مخاوف من سقوط الدولة السودانية.. مدن أشباح وكوارث بيئية وصراع قد يمتد لدول الجوار
تقترب الأوضاع في السودان من خسائر كارثية وذلك منذ أن تفجرت شرارة الحرب في السودان في منتصف أبريل الماضي بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والخسائر تتزايد يوميا، وتقترب الأوضاع من حافة الكارثة.
الحرب في السودان
وأوقعت الحرب مئات القتلى وآلاف الجرحى، فيما نزح حوالي 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة مثل مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وواصلت دول العالم إجلاء رعاياها، فيما يعاني السكان الذين يحاولون الفرار أو يقبعون في منازلهم، أزمات كبيرة في ظل انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء، مما دفع العديد للتساؤل عن مستقبل السودان حال طال أمد الحرب وتأثير ذلك عليها:
وردًا على تلك التساؤلات قال الباحث محمد فتحي الشريف رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، ما يحدث من تطورات سريعة للأوضاع في السودان هو شئ متفرد وخطير جدًا وقد يؤدي الى حرب اهلية غير مسبوقة في المنطقة العربية فاذا نظرنا الي القوتين المتصارعتين سواء ميليشيا الدعم السريع والجيش السوداني نجد أن تلك القوتين متكافئتين في العدد والعتاد، فهي ليست حرب بين جيش نظامي كبير وميليشيا صغيرة العدد، فالموضوع في السودان يختلف عن ليبيا واليمن وكافة الجماعات المتمردة في دول الجوار وقد يتسبب في كارثة كبرى إذا طال أمد الحرب جراء نقص الأدوية والمياه وانقطاع التيار الكهربي والانترنت.
السودان أول الخاسرين
تلك هي المشاهد التي حدثت منذ اندلاع المعارك في السودان، وفي تلك الحرب الكل خاسر والشعب السوداني أول من يدفع تكاليف تلك الفاتورة الباهظة.
سؤال يردده الجميع من الخاسر في تلك الحرب؟ ومن المنتصر، الخاسر الأول هو السودان والشعب السوداني الذي يدفع فاتورة الصراع الباهظة من دماء أبنائه في المقام الأول، وذلك يتم بأموالهم وأياديهم، فالكل خاسر، وخاصة أن القتال والصراع ليس له أسباب حقيقية سوى البحث عن السلطة.
الخاسر الثاني في تلك المعركة الأمن القومي العربي والإفريقي، فالسودان سوف يكون بيئة خصبة لظهور التطرف والإرهاب، والدليل على ذلك البيانات التي خرجت من التنظيمات الإرهابية مثل (داعش والقاعدة) وغيرها بدعوة أنصارها إلى الانخراط في القتال في السودان.
الخاسر الثالث دول الجوار سواء المشتركة معها في حدود برية أو بحرية، وهي ليبيا ومصر وإثيوبيا وإريتريا وإفريقيا الوسطى وتشاد وجنوب السودان والسعودية وكينيا وأوغندا والكونغو.
وبحسب شبكة “العربية ” فإن العاصمة السودانية الخرطوم مهددة بكارثة إنسانية مروعة، بعد أن أصبحت كافة مرافقها الحياتية والخدمية متوقفة ومشلولة، وسيزداد الوضع فيها سوءا وتدهورا، خاصة في ظل القرار الحكومي الذي صدر أمس الأحد وأعلن فيه عن منح موظفي الحكومة إجازة رسمية اعتبارا من أول مايو وحتى إشعار آخر بسبب الأوضاع الأمنية، فهذا القرار قد يفاقم الأزمة في مدينة كبيرة مثل الخرطوم، تحتضر وتحتاج إلى إنقاذ عاجل ومضاعفة جهود وخدمات بشكل استثنائي وعلى مدار الساعة، وليس تركها تلفظ أنفاسها هكذا، مشيرا إلى أن عمليات الإجلاء والنزوح الجماعي من السودان إلى الخارج أصبحت الشاغل الأوحد للدولة السودانية ولا شيء آخر غيرها.
ومن تداعيات هذه الأوضاع ايضا وحسب ما تنقل وسائل الإعلام العالمية، تراكم أكوام النفايات المتعفنة والجثث المتحللة الملقاة في الشوارع وبشكل غير إنساني، ما قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة القاتلة كالكوليرا والطاعون وغيرها من الأمراض، خاصة في ظل غياب المستشفيات التي خرج معظمها من الخدمة، ونقص الدواء وعدم كفاية الطواقم الطبية المؤهلة للتعامل مع مثل هذه الكوارث البيئية والإنسانية والصحية الوشيكة، موضحا أن إطالة أمد الحرب قد ينجم عنها أيضا أزمات نقص الوقود والغذاء واختفاء السلع من الأسواق وتعذر الانتقال بين أحياء العاصمة السودانية وضواحيها.
وفي ظل استمرار الحرب فقد تتحول الخرطوم إلى مدينة أشباح مهجورة ومعزولة عن العالم الخارجي، وقد تمتد المأساة إلى مدن أخرى في حال طالتها الاشتباكات وانتقلت إليها المعارك، مختتما بالقول إن السودان أمام محنة إنسانية صعبة ستمتد وتطول.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.