"الدهابة" رحلة شقاء بحثا عن الذهب بين مطرقة القانون وسندان المناخ السيئ في الجبال (فيديو)

عند أحد المنحنيات الجبلية بطريق قفط القصير، حيث الانقطاع التام للاتصالات، والبعد عن العمران، تبدأ الدخول إلى جسر الذهب، ففي هذا الطريق تبدأ رحلة البحث عن الذهب وتهريبه من خلال تلك الدروب الوعرة التي يستخدم فيها فقط سيارات الدفع الرباعي سيارات تحمل عدد من الذين يطلق عليهم "الدهابة".

الشفق الأحمر 

ففي الساعات الأولى من الصباح حيث الفضاء الواسع والطرق الخالية من البشر، والسماء الصافية إلا من بعض الغيوم ذات اللون المائل إلى الشفق الأحمر الممزوج بالسواد، ينطلق العديد من العمال "الدهابة" المحملين على سيارات النقل الكبيرة الضخمة التي تستخدم هذا الطريق لاستيعاب ثقلها لما تحمله من أوزان ثقيلة من حديد وأحجار وغيرها.

يجلس العمال إلى جوار بعضهم ويحمل كل شخص منهم بيده أدوات عمله وما هي إلا بعض وقت قد يكون ساعات ولكن غير محسوبة ولكنها تتعدى الــ 72 ساعة تقريبا يصل العمال وينزلون إلى مكان في الصحراء به طواحين مخصصة لاستخراج الذهب من الرمال والأحجار الذهبية القادمة من جبال البحر الأحمر من خلال هؤلاء العمال المتخصصين في استخراج الذهب من الاحجار والرمال الصفراء القادمين بهم من جبال مختلفة ومتنوعة.

الزئبق الأحمر 

يقول “م. ن” أحد الأشخاص العاملين في هذا المجال، أن الزئبق الأحمر من أهم الأدوات التي نستخدمها في استخراج الذهب من تلك الأحجار وحاليًّا أسعاره تفوق بكثير عن الماضي إلى جانب أنه أصبح سوق سوداء رغم أنه سوق سوداء ولكنه أصبح سوقًا بداخل سوق كلاهما أسوء من الآخر في الأسعار والحصول عليه أصبح كالحصول على الحياة وهناك متخصصين لا يعرفهم الا الدهابة الذين يتواصلون معهم من خلال شبكات معينة للوصول إليهم والطبع حتى تصل عليك بالدفع في كل خطوة حتى تتمكن من الحصول على هذه المادة.

ونوه بأن الطواحين تعمل من خلال كهرباء ويكون من محول  كبيرة من خلال مولدات وهذا اصبح ايضا عبء كبير علينا ففي كل خطوة نخطوها في هذا المجال أصبحت مخاطرة، لافتًا إلى أن الطواحين يتم تهريبها من الخارج عبر منافذ غير شرعية حتى لا يتم دفع مصاريف جمارك بالإضافة الي السؤال عن استخدامها وغيرها من الأسئلة التي تؤدي إلى مصادرتها فأصحاب هذه الطواحين ليس لديهم تصاريح بهذا العمل.

الدهابة هم الثروة

وأشار “ي.ه.م” سوداني الجنسية، أننا نأتي الي هنا منذ سنوات للعمل في تلك الطواحين فنحن من يمتلك موهبة معينة كي يتم بها استخراج الذهب ورغم أن السودان بها الكثير من الجبال المليئة بالذهب الا أننا لا نستطيع استخراجه ولذا نخرج في جماعات وتهريبا عبر منافذ مخصصة وهي غير شرعية ايضا كي نعمل في دول مختلفة وحظي جاء هنا في صعيد مصر، ونحن نعيش في اماكن اعاشة مخصصة لنا من قبل اصحاب الطواحين في الصحراء ورغم أن العمل يمتد لساعات طويلة الا أن العمل متعة كبيرة خاصة وسط الجبال والصحراء والبعد عن الناس الذي اصبح بالنسبة لنا حياة جميلة بسيطة خالية من اجواء المدنية والتكنولوجيا.

ونوه الي أننا معروف اسمنا بــ"الدهابه" وهم من يقومون باستخراج الذهب من الاحجار والرمال فهذه الاحجار والرمال تكون مليئة بالعديد من المعادن وجميعها مفيد بالطبع ولكن كل شئ بحسب طلب الزبون وهنا الجميع يطلب الذهب رغم أن هنا معادن أخري اسعارها حاليا تقترب من الذهب ولكن يظل البريق الاصفر هو اللامع.

