زاهي حواس عن فيلم كليوباترا: لم تكن سمراء ولا شقراء والعمل لمزبلة التاريخ (فيديو)
قال الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق وعالم المصريات: فيلم كليوباترا لم يُعرَض حتى الآن، وكونه عملًا تسجيليًّا يجب أن يكون من الواقع ولكن هذا لم يحدث، وفي حال كان دراميًّا يمكن ترك العنان للخيال بشرط أن تتم كتابة أنه لا يمت للواقع.
تغيير برومو فيلم كليوباترا
ولفت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صالة التحرير” الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى بقناة “صدى البلد”:"بالأمس كتبوا على برومو فيلم كليوباترا أنه عمل درامي وليس تسجيليًّا ولكنه لا يزال معيبًا ويحمل أخطاءً".
عالمة آثار أمريكية تعترف بحقيقة فيلم كليوباترا
وأكد: فيلم كليوباترا تزييف للتاريخ ولا يمت إلى الواقع بصلة، وتواصلت مع عالمة آثار مشاركة في العمل وقالت لي نصًّا “ضحكوا عليَّ”.
لون بشرة كليوباترا
وأوضح: "الملكة كليوباترا لم تكن سوداء أو شقراء ولكنها كانت بشرتها خمرية من البحر المتوسط، وكل تماثيلها ومناظرها على العملة تؤكد أنها ليست سوداء".
الغرض من فيلم كليوباترا
وأشار: "زوجة ويل سميث هي من أنتجت فيلم كليوباترا ولديهم غرض من العمل حيث تشير إلى أن السود أصل مصر وهذا غير صحيح، وهذه النوعية من الهجوم على الحضارة المصرية القديمة مصيرها مزبلة التاريخ، وفي النهاية هذا الفيلم التافه بعد أشهر قليلة لن يتذكره أحد".
بدأت منصة نتفليكس في إطلاق سلسلة أفلام وثائقية وفي مقدمتها عرض لفيلم "الملكة كليوباترا" يوم 10 من شهر مايو القادم، حيث تظهر فيه بطلته التي تقوم بدور الملكة "كليوباترا السابعة" بملامح أفريقية وبشرة سمراء اللون.
وأكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة لا سيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عملًا دراميًّا، الأمر الذي يتعين على القائمين على صناعته ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب.
فيلم الملكة كليوباترا
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه كان يجب الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والأنثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية والتي سوف تظل شاهدة على حضارات وتاريخ الأمم، لافتا إلى أن هناك العديد من الآثار الخاصة بالملكة كليوباترا من تماثيل وتصوير على العملات المعدنية التي تؤكد الشكل والملامح الحقيقية لها، والتي جميعها تظهر الملامح الهلينستية (اليونانية) للملكة كليوباترا من حيث البشرة فاتحة اللون والأنف المسحوب والشفاه الرقيقة.
وأكد الدكتور مصطفى وزيري أن حالة الرفض التي شهدها الفيلم قبل عرضه تأتي من منطلق الدفاع عن تاريخ الملكة "كليوباترا السابعة" والذي هو جزء مهم وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيدًا عن أي عنصرية عرقية، مؤكدًا الاحترام الكامل للحضارات الأفريقية ولأشقائنا في القارة الأفريقية التي تجمعنا جميعًا.
منصة نتفليكس
فيما أضاف الدكتور ناصر مكاوي رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن ظهور الملكة كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة يتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس والذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد الملكة كليوباترا والذين أكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية خالصة.
وأشار الى أن الملكة "كليوباترا السابعة" تنحدر من أسرة مقدونية عَريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، أسسها الملك "بطليموس الأول" وهو أحد القادة المقدونيين بجيش "الإسكندر الأكبر" والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة "الإسكندر" وأسس الأسرة البطلمية.
تزوج بطليموس الأول من الملكة "برنيكي الأولى" ذات الأصول المقدونية أيضًا، وأنجبا الملك "بطليموس الثاني" حيث استمر من بعده أبنائه وأحفاده الملوك فى التزاوج من أخواتهم الإناث طبقا لعادات هذا العصر، وصولا للملكة "كليوباترا السابعة" وأخيها “بطليموس 14” محافظين على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية.
مومياوات المصريين القدماء
ومن جانبها قالت الدكتورة سامية الميرغني مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقا، أن دراسات الأنثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحمض النووي التي أُجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء سواء في شكل الجمجمة وعرض الوجنات والأنف واتساعة وتقدم الفك العلوي ولا في الشكل الظاهري للشعر ونسب أعضاء الجسد وطول القامة وتوزيع وكثافة شعر الجسد، وأن مانراه من تنوع كبير بين ملامح المصريين يرجع لقدم إعمار هذه الأرض واستقرار سكانها وإذابتهم لكل غريب داخل بوتقتهم.
وأضافت أن جميع النقوش والتماثيل التى خلفها لنا قدماء المصريين على المعابد والمقابر صورت المصريين بملامح أقرب ما يكون بالمصريين المعاصرين من حيث لون العين والشعر والبشرة ودرجة نعومة وكثافة الشعر لدى الرجال والنساء، وحتى لون الجلد ووجود نسبة من العيون الملونة وهي مصورة في بعض تماثيل الدولة القديمة وحتي حين تغيرت بعض تقنيات التحنيط في الأسرة 21 وبدأوا في طلاء جلد المومياء ليبدو كما في حياتها الأولي، قاموا بطلاء جلد الرجل باللون الطوبي وطلاء جلد المرأة باللون الأصفر الفاتح، الأمر الذي يؤكد أن ما تم رسمه وتأكيده علي الجدران هو حقيقة سجلها المصري القديم عن نفسه.
فيما قالت الدكتورة كاثرينا مارتينيز رئيس بعثة الدومينيكان والعاملة بمعبد تابوزيريس ماجنا بغرب بمدينة الإسكندرية، أنه على الرغم من وجود آراء متضاربة حول عرقها فإنه من المؤكد أنها ولدت في مصر في عام 69 ق.م من أصل مقدوني.
ولفتت إلى أنه بالرجوع إلى التماثيل والعملات التي خلفتها لنا الملكة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على ملامحها الهيلينستية وهو ما يظهر جليا في التمثال النصفي المصنوع من الرخام والمحفوظ في متحف برلين من القرن الأول قبل الميلاد وتظهر فيه وهي ترتدي إكليلا ملكيا وعينان لوزيتان والأنف مسحوب والشفاه رقيقة، بالإضافة إلى تمثال نصفي آخر محفوظ في الفاتيكان يظهرها بملامح ناعمة، ورأس من الرخام تظهر فيها وهي ترتدي غطاء الرأس، فضلًا عن عدد من العملات التي تظهرها بنفس الهيئة الهيلنستية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.