في الذكرى الـ41 لاسترداد سيناء.. اللواء نبيل أبو النجا: الجندي المصري لا يعرف المستحيل
الصاعقة، رجال المهام الصعبة الذين يعاندون الطبيعة من أجل الوصول الي الهدف المحدد لهم....هناك تاريخ طويل لرجال الصاعقة المصرية يدرس في العديد من الأكاديميات العسكرية في العالم ومن هذه الشخصيات التي اعترف حلف الناتو انه يقوم بتدريس رحلته في حرب أكتوبر لعناصره وهي ما أطلق عليها (رحلة الي جهنم) اللواء نبيل ابو النجا أحد أبطال الصاعقة العظماء في حرب أكتوبر ومؤسس المجموعة ٩٩٩ لمكافحة الإرهاب. بمناسبة الذكري ٤١ لتحرير سيناء كان لفيتو هذا اللقاء مع بطلنا الذي نتشوق دائما إلي قصصه الواقعية عن حرب الشمس حرب تحرير سيناء التي يعشقها فهو شاهد عيان علي حرب الكرامة.
*حرب أكتوبر تعتبر أعظم عملية عسكرية في التاريخ المصري اروي لنا ذكرياتك عن الإعداد لها؟
حرب اكتوبر جاءت بعد صدمة ٥ يونيو ٦٧ التي لم تكن حرب كما يدعي العدو الإسرائيلي لأن الحرب فريق ضد الآخر هناك منتصر وصل الي هدفه علي الأرض لكن إسرائيل قامت في غفلة باحتلال سيناء لا نريد التحدث عن نقاط الخطأ من جانبنا وقتها ولكن اسرائيل لم تحصل على هدفها مطلقا منذ وضعت أقدامها حتي قمنا باجتثاث هذه الأقدام بالقوة.
ولكن عزيمة رجال القوات المسلحة بداية من العسكري المجند حتي أكبر ضابط كان الإصرار على النصر أو الشهادة لا يوجد خيار ثالث حتي نسترد سيناء.
انا عملت في فترة الاستنزاف كمعلم بمدرسة الصاعقة كنت أتدرب مع رجالي علي اقصى أنواع التدريب التي تجعلنا نتحمل العمل خلف خطوط العدو بكل قسوة دون أن يكشف مكاننا وهناك الكثير تعلمته من الأب الروحي والمعلم والبطل نبيل شكري وقد نقلته لجنودي في التدريبات القاسية التي رغم قسوتها كان يتسابق الرجال علي اجتيازها.
*اللواء نبيل شكري مؤسس الصاعقة من الرعيل الأول لرجال الصاعقة الأشداء حدثنا عن ذكرياتك معه؟
اللواء نبيل شكري قائد كان يحمل في قلبه حب لكل رجاله لم نكن نتعامل معه كقائد فقط ولكن الأب الحنون الذي يخفي خلف قيادته انسان طيب لا تراه إلا في المواقف الصعبة.
أهم ذكرياتي معه عندما خرجت الأول وأهم مهمة قمت بها في حياتي يوم ٦ أكتوبر كان في مكتب العمليات ينتظرنا وهي مهمة استطلاع خلف خطوط العدو شعرت وقتها ان دموعه علي باب عينيه ولكنه يتمالك نفسه وقال لي وهو يداعبني اعطني الساعة والمتعلقات الخاصة بك ربما تكون هذه المهمة هي نهايتك فقلت له وانا مستعد لها بكل سرور يا افندم.
خرجت المهمة ولم أعد منها إلا بعد انتهاء الحرب والغريب انه كان في استقبالي بنفسه في مكتب مدير المخابرات بالسويس واخذني بالحضن والدموع تنهمر من عينيه وكان هذه الدموع كانت تنتظرني منذ الوداع وكأنني لن أعود من المهمة الخطيرة وانفجرت عندما وصلت.
اللواء نبيل شكري كان قائد قوي جسور وفي نفس الوقت أب وإنسان حنون لكل رجاله من الجنود والضباط ولم ابتعد عنه منذ تخرجي من الكلية الحربية كملازم حتي نهاية خدمتي. رحم الله الأب الروحي لي ولكل رجال الصاعقة المصرية.
