زغلول صيام يكتب: اللي حضر عفريت اتحاد الكرة يصرفه.. ليسوا أكبر من حرب وزاهر وأبو ريدة!
إصلاح الخطأ أفضل مليون مرة من الاستمرار فيه وليس معنى أن تختار مجموعة ثم تفاجأ أنها لا تصلح أن تبقى عليها.. ومن هنا لا بد من الإصلاح الفورى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. فلم يعد خافيا على أحد أن مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالى لم يعد قادرا على فعل شيء بل أنه أصبح سبب رئيسى فى “مرمطة” اسم الكرة المصرية فى المحافل الدولية ويكفى ما حدث فى أزمة لقاء السوبر ومن قبلها خطايا كثيرة.
التذرع بأن إقالتهم سيكون بمنزلة تدخل حكومى وكلام من هذا القبيل ليس له أساس من الصحة لأن المجموعة الموجودة حاليا ليست أكبر ولا أعظم من آخرين كانوا ملء السمع والبصر، ولم يستطع واحد منهم أن يجرؤ على الوقوف ضد إرادة الدولة، وبالتالى فإن هذا المبرر واهٍ وضعيف، واستمرار هؤلاء ينذر بعواقب وخيمة جدا بدليل أنهم لم يعد يعنيهم صالح الكرة بقدر حزم الحقائب والسفر والبوكيت مانى وآخر ما يفكرون فيه هو صالح الكرة المصرية نفسها.
وهل هؤلاء أكبر من حرب وزاهر وأبو ريدة؟!
إذا اعتبرنا أن اللواء حرب الدهشورى والكابتن سمير زاهر والمهندس هانى أبو ريدة أباطرة الكرة فى مصر وتحكموا فى مقاديرها ولكل منهم إنجازاته العظيمة، ولكن عندما يكون هناك خطأ أو كارثة رياضية فلا بد من الرحيل، ولم نسمع عن الجمعية العمومية أو الفيفا أو مثل ما يطلعنا به المسئولون.
وشاءت الأقدار أن أكون معاصرا لاتحاد الكرة منذ سنوات عديدة تم خلالها حل مجالس إدارات لم يكن أحد يتصور أن يكون مصيرها المحتوم هو الإقالة فى شكل الاستقالة وسأتناولها لعل وعسى تكون نبراسا لصاحب القرار.
فى 96 كانت هناك مباراة قمة بين الأهلى والزمالك وتمسك الزمالك بحكام أجانب وفوجئ بأن اتحاد الكرة أسند المباراة لطاقم مصرى بقيادة الدولى قدرى عبد العظيم، ورغم أنه لم يرتكب خطأ إلا أنه مع هدف فيلكس فى الزمالك وهو هدف صحيح قرر الزمالك الانسحاب من المباراة، وفى اليوم التالى كان قرار حل مجلس الزمالك وتشكيل مجلس برئاسة الدكتور كمال درويش وحل مجلس اتحاد الكرة وتشكيل لجنة برئاسة السياجى.
كأس القارات
فى أغسطس 99 وفى عز انتعاش الكرة المصرية تحت قيادة الكابتن سمير زاهر بعد الفوز بالأمم الأفريقية 98 فى بوركينا فاسو والاشتراك فى كأس القارات، ولكن مع الهزيمة من السعودية فى المكسيك 1-5 وبعد العودة تلقى الكابتن سمير زاهر تليفون من الوزير طلعت حماد لم يكن فيه سوى كلمه واحدة: مع السلامة وتم تشكيل لجنة برئاسة اللواء حرب.
أمم أفريقيا تونس 2004
فى عام 2000 تم انتخاب مجلس اتحاد الكرة برئاسة اللواء حرب الدهشورى وسارت الأمور فى أفضل صورها ولكن مع خروج المنتخب الأول من الدور الأول لبطولة الأمم الأفريقية بتونس 2004 صدرت التعليمات بتقديم الاستقالة وفعلا بدأت الاستقالة واحدة تلو الأخرى حتى لم يجد اللواء حرب بدا من الرحيل بعد إن وجد الجميع قد تخلى عنه رغم تمسكه بالبقاء خاصة أن الخروج من الأمم الأفريقية وارد ولكنه فى النهاية استجاب.
أحداث بورسعيد 2012
فى فبراير 2012 حدثت كارثة بورسعيد والتى راح ضحيتها أكثر من 70 شابا فى عمر الزهور، وفى اليوم التالى كان قرار الدكتور الجنزورى رئيس الوزراء آنذاك برحيل مجلس الإدارة وضرورة تقديم استقالتهم لدرجة أن عضو مجلس إدارة قال للكابتن سمير أنا لن أقدم استقالتى وسأشكو فى الفيفا، فرد عليه وقال له: أنت حر.. لم يشفع للكابتن سمير زاهر أنه حقق أفضل الإنجازات فى تاريخ الكرة المصرية وتحقيق أربع بطولات كأس أمم من أصل سبعه حققتهم مصر.. ولكن أمام الكارثة لا يستطيع أحد أن يقف فى وجهها فما بالك بالكوارث التى تحدث الآن!
قدم الجميع استقالتهم بما فيهم العضو، وتولى المدير التنفيذى تسيير الأعمال.
أمم أفريقيا 2019
المهندس هانى أبو ريدة المصرى الذى وصل فى الفيفا إلى ما لم يصل إليه مصرى كان هو الآخر له نصيب من التليفون الذى يبلغه شكرا ومع السلامة.. بعد خروج المنتخب الأول من الدور الأول للبطولة التى نظمتها مصر لدرجة أن عضو مجلس كتب استقالة من صفحتين فكانت التعليمات رد استقالته وكتابة جملة واحدة: «أتقدم باستقالتى».
نعم مجلس علام ليس أقوى من هؤلاء، ولا أعضاء مجلسه كانوا أفضل من الأعضاء الموجودين، ولكن بموازين القوى لا يوجد وجه للمقارنة، وبالتالى ليس عيبا أن نقول لهم شكرا ومع السلامة، لأن استمرارهم ينذر بعواقب وخيمه وليس المجلس وحدة، وإنما الإدارة التنفيذية التى فشلت فى الاختبار تلو الآخر.
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أننا أصبحنا فى طريق محفوف بالمخاطر وأصبح على الدولة كل يوم أن تطفئ حرائق اتحاد الكرة، واستمرار الأمر ينذر بما هو أسوأ فى قادم الأيام.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.