سوريا في أحضان العرب بعد عقد من العزلة.. مصر والسعودية والإمارات يعيدون دمشق إلى الجامعة العربية
سوريا، ظهرت العديد من المؤشرات خلال الأشهر القليلة الماضية خاصةً بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وأسفر عن مصرع وإصابة الآلاف، علي اقتراب عودة دمشق للحضن العربي بعد أكثر من عقد علي انعزالها عن محيطها وانشغالها بالحرب الدائرة منذ 2011.
وتمثلت هذه المؤشرات في العديد من الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى بين دمشق وعدد من الدول في المنطقة أبرزها السعودية والإمارات ومصر والكويت والعراق، والتي توجت اليوم بقرار استئناف مشاركة الوفود السورية في الاجتماعات العربية وعودتها لجامعة الدول من جديد.
جامعة الدول العربية
مجلس جامعة الدول العربية أعلن اليوم في اجتماعه على المستوى الوزاري برئاسة مصر استئناف مشاركة الوفود السورية فى الاجتماعات العربية ومنظماتها المتخصصة اعتبارا من اليوم 7 مايو الجارى.
وكان المجلس اتخذ قرارا فى نوفمبر 2011 بتعليق مشاركة الوفود السورية باجتماعات الجامعة العربية وأصبح مقعدها شاغلا منذ هذا التاريخ.
إليكم نص قرار اليوم:
قرار جامعة الدول العربية بشأن سوريا
أعلن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، برئاسة جمهورية مصر العربية، في دورته غير العادية التي ُعقدت يوم الأحد 7 مايو 2023،
- بعد اطلاعه: ▪ على مذكرة المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية رقم 1335 بتاريخ 3 مايو 2023، ▪ وعلى مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية رقم 5/484 بتاريخ 3 مايو 2023،
- وانطلاقًا من حرص الدول الأعضاء على أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، وعروبتها
- وإذ يرحب بالجهود المبذولة من أجل تهيئة الظروف الملائمة الرامية إلى تحريك مسار التسوية السياسية الشاملة في سوريا، والحرص على تفعيل الدور العربي القيادي في جهود حل الأزمة السورية لمعالجة جميع تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية مع وضع الآليات اللازمة لهذا الدور،
- وفي ضوء مداخلات السادة رؤساء الوفود، يقرر:
تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا،ووحدة أراضيها،واستقرارها،وسلامتها الإقليمية،وذلك استنادًا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه، والتأكيد على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على الخروج من أزمتها انطلاقًا من الرغبة في إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق الممتدة على مدار السنوات الماضية، واتساقًا مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة، بما في ذلك الشعب السوري وما
له من إسهام تاريخي بالحضارة والثقافة العربية. 2- الترحيب بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدة بشأن سوريا يوم 14 أبريل 2023.
واجتماع عمان بشأن سوريا يوم الأول من مايو 2023، والحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا وشعبها، ومعالجة انعكاسات هذه الأزمة على دول الجوار والمنطقة والعالم، خصوصا 5- استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 7 مايو 2023. ً
الطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ ما ورد في هذا القرار، وإحاطة المجلس بالتطورات.
(ق: رقم 8914 - د.غ.ع - ج 2 – 2023/5/7)
عودة سوريا إلى مقعدها بعد تجميد منذ عام 2011.
بشار الأسد
من جانبه، قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته اليوم فى المؤتمر الصحفي على هامش اجتماع مجلس الجامعة العربية أن تحركات عودة سوريا للجامعة العربية ليس له علاقة بزيارة الرئيس الإيراني لدمشق.
وأوضح أنه يرى أن هناك دولا غربية ليس راضية عن عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية ولكل الدول العربية ترعى أن هناك مصلحة الشعب والدولة السورية بعودتها للجامعة العربية.
وأشار إلى أن عودة سوريا خطوة مبدئية وتصبح لأول مرة تدخل الدول العربية مع الحكومة السورية بشكل مباشر منذ سنوات.
وأضاف أن الرئيس السورى بشار الأسد إذا رغب في المشاركة فى اجتماع القمة العربية المزمع عقدها فى الرياض فمن حقه بعد قرار اليوم بعودة سوريا بعد دعوته من السعودية.
