فتوى الأزهر تثير الجدل مجددًا.. سقوط صلاة الجمعة إذا صادفت العيد
صلاة الجمعة والعيد، لا تزال صلاة الجمعة إذا صادف يوم العيد تثير جدلًا واسعًا، وخاصة بعد اختلاف الآراء حول إقامة صلاة الجمعة إذا تصادف في يوم صلاة العيد، البعض أوجب ذلك باعتبار صلاة الجمعة فرض عين، في حين أجاز آخرين عدم صلاة الجمعة إذا تصادف يوم صلاة العيد، باعتبار إقامة صلاة العيد جماعة وبخطبة في المسجد.
صلاة الجمعة مع العيد تثير الجدل مجددًا
لا تزال صلاة الجمعة والعيد تلقى بظلالها، وخاصة أن هذا العام يصادف يوم عيد الفطر يوم جمعة، الأمر الذي دفع كثيرًا من الناس لطرح التساؤلات، عن إمكانية ترك صلاة الجمعة في حالة عدم القدرة على أدائها، بعد أداء صلاة العيد في نفس اليوم.
وحاول مركز الأزهر للفتوى حسم الجدل، فقال في فتواه "إذا تزامن العيد مع الجمعة لا يُسقطها عند جماهير العلماء كونهما صلاتان مستقلتان فضلًا عن أن العيد فرض كفاية والجمعة فرض عين إلا لمن شق عليه حضور الاثنين لسفر أو مرض".
أما دار الإفتاء المصرية فكانت لها رأي آخر في فتوى صدرت عنها في شأن صلاة الجمعة إذا جاءت يوم عيد، حيث قالت: " إذا جاء العيد يوم الجمعة فالأصل أن تقام الجمعة في المساجد، ومن كان يَصعب عليه حضورها أو أراد الأخذ بالرخصة في تركها إذا صلى العيد فله ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمِّعون" رواه أبو داود وغيره، بشرط أن يصلي الظهر بدلًا عنها. وأما القول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد فلا يُعَوَّل عليه ولا يجوز الأخذ به."
فتوى ابن باز في صلاة الجمعة والعيد
أما فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز، في فتاوى الجامع الكبير، في شأن صلاة الجمعة إذا جاءت يوم عيد، فقال: "الأفضل أن يصلي صلاة الجمعة؛ لأن الرسول كان يصليها -عليه الصلاة والسلام- كان يصلي الجمعة، والعيد جميعًا، ولكن رخص للناس من حضر صلاة العيد، من شاء صلى الجمعة، ومن شاء صلى ظهرًا، النبي صلى الله عليه وسلم، كان يجمع، فإذا صلى الجمعة مع الناس؛ كان أفضل حتى يحصل له فضل الجمعة، وسماع الخطبة، وإن صلى الظهر، ولم يصل الجمعة يوم العيد؛ لأنه قد صلى العيد؛ جاز ذلك على الصحيح، كما جاءت به السنة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه رخص لمن حضر العيد بترك الجمعة."
وتابع بن باز فتواه قائلًا: "لكن إذا حضر الجمعة، وصلاها؛ كان أفضل لما فيه من الخير العظيم، والنبي، صلى الله عليه وسلم، كان يصلي الجمعة، ويصلي العيد جميعًا، كما قال النعمان فيما رواه مسلم في الصحيح قال: "كان يقرأ في الجمعة بسبح، والغاشية، وهكذا في العيد، وربما اجتمعا في يوم فقرأ بهما جميعًا في الصلاتين، صلاة العيد، وصلاة الجمعة" رواه مسلم في الصحيح."
وقال ابن باز إن "الواجب على إمام الجمعة وخطيبها أن يقيم الجمعة، وأن يحضر في المسجد ويصلي بمن حضر، كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يقيمها في يوم العيد، يصلي العيد ويصلي الجمعة، وربما قرأ في العيد وفي الجمعة جميعًا بسبح والغاشية، فيهما جميعًا، كما قاله النعمان بن بشير رضي الله عنهما فيما ثبت عنه في الصحيح، لكن من حضرها من الناس حضر العيد، ساغ له ترك الجمعة وأن يصلي ظهرًا في بيته أو مع بعض إخوانه إذا كان حضر العيد، وإن صلى الجمعة مع الناس كان أفضل وأكمل، وإن ترك صلاة الجمعة لأنه حضر العيد وصلى العيد فلا حرج عليه، لكن عليه أن يصلي ظهرًا، فردًا أو جماعة.
ابن عثيمين تقام صلاتي العيد والجمعة
خالفه الشيخ ابن عثيمين حيث قال: "إذا صادف العيد يوم الجمعة فلابد ان تُقام صلاة العيد وصلاة الجمعة كما فعل النبي ﷺ، ثم إن من حضر صلاة العيد فإنه يُعفي عنه حضور صلاة الجمعة، ولكن لابد أن يُصلي الظهر فرض الوقت ".
أما اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فذكرت في فتواها بشأن صلاة الجمعة إذا جاءت يوم عيد: "من حضر صلاة العيد فيُرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويُصليها ظهرًا في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلّى مع الناس الجمعة فهو أفضل".
أما جمهور العلماء فيقولون "إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة فوجب صلاة الجمعة، وعدم سقوطها لأن صلاة العيد سنة والجمعة فريضة، ولعل الأقرب أنه يسقط حضور الجمعة عن أهل القرى النائية الذي يشق عليهم تكرار الحضور لبعد مساكنهم ولا تسقط عن القريب الذي يسمع النداء وليس عليه مشقة." حسبما ذكر الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين في فتاوى في صلاة العيدين.
ومذهب الحنفية والمالكية فيؤكد أنه إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة فإن إحدى الصلاتين لا تجزئ عن الأخرى. وهذا هو مذهب الشافعي غير أنه يرخص لأهل القرى الذين بلغهم النداء وشهدوا صلاة العيد ألا يشهدوا صلاة الجمعة.
وجاء في المغني لابن قدامه: "مذهب الإمام أحمد: أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة إلا الإمام لا تسقط عنه إلا ألا يجتمع معه من يصلي به الجمعة، وقيل في وجوبها على الإمام روايتان، وروي عنه أيضًا أنه إذا صليت الجمعة في وقت العيد أجزأت صلاة الجمعة عن صلاة العيد وذلك مبني على رأيه في جواز تقديم الجمعة قبل الزوال."
ثلاث أقوال في صلاة الجمعة والعيد
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "إذا اجتمع الجمعة والعيد في يوم واحد فللعلماء في ذلك ثلاثة أقوال: أحدها: أنه تجب الجمعة على من شهد العيد، كما تجب سائر الجمع للعمومات الدالة على وجوب الجمعة. والثاني: تسقط عن أهل البر، لأن عثمان بن عفان أرخص لهم في ترك الجمعة لما صلى بهم العيد.
وقال ابن تيمية إن القول الثالث، وهو الصحيح، إن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة، لكن على الإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها، ومن لم يشهد العيد، وهذا هو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: كعمر، وعثمان، وابن مسعود، وابن عباس، وابن الزبير وغيرهم.
وأوضح ابن تيمية "لا يعرف عن الصحابة في ذلك خلاف، وأصحاب القولين المتقدمين لم يبلغهم ما في ذلك من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم لما اجتمع في يومه عيدان صلى العيد ثم رخص في الجمعة، وفي لفظ أنه قال: " أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا، فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد، فإنا مجمعون "، وأيضًا فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الاجتماع، ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهد الجمعة، فتكون الظهر في وقتها، والعيد يحصل مقصود الجمعة."
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.