباتى كثيف وحيوانات نادرة قابلة للانقراض وكذلك أربع عيون طبيعية يتغذى منها النبات والحيوانات النادرة، منها الثعلب الفنك والغزال المصرى والغزال الأبيض، إضافة إلى 200 نوع من الطيور البرية النادرة، وتسهم بشكل كبير فى التوازن البيئى.
وأضاف أن ما يحدثه الرهبان من إخلال بهذا التوازن يمثل كارثة بيئية، كما أنهم يستولون على المبانى الخاصة بالمحمية والتى تستخدم فى رصد الثديات داخل المنطقة ومسبح بيئى، حمام سباحة، والذى كان يسهم فى السياحة البيئية.
وأضاف عرفة أنه تم إنشاء 90 قلاية مخالفة وإقامة مدق من الأسفلت بطول كيلومتر واحد وزراعة سور من أشجار الكافور والجازورين بطول 7 كيلومترات، وشملت مخالفات العين الأولى 4 مبانٍ فى مساحة 50 مترًا مربعًا وتجريف وإزالة النباتات الطبيعية بمساحة 5 أفدنة كما بلغت مخالفات العين الرابعة تجريف وإزالة نباتات طبيعية فى مساحة 10 أفدنة.
وبلغت مخالفات الكنيسة القديمة إقامة7  مبانٍ، وتم بناء كنيسة جديدة على مساحة 1350 مترًا مكونة من 3 طوابق بالمخالفة للقانون، كما تم الاستيلاء على مساحة 30 ألف متر مربع وزراعتها بالزيتون والجوافة والرمان وبعض المحاصيل التقليدية.
وقال مدير المحمية إنه تم بناء مغارات مخالفة بمنطقة المنقار والجبل الأوسط والتى تبعد عن منطقة الدير الأصلية بمسافة 5 كيلومترات.
وأكد مدير محمية وادى الريان أنه تقدم بعشرات البلاغات، منها البلاغ رقم 439 فى 17 فبراير الماضى ضد بعض الرهبان لقيامهم باقتحام المبنى الإدارى بالمحمية وإطلاق النار من أسلحة آلية على الموظفين لإرهابهم وسرقة جهاز كمبيوتر وتليفزيون ومستندات خاصة بجهاز المحمية.
وقال إن هناك عديدًا من قرارات الإزالة الخاصة بإزالة كل التعديات على أراضى المحمية، موضحًا أنه تم السماح لرهبان الدير بمساحة 18 قيراطًا بجوار القلايات لزراعتها، إلا أنهم استولوا على 10 آلاف فدان فى مسافة 30 كيلومترًا بالمخالفة للبرتوكول الذى تم.

الجريدة الرسمية