في ذكرى رحيله، شعارات تاريخية للمايسترو صالح سليم صنعت مبادئ الأهلي
صالح سليم.. مايسترو الكرة المصرية، أحد لاعبي النادي الأهلي العظام، صاحب كاريزما خاصة فهو شخصية جذابة تبدو عليه الثقة بالنفس في كل المواقف، علامة كبيرة في تاريخ الرياضة المصرية نظرًا لمواقفه واحترامه وحبه للنادي الأهلي، اعتزل الكرة في سن مبكرة لإتاحة الفرصة للشباب، تولى رئاسة النادي الأهلي ثماني سنوات متصلة ثم عاد إليه بعد أن ساءت ظروفه ليظلَّ رئيسه حتى الرحيل.
ولد صالح سليم بحي الدقي في سبتمبر عام 1930، وانضم إلى صفوف الأهلي عام 1944 في فريق الناشئين، ليصعد في نفس العام إلى الفريق الأول، حيث خاض أول مباراة له أمام المصري وانتهت بفوز الأهلي بثلاثية سجل صالح سليم آخر أهدافها وكانت أول مباراة رسمية له في أول بطولة دوري أمام نادي الجالية اليونانية في نفس العام، وبعد 19 عامًا في الأهلي خاض تجربة احترافية في فريق جراتس النمساوي عام 1967 قبل الاعتزال.
عطاء حتى الرحيل
تولى منصب مدير الكرة بالأهلي عام 1971 حتى عام 1972، وفاز بعضوية مجلس الإدارة بفارق بسيط عن كامل مرتجي رئيس مجلس الإدارة، وفي عام 1980 خاض الانتخابات مرة أخرى ليفوز بمنصب رئيس النادي، ويستمر في العطاء للنادي الأهلي حتى عام 1988، ليقرر الانسحاب من الساحة لإفساح المجال للشباب، لكن النتائج تسوء ليعود إلى الأهلي مرة أخرى لفرض الاستقرار على الفريق، ليستمر في منصبه حتى وفاته عام 2002.
نجح صالح سليم في تحقيق 11 بطولة دوري، وكأس مصر 8 مرات، وكأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961، وفاز ببطولة كأس أمم أفريقيا 1959 مع المنتخب، وشارك بدورة ألعاب الأوليمبية عام 1960 والتي أقيمت بروما.
وسجل صالح سليم مع الأهلي 92 هدفًا طوال مسيرته، وسجل 9 مع فريق جراتس النمساوي، ويمتلك رقمًا قياسيًّا بتسجيله 7 أهداف في لقاء واحد أمام الإسماعيلي، والتي انتهت بفوز الأهلي بثمانية أهداف، وحقق مع الأهلي 53 بطولة تحت قيادته، وهو في منصب رئيس النادي.
دخل صالح سليم المجال الفني بمشاركته في عدة أفلام سينمائية، حيث شارك في فيلم السبع بنات مع سعاد حسني ونادية لطفي، وفيلم الشموع السوداء مع نجاة الصغيرة، وفيلم الباب المفتوح أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة، كما أن صالح سليم تلقى الكثير من العروض من قبل أصدقائه الممثلين والمخرجين، للقيام بتمثيل أدوار أخرى في السينما، لكنه رفض كل العروض التي قدمت له بهذا الخصوص، مؤكدًا أنه "غير ناجح" على الصعيد الفني.
وكان سبب اعتزال المايسترو هو الانتقاد الحاد الذي تعرض له عقب فيلم "الباب المفتوح" آخر أعماله الفنية، والذي وافق على المشاركة فيه إرضاءً لسيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة"، لكن الفيلم لم يحقق النجاح المطلوب وتعرض لانتقادات قاسية.
وكان الصحفي لويس جريس، من أشد المنتقدين له، والذي كتب مقالًا كان السبب في اعتزال المايسترو للتمثيل؛ إذ كتب: "نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما، المسكين جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور، والذي استرعى انتباهي ليلة الافتتاح، أن الجمهور من معجبيه الكرويين، لم يحاسبه على هفوته، بل استقبله بالهتاف والتصفيق، ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه ممثل فاشل".