سامح شكري
قال سامح شكري وزير الخارجية، خلال كلمته الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم، أنه لا حل عسكري للأزمة السورية، وأن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية هو الحل السياسي دون تدخلات خارجية، مشددًا على انهاء كل التدخلات الأجنبية على الأراضي السورية.
وننشر نص كلمة سامح شكري لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري:
وجاءت نص الرسالة كالأتي:
أصحاب المعالي وزراء خارجية الدول العربية الشقيقة.
معالي السيد/ أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.
أتوجه بخالص الشكر والتقدير للسادة الوزراء، ورؤساء وفود الدول العربية الشقيقة، ولجامعة الدول العربية، على عقد هذا الاجتماع الهام، بما يتيح المجال للتشاور والتنسيق حول تطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية، وتجديد دعمنا لأشقائنا في سوريا في سبيل سعيهم للخروج من أزمتهم المستمرة في أقرب آجال، هذه الأزمة التي امتدت تبعاتها السلبية من إرهاب، ودمار، ونزوح، ولجوء، إلى سائر دول المنطقة والعالم، وصولا إلى فقدان شعب شقيق له اسهامات تاريخية في الحضارة العربية لمفهوم المواطنة.
وبكل أسف.. فقد استمرت معاناة أشقائنا السوريين عامًا تلو الآخر، بل وتفاقمت نتيجة تعثر التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، وتعدد التدخلات الخارجية فيها، وانصراف انتباه المجتمع الدولي إلى قضايا أخرى، مما أنتج حالة من الجمود التام طالت لسنوات، وهو أمر كان لا يمكن لنا كدول عربية السكوت عنه، بعدما بات مصير الشعب السوري بكافة أطيافه مرتبطًا بالمواءمات على الساحة الدولية، والتي تشهد حالة من الاستقطاب غير المسبوق، وأصبح رهينة للجماعات الارهابية التي زجت إلى الساحة السورية بواسطة دول وتنظيمات لتحقيق أغراض سياسية بحيث كرست وجودها على الأراضي السورية، وبقى الشعب السوري بمفرده في مواجهة تحديات عديدة ومتراكمة أثقلت كاهله، وصار التساؤل المشروع في هذا السياق عما حققته نتائج تدويل أزمة دولة عربية شقيقة، وعن حقوق ومستقبل أبناء شعبها.
وتولي الدول العربية أولوية كبيرة ألن يكون لها إسهاماتها الملموسة والمباشرة في صياغة حلول أزماتنا، وهو الأمر الذي يحظى باهتمام خاص في مصر انطلاقًا بمبدأ الحلول العربية للقضايا العربية، وبضرورة تكاتف وتضامن الأشقاء في تجاوز التحديات، وبأهمية تفعيل الدور العربي القيادي لتسوية قضايانا بأنفسنا، والنأي بها عن التعقيدات الدولية والاقليمية الأخرى حفاظًا على مصالحنا المشتركة، وأوطاننا، وأمنها، واستقرارها، ومقدرات شعوبنا.
أصحاب السمو والمعالي... الحضور الكريم
لقد أثبتت جميع مراحل الأزمة السورية أنه لا حل عسكريًا لها، وأنه لا غالب لا مغلوب في هذا الصراع، بل حذرت مصر على مدار السنوات الماضية ومنذ بداية الأزمة من تداعيات الصراع المسلح في سوريا ومحاولة الحسم العسكري، ولم تلق هذه التحذيرات ذان صاغية.
من ثم، فإننا علي اقتناع تام بأن السبيل الوحيد للتسوية هو الحل السياسي بملكية سورية خالصة دون إملاءات خارجية، واستيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين، وبناء الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية، على نحو يتماشى مع المرجعيات الدولية وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وبما يلبي تطلعات الشعب السوري ويحقق آماله المشروعة في غد أفضل، ويضمن الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامتها الإقليمية وعروبتها، وينهي كل مظاهر التدخلات الخارجية في شئونها بما في ذلك الاعتداءات على أراضيها، ويفضي إلى القضاء على جميع صور الإرهاب وتنظيماته والفكر المتطرف دون استثناء، ويوفر البيئة المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين والنازحين، ويفتح المجال أمام البناء والتنمية مما سيعزز من عناصر الاستقرار في الوطن العربي والمنطقة.
