زغلول صيام يكتب: هل يكون مصير صناعة الكرة المصرية مثل الطرابيش؟!!
صناعة الطرابيش ومكوجى الرجل وغيرها حرف وصناعات اندثرت بحكم الزمن والتقدم التكنولوجى فى كل المجالات وكل ما أخشاه أن يكون مصير صناعة كرة القدم المصرية هو نفس المصير المحتوم مع الفارق طبعا أن صناعة كرة القدم تنتعش فى معظم البلدان وأصبحت جزءا من اقتصاد البلدان.
لا ينكر أحد أن صناعة كرة القدم فى مصر الآن فى مرحلة الغيبوبة وتحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن سبقتنا بلدان كثيرة كنا نحن من أدخلنا كرة القدم عندهم ولكنهم سبقونا لأنهم يبحثون عن الأفضل دائمًا أما نحن وقفنا محلك سر نتيجة لأسباب كثيرة.
حتى بداية الألفية الثالثة كانت الدولة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة هى من تنفق على كل شيء من الألف للياء ووقتها كانت خزينة الدولة تتكبد ما لا يقل عن 40 مليون جنيه سنويا حتى جاء الكابتن سمير زاهر فى 2005 لتتحول معه كرة القدم إلى صناعة رائجة لأن الرجل كان التراب فى يديه يتحول إلى ذهب.
التليفزيون يسيطر على بث المباريات بمبالغ زهيدة فوصل إلى اتفاق إلى بيع البث الفضائى فقط وكانت البداية بمليون جنيه لكل موسم وباع لثلاث قنوات وبدا يفتش وينقب عن بيع الكواليس والتعاقد مع شركات عالمية للملابس تدفع دولارات حتى يرتدى منتخب مصر ملابسها ثم بيع مباريات المنتخب الوطنى بمعنى أنه مفيش مباريات وديه بدون مقابل ونجح فى فترة بسيطة أن يقول للدولة شكرا لا أريد منكم دعما …..لدرجة أن اتحاد الكرة بدأ يوزع نفحاته على الأندية الفقيرة والأنشطة الاجتماعية كدور بارز لكرة القدم …..وللأمانة لم يكن الكابتن سمير زاهر وحده وإنما حوله رجال عباقرة ومدير تسويق شاطر!!
وماذا عن الموقف الآن
الموقف الآن وبلا تجميل فى غاية السوء لأنك لو دققت ستجد أن هناك أزمة طاحنة فى كل أندية الدورى الممتاز بدليل أن الإعلانات اختفت من فانلات اللاعبين باستثناء الأهلى والزمالك وبعد ذلك يحدث فيما ندر ولم تعد الأندية لديها القدره على المنافسة ….الشركات تراجعت عن الإعلان لأن البضاعة أصبحت (مضروبة) ….والأندية تعانى أشد المعاناة.
البضاعة انضربت لأن القائمين عليها ليس لديهم خطه ولايحزنون وفارق كبير بين أن تكون موظفا فى فندق وأن تدير الكرة….هذه الصناعة لها أصولها التى يجب أن نعززها ….. ولتعزيزها لا بد من مسابقات منتظمة لا تخضع للأهواء ولجان تعمل بمنتهى الاحترافية ومنح كل فرد الدور المنوط أن يقوم به فلا يتدخل مجلس الإدارة أو المدير التنفيذى فى عمل اللجان أو الإدارات وإنما للأسف كلهم يقومون بهذا الدور بدون خبرات سابقة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
كل الأسعار زادت الا سعر كرة القدم المصرية فلو كنت تريد شراء سيارة منذ خمس سنوات ستجد أن سعرها تضاعف عدة مرات وكل شيء فى مناحى الحياة ارتفع سعره وعندما تنظر إلى صناعة كرة القدم فى مصر ستجد أنها الوحيدة التى يقل سعرها.
ليس هذا الكلام من عندى ولكن اسالوا الأندية كام كانت تحصل من خمس سنوات والآن أصبحت تحصل على كام والاكيد أنه ليس ذنب الشركة الراعية لأن المعلن أصبح يحجم عن شراء تلك البضاعة غير المنتظمه وليس لها نظام واضح فلا صوره جيده ولا شيء يغرى المعلن!!
وبالطبع لا ألوم اتحاد الكرة لأن كل إنسان أهل لما اسند إليه ….
أين الرابطة؟!
كنت ولازلت على قناعة أن رابطة أندية الدورى الممتاز لها دور قوى وحيوى فى تطوير النظام ونقل الدورى إلى اقاق أخرى ولكن الحقيقة أننى لم اجد لهم دور حتى الآن جديد أو مختلف عما كانت تفعله لجنة المسابقات باتحاد الكرة فى أوقات سابقة وبالتالى لا بد أن يتغير المفهوم والدور خلال الأيام القادمة.
وفى النهاية لنقول هذا الكلام لوجه الله لانريد جزاء ولاشكورا …ندعو الله للجميع بالتوفيق…