مهر 25 قرشا
تزوج صالح سليم السيدة زينب لطفي، وهي أخت أحد أصدقاء صالح سليم وكانت جارته، وتعرف عليها أكثر على متن باخرة متجهة إلى الحوامدية، وتطورت علاقتهما بعد ذلك في ملاعب وطرقات النادي الأهلي بالجزيرة، وعبر أسلاك التليفون، ورفض والده فكرة الزواج لمجرد أنه لاعب كرة، وبعد إقناع اتفقت العائلتان على تأجيل الزواج حتى يكمل تعليمه، وعندما حصل على بكالوريوس التجارة طلب والد العروس مهرًا 25 قرشًا ورفض فكرة مؤخر الصداق، وفي ليلة الزفاف تشاجر صالح مع العروس لإصرارها على جلوسه بجانبها في الكوشة ورفضه هذا الأمر، ثم رضخ لرغبتها وأحيا الحفل تحية كاريوكا والمطرب محمد عبده صالح وأثمر الزواج ابنين خالد وهشام سليم.
صراعه مع المرض
بدأ صراع صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام 1998، عند اكتشافه إصابته بالمرض أثناء إجرائه الفحوصات الدورية، لكن الأطباء أبلغوه بصعوبة العلاج بسبب إصابة النصف الآخر من الكبد بتليف، بسبب إصابته بفيروس سي في وقت سابق، وبدأ في العلاج الكيماوي الموضعي والعلاج الحراري، وأصبحت تتكرر زياراته إلى لندن للعلاج، رافضًا إعلان سبب زياراته المتكررة إلى لندن، حتى تم اتهامه بإهدار المال، لكنه فضل الاستمرار في إخفاء حقيقة مرضه، حتى دخل في غيبوية متقطعة إلى أن انتقل إلى مثواه الأخير في السادس من مايو عام 2002.
في نوفمبر عام 1967 منح الرئيس جمال عبد الناصر وسام الرياضة من الدرجة الأولى لمايسترو النادي الأهلي صالح سليم ليصبح أول لاعب كرة ينال هذا الوسام.
عشق صالح سليم الكرة منذ طفولته، فبدأ في ممارسة هواية لعب الكرة الشراب في شوارع الدقي التحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944 بعد أن اكتشفه حسن كامل المشرف على فريق الأشبال في النادي.
الأهلي فوق الجميع
صالح سليم صاحب شعار الأهلي فوق الجميع، والأهلي ملك لمن صنعوه ومن صنعوه هم مشجعوه، ومن أقواله المأثورة اللاعب الجيد بدون أخلاق حميدة لن يستمر في الملاعب، الأهلي هو حياتي وبيتي وقد ارتبطتُ به منذ دخلته وعمري أربعة عشر عامًا، الأهلي أعور وسط عميان، أي لاعب يرغب في ترك النادي فالباب يفوت جمل وسيساعده النادي في الحصول على عقد احتراف بأفضل الشروط.
جائزة نادي القرن
في مايو عام ٢٠٠١، تسلم المايسترو صالح سليم رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي الأسبق، جائزة نادي القرن والتي منحها الاتحاد الافريقي للنادي الأهلي في احتفالية كبرى بمدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا.
عن بدايته الكُروية يحكي صالح سليم في مجلة صباح الخير عام 1970 فيقول: بدأت حياتي الكُروية باللعب في الشارع بحي الدقي، ثم لعبت مع رفاقي في المرحلة الإعدادية بمدرسة الأورمان، وكانت أيامها الكرة هي الكرة الشراب، وفي الثانوي بمدرسة السعيدية وأيضًا في منتخب الثانوي لكرة القدم، ولعبت في جميع المراكز.. هجوم ودفاع، إلا حارس المرمى، وكنت أميل إلى مركز السنتر فرورد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.