رئيس التحرير
عصام كامل

قصة معركة سلامة موسى ضد الراقصات، وهذا رأي يحيى حقي

الراقصة سامية جمال
الراقصة سامية جمال

في عام 1954 كتب الصحفى المثير للجدل سلامة موسى يتهم الراقصة الشرقية بمحاولة إثارة غرائز مشاهديها مهاجما كل راقصة شرقية على حدة في طريقة حركاتها وتعبيراتها الراقصة متهما إياها بالدناءة والإسفاف.


انبرت راقصات مصر للرد على هجوم سلامة موسى على راقصاتنا وبدأت الراقصة كيتى الهجوم على سلامة موسى وهى تتهمه بترك كل مشاكل المجتمع والحديث عن عمل الراقصات، وقالت: مش يشوف رقص بلاش يبص على رقاصة، هو يقول إن الشرق كره الرقص الشرقى وتخلص منه وهذا يدل على أنه لا يعيش في الشرق، أن الرقص الشرقى ياشيدى باق وسيبقى، وأطلب من الكاتب الكبير أن يستفتى قراءه هل يشمئزون من الرقص ومن راقصاتنا، وأنا واثقة إن الإجابة ستكون في صفنا.

 

سامية جمال ترد 

فقالت الراقصة المصرية سامية جمال في مجلة الجيل عام 1954 تقول: اندهشت من آراء المربى الكبير سلامة موسى حين اتهمنا بأننا نثير الغرائز ونحرك الشهوات، ويمجد في الوقت نفسه في المرأة الغربية والمجتمع الغربى ويسمى الرقص الغربى سموا، أنا لم اتهم بهذه الجريمة في أمريكا أو أوروبا، بل وجدت من المجتمع الأمريكى ونقاده كل تقدير وإعجاب للرقص الشرقى الذى هو تعبير صادق للمشاعر الإنسانية.

 

هاجر حمدى: الرقص تهذيب للغرائز 

وقالت الراقصة هاجر حمدى: أنا أعذر الأستاذ سلامة موسى لأنه رجل يعيش بين كتبه ولا يخالط المجتمع، وأرى أن الراقصة المصرية التي تظهر أمام الجماهير نصف عارية يساعد هذا المشاهد على تهذيب غرائزه وتجعله ينظر إلى أعلى لا إلى أسفل، فالكبت يجب أن يزول، ولن يتحرر هذا المجتمع وفيه أمثال سلامة حجازى الذين يقلبون الأوضاع ويجعلون من الراقصات أداة للتهكم هكذا.

الراقصة هاجر حمدى 

وتساءلت الراقصة هدى شمس الدين: من قال إن هز البطن وإحساس الراقصة المصرية إحساس جنسى، إن إحساس الراقصة وهى تحرك جسدها وتهز بطنها على نغمات الموسيقى الشرقية تنسى كل شيء إلا انفعالها الفني بهذه النغمات والتعبير عنها، فهى لا ترى الجمهور ولا تفكر في إثارة غرائزه.

الراقصة زينات علوى 

وأرجعت الراقصة زينات علوى نظام الرق القديم بأنه السبب في كره البعض للرقص ووصفه بوصمة الدناءة، هذا النظام الذى حصر الرقص في حركات جنسية يشمئز منها الرجل السامى والمرأة السامية  وكان يحيل المرأة إلى بضاعة تباع بالقرش والمليم، وكانت كأداة إغرائية تحرك الشهوات الجنسية عند سيدها.


وأضافت زينات: أن الرقص المصرى لا تزال رسومه ونقوشه على أحجار المعابد المصرية القديمة وهو حركات رياضية كان يقوم بها الرجال والنساء احتفالا بالحصاد أو الحرب أو الموت. 

رئيس مصلحة الفنون يرد 

وفى محاولة لتهدئة الأمور بين راقصات مصر ومهاجمى الرقص الشرقى في مصر كتب الأديب يحيى حقى في مجلة المصور في الأسبوع التالى وكان رئيسا لمصلحة الفنون تحت عنوان " لماذا نحارب رقصة هز البطن" يقول: إن الحكم على رقص هز البطن بقبوله ورفضه سيظل دائما رهنا بتطور المجتمع المصرى في ذوقه الفني وفى حياته بصفة عامة، وحينما نصل إلى ذوق فنى موحد وحياء عام حساس بما هو فاضح وغير فاضح سيتلاشى هز البطن من تلقاء نفسه، وهذه هي أفضل الوسائل للقضاء عليه، وإلا لجأنا للهجوم ووسائل القمع في غير أو أنه فسنتيح لرقص البطن سوقا سوداء.

لزوم النهضة بالفنون 

وأضاف حقى: لزم هنا أن تنهض جميع الفنون وهى متشابكة متساندة أساسها الإحساس بالجمال الرفيع وهذا عمل يجب أن يشترك فيه كل فنان وكل كاتب وكل رب اسرة يسهر على ترقية أذواق أبنائه وتبصيرهم بالجمال، واعتقد أن رقص البطن سيتطور تحت ضغط تقدم مجتمعنا وربما أخذ في المستقبل شكلا تعبيريا تصاحبه موسيقى تعبيرية، مؤكدا اننا محتاجون في هذا الوقت إلى دراسة الرقص عند الهنود والصينيون وغيرهم من شعوب الشرق الأقصى لأن لهم رقصات رمزية تعبيرية تصلح مثلا للاسترشاد بها في رسم الطريق لتطور رقص هز البطن.، 
وقال: من الانصاف أن أقول إن بعض راقصاتنا قد انتبهن إلى ضرورة التطور وأدخلن على رقصهن كثير من البساطة مع احتفاظه بطابعه.
 

الجريدة الرسمية