واشار الي أن طقوسنا تختلف عن اي عمالة تأتي من أي مكان السوادني معروف بعمله في هذا المجال ولا ازيد قولا اذا قولت أنه يتفوق علي اي شخص في هذا المجال نتيجة لمعرفتنا بطرق الصحراء ونوعية المعادن وتفرقته عن المعادن المتنوعة الاخير.

صعوبات وأخطار تواجهنا

أكد “م.د” أحد العاملين باستخراج الذهب، علي أن هناك العديد من الاخطار التي تواجهنا أثناء العمل منذ لحظات الوصول والتحرك من بلادنا الي تواجدنا في المكان المخصص للعمل، قائلا “أننا نواجه الموت يوميا هنا من ثعابين وعقارب وقطاع طرق ولصوص ومنقبي الاثار الذين يطلقون طلقات عشوائية في الليل بالاضافة الي الطقس السئ ومطاردات الامن ”.

واستطرد في حديثه الي أن الصعوبات ايضا هي المطارادات الامنية التي تكون بين قطاع الطرق واللصوص والخارجين عن القانون والامن فطلقات النار تكون بين الجانبين بشكل كبير جدا فضلا عن الظلام الدامس والذي يكون في مكان العمل ومواجهة ايضا الذئاب الذين ينطلقون في مواسم كسر القصب بشكل عشوائي.

الطقس والمناخ في مواجهة الذهابة

وأشار “ي.م.م” أحد العاملين الي أن الطقس والاجواء المناخية التي نعيشها خلال هذه الايام صعب جدا ولا يكن تحمل هذا الطقس المتغير في اليوم الواحد الي 4 فصول متنوعة وهذا الامر يصيبنا بكثير من الامراض خاصة أننا في فترة كورونا وهناك انواع مختلفة من الفيروسات المتنوعة التي تصيبنا الناس دون معرفة بها.

وأكد علي أن الاعشاب والطب الشعبي هو السبيل الوحيد هنا في هذا المكان ولا يمكن أن يذهب ايا منا الي مستشفي او طبيب لبعد المكان لمسافات طويلة تصل الي ايام حتي الخروج والوصول الي هذا المكان ولذا نحرص علي أن يكون الدواء لاصحاب الامراض المزمنة معهم في تلك الرحلة.

وكان لابد لنا من معرفة كيف تصل سيارات الاحجار والرمال المحملة بالذهب الي طواحين الذهب في الصحراء وهذا الامر مغامرة كبري يكون من خلال سيارات ضخمة تسير في دروب جبلية بعيدة عن اعين الامن خاصة أن كثير من اصحاب الطواحين ليس لديهم ترخيص ويحتاج الترخيص بحسب أحد المصادر أنه لا بد من شركة استثمارية تصل الي 11مليون جنيه تقريبا حتي يكون لديهم ترخيص بالتنقيب واستخراج الذهب.

وعند الوصول الي اماكن معينة في طرق الصحراء يبدأ التبديل الي دروب وعرة بين قنا والبحر الاحمر ولا يعرفها الا سائقين معروفين بهذا الشأن حتي يتمكنوا من الهرب والوصول الي اماكن الطواحين دون ضبط الشاحنات التي تقل علي متنها الكثير من احجار الذهب.

وهذا ما أكده “س.م” أحد أصحاب الطواحين أن الشركة بالنسبة لنا حلم كبير ونسعي الي هذا ولكن الظروف لا تسمح خاصة في ظل تذبذب الاسعار وعدم الاستقرار الذي نعيشة ولكن بالطبع نتمني أن نقنن اوضاعنا حتي  لانقع تحت طألة القانون، لافتا الي أن ما يتم استخراجه من الذهب يتم بيعه الي تجار والرمال التي تختوي علي معادن يتم بيعها ايضا ولكن احجار الذهب لا تستخرج كما كانت في الماضي فنحن كنا نستخرج 5 الي 8 كيلو اليوم الوضع اختلف تمام واصبح النصف تقريبا وهذا بالنسبة لنا مكلف جدا من عمالة وكهرباء وغيره بمقابل ما نتحصل عليه.

مصادر أمنية 

فيما اكدت مصادر أمنية لــ “فيتو”علي أن هناك حملات مستمرة علي اماكن متعددة من المناطق الجبلية لمطادرة جميع الخارجين عن القانون ومنقبي الاثار والذهب واللصوص لاستعادة الامن والاستقرار الي جميع مناطق الجمهورية وتم العديد من الضبطيات خلال الفترة الماضية وهناك مواجهة لكافة البؤر الاجرامية الموجودة في كل مكان وخاصة الصراء والجبال المنتشرة في مختلف ربوع محافظات الصعيد  .

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.