عبر المانش 3 مرات، 15 عامًا على رحيل «القرش المصري» عبد اللطيف أبو هيف
عبد اللطيف ابو هيف..أطلق عليه النقاد "القرش المصري" وسباح القرن الذي نازع حيتان العالم عبر جميع البحار وفي كل ألوان المياه مالحة أو عذبة، بطلًا على مدى ربع قرن بدأ من المانش أشهر معبر مائي في العالم، حتى اختارته الصحافة الإيطالية أحسن سباح في العالم ووقع عليه الاختيار ضمن أحسن مائة رياضي في العالم عام ١٩٧٥، حتى إنه أطلق اسمه على أحد شواطئ الإسكندرية وكذلك أحد شوارعها ورحل في مثل هذا اليوم 23 أبريل عام 2008.
شرف عبد اللطيف أبو هيف مصر في المسابقات والمحافل الدولية ورفع علمها ووصفه أبناء الإسكندرية بالقلب الكبير والأخلاق العالية حتى إنه رفض الجنسية الكندية متفاخرا بمصريته طوال حياته مما زاده حبا واحتراما عند الكنديين فأطلقوا اسمه على أحد ميادين مدينة لاتوك في كندا ووضعوا تمثالا له هناك ونعته الصحف الكندية والعالمية عند رحيله.
ابن حى الأنفوشى
ولد عبد اللطيف أبو هيف عام ١٩٢٩ بحي الأنفوشي بالإسكندرية لأب مدرس ابتدائى وسط أسرة مكونة من 12 شقيقًا وهو الطفل رقم عشرة في مسلسل الأشقاء، ومعظمهم له هوايات رياضية مختلفة، وأحرز وهو في الثانية عشرة بطولة الإسكندرية تحت ١٢ عامًا في السباحة، وحضر إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة الكمال بالعباسية ليضعه مدربه عبد الباقى حسنين على الطريق الصحيح، سافر في منحة دراسية من الملك فاروق للدراسة بالكلية الملكية البريطانية بعد أن نجح في أول عبور للمانش ليخلف بعد ذلك إسحاق حلمى أول من عبر المانش من مصر.
حقق عبد اللطيف ابو هيف إنجازات مذهلة في مجال رياضة السباحة أشهرها عبوره بحر المانش ثلاث مرات رغم برودة المانش القاسية وكثرة التيارات المائية به، واختاره الاتحاد الدولى للسباحة عام 1962 كأحسن سباح دون منازع او منافس.
في عام 1953 ذهب لعبور المانش وأنهى السباق بكفاءة في 7 ساعات وعندما عاد عبد اللطيف أبو هيف إلى مصر استقبل بحفاوة شعبية كبيرة وانتقل بسيارة الرئيس الراحل محمد نجيب إلى مقر قيادة الثورة وأثنى عليه رئيس الجمهورية.
نال عبد اللطيف أبو هيف حفاوة بالغة فى حياته فاستقبله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أكثر من مرة وأهداه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1960 وحبا في عبد الناصر سمى أول أبنائه ناصر.
اتخذ عبد اللطيف أبو هيف قرار الاعتزال لسباحة المسافات الطويلة عام 1975 لكنه لم يعتزل الماء لأنه كما يقول لا يستطيع العيش بعيدا عن الماء كالسمك والتمساح كما يطلق عليه فظل يتدرب يوميا على السباحة لمدة ساعتين وتم تعيينه عضوا بمجلس إدارة اتحاد السباحة وكذلك في نادى الجزيرة.
زواج أبو هيف من مغنية الأوبرا
تزوج عبد اللطيف أبو هيف من مغنية الأوبرا منار محفوظ الملقبة بمنار أبو هيف وأول سيدة عربية تحصل على رخصة الفروسية، وفى اليوم الثالث لزواجهما سافر إلى سباق السين الدولة مع السباح حسن أبو بكر وودعه أبناء الإسكندرية بالطبل البلدى ومن حسن أخلاقه حمل أبو هيف زميله المسافر معه أبو بكر تحية للجماهير وكتبت الصحافة عن تخليه عن شهر العسل بسبب السباحة العالمية ليحقق نتائج مذهلة ويرفع اسم بلاده عاليا في ميادين الرياضة في العالم، وكان يقدم نفسه في الخارج بقوله "أنا تمساح النيل اسمى عبد اللطيف أبو هيف من القاهرة مصر ارض قدماء المصريين أصحاب سبعة آلاف سنة حضارة".
موقف نبيل لأبو هيف
من المواقف التي تذكر أيضا للسباح العالمى عبد اللطيف أبو هيف عندما تبرع بجائزته المالية عن سباق عام 1955 لأسرة السباح الإنجليزي ماثيو الذى كان قد غرق في المانش عام 1954 وترك أربعة أطفالا صغارا وكان قدرها ألف جنيه إسترليني وكانت ثروة كبيرة وقتها.