ومن هذا المنطلق، واصلت مصر جهودها، بالتعاون مع أشقائها العرب، والدول الصديقة، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، من أجل الإسهام في تحقيق هذه الأهداف.
وجاءت الاجتماعات العربية الأخيرة التي استضافتها كل من المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، في إطار تفعيل الدور العربي في حل الأزمة السورية من خلال مقاربة تنفيذية وفق منهجية "خطوة مقابل خطوة" وبما يهدف لمعالجة جميع تبعات الأزمة السياسية والأمنية والإنسانية.
ومما لا شك فيه أن انضمام الجمهورية العربية السورية إلى البيان الختامي للاجتماع، هو تطور إيجابي وخطوة هامة على صعيد إثبات حسن النوايا وتنفيذ التعهدات وتعزيز التعاون العربي / العربي لحل الأزمة السورية.
ونتطلع في هذا السياق إلى مواصلة اتخاذ الخطوات التنفيذية للتطبيق الكامل لمخرجات اجتماع عمان، ودعم المجتمع الدولي لها
وبهذه المناسبة، ففي الوقت الذي تضطلع به الدول العربية بمسئولياتها في دفع الحل السياسي للأزمة في سياق الجمود الدولي الحالي، فإننا نشدد أن على الحكومة السورية المسئولية الرئيسية في الوصول لهذا الحل، وتنفيذ الالتزامات ذات الصلة، ونجدد كذلك التأكيد على ضرورة وفاء الدول المعنية بالأزمة والمجتمع الدولي بالتزاماتهم تجاه الشعب السوري.
ومن هذا المنبر، فإننا نعيد التأكيد على ضرورة إعادءة مفهوم الوطن الجامع الأمن، ووفاء كل من الحكومة السورية، والقوى الوطنية والمكونات السورية، والمجتمع الدولي، والدول المعنية بالأزمة، بالتزاماتها كل تجاه الآخر، لكي تعود سوريا إلى السوريين موحدة، ومستقرة، ومستقلة، كما نحب أن نراها، فلا يصح أن يكون من بين أبناء أمتنا العربية من هو لاجئ أو نازح أو متضرر من ويلات الإرهاب والاختطاف والحروب والكوارث.
وختامًا، نتطلع اليوم إلى المزيد من النقاش وتبادل وجهات النظر بين الدول أعضاء الجامعة حول جهودنا في الشأن السوري، ومسارات تفعيل آليات العمل العربي المشترك من أجل رفع معاناة الشعب السوري العزيز، إذ أن علينا جميعًا مسئولية تاريخية لنقف إلى جواره، ومساعدته على طي صفحة حزينة وطويلة من تاريخه وتاريخ الشعوب العربية.
أول تعليق من سوريا
وأصدرت وزارة الخارجية السورية اليوم الأحد بيانا، علقت فيه على قرار مجلس وزراء الجامعة العربية المتعلق بعودة دمشق إلى الجامعة العربية.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية: إن "سوريا تابعت التوجهات والتفاعلات الإيجابية التي تجري حاليا في المنطقة العربية والتي تعتقد أنها تصب في مصلحة كل الدول العربية وفي مصلحة تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لشعوبها".
وأضافت أنه "في هذا الإطار تلقت سوريا باهتمام القرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية المنعقد في مقر الأمانة العامة للجامعة بتاريخ 7 مايو 2023 بخصوص استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارًا من اليوم وتؤكد في السياق نفسه أهمية الحوار والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول العربية".
وتابعت الخارجية السورية: "وإذ تجدد سوريا العضو المؤسس لجامعة الدول العربية، موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك، فإنها تؤكد أن المرحلة القادمة تتطلب نهجًا عربيًا فاعلًا وبناءً على الصعيدين الثنائي والجماعي، يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية".
وفي وقت سابق من اليوم عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا بخصوص تطورات الأوضاع في السودان ومتابعة الوضع السوري اليوم برئاسة سامح شكرى وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.