*جاء يوم السادس من أكتوبر يوم النصر يوم غروب الشمس وفي لهيبها ذوبان أسطورة اسرائيل حدثنا عن المهمة التي قمت بها خلال الحرب؟
قلت من قبل ان رجال الصاعقة رجال المهام الصعبة فالخطر هو أهم أعمالهم مهمتي كانت يوم ٦أكتوبر الساعة الثانية ظهرا إغلاق الممرات الموجودة خلف قوات المشاة التي ستعبر قناة السويس لمواجهة العدو فى جبل عتاقة بجنوب السويس بإحدى المغارات الكبيرة حتى لا تصل إليهم الدبابات الإسرائيلية وتفاجئهم بنيرانها وتشتبك معهم في العلم العسكري نقول أن تأثير هذه العملية كان تأثيرا استراتيجيا ويعني إذا نجحت عملية الصاعقة في إغلاق هذه المنطقة أمام قوات العدو نجح العبور.وإذا فشلت فشل العبور قبل بداية الحرب لذلك وضعت عهدا علي نفسي امام قادتي انه لن اترك العدو يمر إلا علي جثتي فهي مسألة حياة أو موت.
وكانت تشكيل مجموعات الصاعقة لاعتراض العدو في مناطق سيناء:
كلفت مجموعة من الصاعقة مكونة من ٤ كتائب الأولي منهم تتوجه بـ١٨ طائرة هليكوبتر منهم 6 من جبل عتاقة و12 من مضيق مرصد القطامية وقتها الساعة الرابعة والنصف لعبور خليج السويس وشرق القناة والوصول إلى مضيق رأس سدر على مسافة 80 كيلومترا خلف خطوط العدو جنوب بئر أبو جراد برأس سدر لعمل كمائن متكاملة، ثم نقوم بضرب قوات العدو لتأخيره من ٦ إلى ٨ ساعات لإنشاء الكبارى على القناة، وهى عملية استراتيجية خطيرة لها تأثير كبير واشمل على مسرح العمليات ونجاح العملية مرتبط بنجاح عبور رجال الجيش الثالث بالكامل من ناحية جنوب فايد حتى السويس أما الجيش الثانى فعبور رجال الصاعقة يبدا من بورسعيد وحتى سيناء، وكل هذا كان مخططا له بالثانية من قبل قادتنا العظماء وقتها اي كان عبور قوات الصاعقة يسبق الضربة الجوية بدقائق معدودة وبعدها الضربة الجوية في الثانية و١٠ دقائق ثم التمهيد النيراني للمدفعية تناسق في المواعيد ودقة في التنفيذ وهذا سر انتصارات اكتوبر العظيمة.
* اروي لنا عن مهمتك المستحيلة أو الرحلة إلي جهنم؟
يوم ١١ أكتوبر تم تكليفي بتوصيل إمدادات لقوات الصاعقة ليواصلوا اعمال القتال خلف خطوط العدو بحوالي ٨٠ كم متر وكانت عملية صعبة جدا لان قوات العدو كانت تقصف أي شي متحرك بمجرد رؤيتها وتم استهداف الإمدادات أكثر من مرة وبسبب معرفتي لدروب سيناء وهنا نعود الي التدريبات الشاقة قبل الحرب التي ساهمت في خلق تناغم علي مسرح العمليات قررت تنفيذ المهمة عبر الطريق البري مستخدما الجمال في حمل الإمدادات وهو شئ لم تتوقعه قوات العدو وقمنا بتحميل الامدادات علي ٥٠ جملا مسافة ٨٠كم متر وصل هناك ٤ جمال فقط ولكنها ادت المهمة بنحاح ووصلنا الامدادات من المواد الغذائية والذخيرة لقوات الصاعقة الذين تم انزالهم قبل الحرب لتعطيل امدادات العدو بواسطة الطيران خلف خطوط العدو لمواصلة القتال وتم اطلاق اسم المهمة المستحيلة عليها وتم وصفها بانها اعظم عملية خاصة خلف خطوط العدو في تاريخ الحروب القديمة والحديثة لاننا خرجنا بالامدادات بدون اي غطاء جوي وكنا هدف سهل لقوات العدو ولكن سيرنا في دروب وعرة بعيدة عن مرصد الاعداء ساهم بشكل كبير في نجاح المهمة والحمد لله تمت بنجاح كنت وقتها برتبة نقيب ومعي ٣ رجال من حرس الحدود ومندوب من بدو سيناء الاوفياء من قبيلة الترابين.
* كيف حصلت علي وسام نجمة سيناء؟
لقد حصلت على وسام نجمة العسكرية بسبب هذه العملية وهو وسام رفيع المستوى لا يحصل عليه إلا من ينفذ عمليات خارقة في ميدان القتال أو مسرح العمليات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبي