صراع الذهب والنفط، الاشتباكات الدامية تهدد ثروات السودان
12 يوما مرت على الاشتباكات الدامية في السودان وسط محاولات عالمية وعربية للوصول إلى حل لوقف المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط سقوط مئات القتلى والمصابين فضلًا عن تحذيرات الصحة العالمية من تفاقم الأوضاع وزيادة الوفيات بسبب نقص الأدوية.
ووسط الأزمة السياسية، يمر الاقتصاد السوداني بأزمات كبيرة، على الرغم من أنه ثالث أكبر منتج للذهب في قارة إفريقيا.
إنتاج الذهب في السودان يصل إلى 100 طن سنويا
ويقدر إنتاج السودان السنوي من الذهب بنحو 100 طن بقيمة تتخطى 5 مليارات دولار، ولكن كميات قليلة تدخل الخزانة العامة للدولة.
وبحسب بيانات موقع "ceicdata"، فقد وصل إنتاج السودان من الذهب إلى ذروته عام 2017 بواقع 107 أطنان.
وبحسب أحدث البيانات الرسمية، فقد تراجع إنتاج الذهب، خلال 2022 إلى 41.8 طن، وفق تصريحات المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، مبارك عبد الرحمن أردول.
أكبر الدول إنتاجا للذهب في الشرق الأوسط
ووفقًا لتقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، مايو الماضي، تربع السودان على قائمة أكبر الدول إنتاجًا للذهب في الشرق الأوسط، بكميات بلغت 83.8 طن في عام 2020، متقدمة على تركيا ومصر وإيران في الترتيب.
وقبل عامين اتخذت الحكومة السودانية حزمة من الإجراءات الاقتصادية لدعم الخزانة المركزية، كان على رأسها إنشاء بورصة للذهب، وتوحيد سعر الذهب مع السعر العالمي.
أعلى صادرات السودان غير البترولية
تصدر الذهب أعلى صادرات السودان غير البترولية بنسبة 46.3 % من جملة صادرات السودان الخارجية بقيمة نقدية تساوي 2.02 مليار دولار من إجمالي 4.357 مليار دولار هي إجمالي صادرات البلاد للعام الماضي، وفق الشركة السودانية للموارد المعدنية.
ويشير التقرير السنوي لبنك السودان المركزي عن عام 2022، إلى تراجع الإنتاج في السودان عن السنوات السابقة، فقد كان الإنتاج في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2018، على سبيل المثال، قد بلغ 78 طنا، بما يفوق توقعات الحكومة بنحو 12 %.
وقالت الشركة السودانية للموارد المعدنية إن "التحصيل والإيرادات المدرجة في ميزانية الدولة تحققت بنسبة 97 % برغم التحديات الكبيرة التي واجهت قطاع التعدين بسبب الظروف الاقتصادية".
وتباطأ الناتج المحلي الإجمالي للسودان إلى مستوى 1 % في عام 2022، مدعوما باستقرار الزراعة والإنتاج الحيواني ونمو متواضع في صادرات الذهب، بحسب بيانات البنك الدولي.
في أبريل الماضي، قررت الحكومة السودانية توسيع استخدام حصيلة صادراتها من الذهب في تغطية استيراد احتياجات البلاد من السلع الاستراتيجية والضرورية، حيث تم الاتفاق على تخصيص 70% من الحصيلة للسلع الاستراتيجية، و30% للسلع الضرورية.
اقرأ أيضا: الفريق الهارب، قصة صعود "حميدتي " من نظام البشير إلي محاولة إشعال السودان (فيديوجراف)
مناجم الذهب في السودان
قطاع الذهب السوداني يعاني عمليات تهريب واسعة النطاق. وتقول السلطات إن نسبة تهريب الذهب المنتج تصل إلى 80 %، بحسب وكالة رويترز.
ورغم ازدهار قطاع التعدين في السودان خلال السنوات الأخيرة، يقول مسؤولون إن معظم كميات الذهب يتم تهريبها إلى خارج البلاد، مما يحرم البنك المركزي من مورد للعملة الصعبة.
ويأمل السودان في وضع حد لعمليات التهريب من خلال مراجعة آلية الشراء وضبط الأسعار.
التنقيب عن الذهب في السودان
وفي 2017، وقع الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتفاقات للتنقيب عن الذهب، بحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
معهد ستوكهولم للسلام قال إنه منذ تسعينيات القرن الماضي، تسيطر على الموارد الطبيعية في السودان قوات الأمن والنخب المتمركزة في الخرطوم، مثل قوات" الدعم السريع" التي سيطرت على مناطق تعدين الذهب.
ويشير الخبراء إلى أن السودان يفقد بين 70 – 75 طنًا من الذهب المنتج سنويًا، لكنهم لا يجزمون أن جميع هذه الكميات تُهرب لروسيا.
وكان تقرير مشترك أعدته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا وفريق الاتحاد الإفريقي، في سبتمبر 2021، كشف فقدان السودان قرابة 267 طنًا من الذهب خلال 7 سنوات (من 2013- 2018) عن طريق التهريب، بمعدل 80 كيلوجرامًا يوميًا.
الصراع يدمر ثروات السودان
من ناحية أخرى قال السياسي والخبير في الشؤون السودانية محمد فاروق لـ شبكة CNN الاقتصادية الأمريكية إن الثروات في السودان، ومن أبرزها الذهب والنفط والإنتاج الزراعي والحيواني، في خطر شديد جراء الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد.
تتركز مناجم الذهب في منطقة قبقبة في شمال البلاد بالإضافة إلى جبل عامر الغني بالذهب في منطقة دارفور في الشمال الغربي ويسيطر عليها الجيش الوطني، لكن موارد تعدينية أخرى أصبحت خارجة عن سيطرة الدولة، ما يسهل النشاطات غير الشرعية.
ولفت فاروق إلى أن المعارك «تؤثر أيضًا على الصادرات المستوردة عبر الميناء البحري الوطني، المتدهور أساسًا بسبب ضعف البنية التحتية في المرافق، والتي قد تتدهور أكثر بسبب الاشتباكات الحالية».
وشدّد الخبير السوداني على أن الإنتاج المحلي والإمدادات الطبية توقفا أيضًا مع غياب للعمليات البنكية.
وقال فاروق: «العمليات اللوجستية في السودان توقفت عن العمل، والإمدادات في السودان تعتبر واسعة بسبب مساحة البلاد الهائلة وأهمها المواد الطبية التي تعرقلت إمداداتها بسبب الاشتباكات».
إنتاج النفط في السودان
وأشار إلى أن تصدير النفط الخام وقع أيضًا تحت ضغوط النزاعات الحالية.
ينتج السودان نحو 60 ألف برميل يوميًا من النفط، بينما ينتج جنوب السودان 125 ألف برميل يوميًا، ويصدر الجنوب نفطه عبر خطي أنابيب يمران عبر الشمال.
وأوضح الخبير في الشؤون السودانية، أحمد مصطفى، لـ«CNN الاقتصادية الامريكية أن «مواقع حقول النفط في السودان وبنيتها التحتية هي من المواقع الاستراتيجية التي يسعى طرفا الحرب للسيطرة عليها، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا» للأطراف المتنازعة.
أما لوجستيًا، فأوضح مصطفى أن الحرب قطعت كل الطرق البرية والجوية تمامًا بين الحقول في الجنوب والخرطوم وميناء بورتسودان، والإمدادات متوقفة تمامًا الآن بسبب الحرب، وما تمتلكه الشركات في مخازنها قد لا يكفي العمل في الحقول لأمد طويل، ما يقرع ناقوس الخطر.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.