"عهد السيسي".. العصر الذهبي للعلاقات السودانية المصرية.. رئيس حزب المصريين: التنسيق على كل المستويات بين قيادات البلدين لم تحدث في التاريخ
يربط مصر والسودان علاقات أزلية عبر التاريخ، يجمعهما روابط أخوية وإرث تاريخى عريق، ومع ذلك كان هنا شد وجذب وصعود وهبوط فى مؤشرات العلاقات بين البلدان، لكن فترة حكم الرئيس عبد السيسى، تعد فى نظر خبراء العصر الذهبى للعلاقات بين البلدين.
وشهدت العلاقة بين مصر والسودان نموًا مطردًا وتطورا كبيرا ونقلة نوعية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مهام المسئولية، الأمر الذى انعكس على حركة التجارة البينية بين مصر والسودان بداية من عام 2021 بنحو 1.2 مليار دولار، مقارنة بنحو 725 مليون دولار عام 2020 بنسبة زيادة بلغت 60% وبفارق 440 مليون دولار.
ناهيك عن الدور الهام للجنة التجارية المصرية السودانية فى خلق مناخ من التواصل الدائم بين البلدين الشقيقين، وبما يسهم فى تطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة، لاسيما خلال المرحلة الحالية، والتى تشهد تداعيات وتحديات اقتصادية عالمية ناجمة عن جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية.
يقول المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، أن العلاقات المصرية السودانية تمتد لأعماق التاريخ، مشددا على وجود توافق سياسى تام بين الدولتين حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية، وأضاف أن هناك حرصا مستمرا من القيادة السياسية المصرية على التعاون مع السودان فى كافة المجالات وعلى مستوى الأحزاب السياسية، حيث دعمت مصر نشأة الأحزاب فى السودان، وتكاد تكون برامج الأحزاب فى البلدين متشابه فيما يتعلق بوحدة البلدين، لدرجة أن الشعبين يطلقان على شعبى الدولتين أبناء النيل.
قال ”أبو العطا“، إن القيادة السياسية المصرية ممثلة فى الرئيس السيسى حريصة كل الحرص على تعزيز ودعم هذه العلاقة والحفاظ على استقرار الداخل السودانى ومساعدة الخرطوم بشتى السبل، موضحا أن الرؤى المشتركة بين البلدين تعكس قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية التى تربطهما بحكم التاريخ، وهى علاقات موروثة منذ فجر التاريخ.
وأضاف رئيس حزب ”المصريين“: لا يخفى على أحد أن أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، إذ يعتبر العمق الاستراتيجى الجنوبى لمصر، ومنذ ثورة 30 يونيو وتشهد العلاقات المصرية السودانية طفرة كبيرة وزخمًا كبيرًا يعززها حجم الملفات المشتركة بين البلدين ذات الطابع الحيوى والاستراتيجى، وفى مقدمتها قضايا مياه النيل، والسد الإثيوبى، ومكافحة الإرهاب.
وأوضح أن مصر والسودان كيان واحد، وشعب واحد يربطه النيل، وهناك اتفاقيات عديدة تجمع البلدين كاتفاقية الدفاع المشترك، والتدريبات العسكرية التى تتم بين الجيشين المصرى والسودانى، مؤكدًا أن هناك تنسيقًا دائمًا ومستمرًا بين الدولتين بشأن ملف سد النهضة، وتأكيدا متبادلا على أن المياه أمن قومى، حيث يتمسك البلدان بالتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، وكذلك بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتابع: العلاقات شهدت طفرة حقيقية منذ تولى الرئيس السيسى سدة الحكم، كما شهدت علاقات البلدين زيارات قياسية متتالية، لم تحدث فى تاريخ البلدين، مما يجعل من الدولتين نموذجًا يحتذى به فى العلاقات الدولية ذات المصير الواحد المشترك منذ أقدم الأزمنة وحتى العصر الحالى الحديث.
علاقات أخوية بحكم التاريخ
أما اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى بمجلس النواب، فأكد أن العلاقات المصرية السودانية قوية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية بحكم التاريخ والجغرافيا، موضحا أن السودان حظى بأهمية وأولوية على أجندة القيادة السياسية الخارجية، حيث كانت أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسى عام 2014 عقب توليه حكم مصر للسودان، كما توجه له أيضًا بعد إعادة انتخابه عام 2018 وتوالت الزيارات بعدها.
أوضح أبو هميلة أن العلاقات المصرية السودانية تتسم بالأخوية، موضحا حرص القيادة السياسية المصرية على التعاون الدائم مع السودان والتنسيق فى كافة المجالات، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، مؤكدا أن أمن السودان جزء لا يتجزأ من أمن مصر، لهذا تعمل بكل قوة حتى يعبر السودان المرحلة الانتقالية وفقا لإرادة وخيارات الشعب السودانى فى صياغة مستقبل بلاده.
وأشار أبو هميلة إلى دعم مصر للسودان بمشروعات الربط الكهربائى وتطوير المعابر البرية لتسهيل حركة التجارة والنقل، وتأهيل الموانئ البحرية والنهرية، والسكك الحديدية، ما يسهم فى زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، ويغرى رجال الأعمال المصريين والشركات المصرية بالاستثمار فى السودان، لاسيما بعد أن تطورت العلاقات المصرية السودانية وأصبحت شراكة استراتيجية وتنسيق مشترك فى مواجهة المخاطر والتحديات.
من ناحيته، أكد اللواء دكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن العلاقات "المصرية - السودانية" استراتيجية وممتدة عبر التاريخ منذ آلاف السنين، حيث تؤكد مصر دائمًا علاقات الأخوة والتضامن مع السودان الشقيق، بينما تؤكد مصر والسودان وطن وشعب واحد والبلدان مرتبطان ببعضهما بشكل جذرى على مدى العصور المختلفة، مشيرًا إلى أن مصر دشنت مرحلة جديدة من علاقتها مع الخرطوم وترجم ذلك فى حجم الزيارات المتبادلة بين الجانبين على المستوى الرسمى والسياسى والشعبى، والتنسيق فى كافة المجالات والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة مما يجعل من الدولتين نموذجًا يحتذى به فى العلاقات الدولية ذات المصير الواحد المشترك منذ أقدم الأزمنة وحتى العصر الحالى الحديث.
وشدد فرحات على موقف مصر الثابت من الحفاظ على أمن واستقرار السودان والحرص الدائم على دعمه إقليميًا ودوليًا وذلك فى إطار العلاقات الأخوية المتينة والأزلية بين البلدين، مشيرًا إلى أنه منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم فى مصر عام ٢٠١٤، وهناك إعادة صياغة للعلاقات المشتركة بين البلدين فى جميع المجالات ما يعكس رغبة القيادة السياسية فى البلدين للمضى قدما بكل قوة لمزيد من توطيد العلاقات بين البلدين، التى لا تنحصر فى الإطار الثنائى فقط، بل لها أبعاد إقليمية ودولية بالنظر إلى الجغرافيا السياسية التى ينتمى إليها البلدان.
نقلا عن العدد الورقي..