خميرة عكننة وكارثة بالوراثة، هكذا وصف شعراء وكتاب ومخرجين كعك العيد
تشتعل الخلافات وتزيد داخل الأسر المصرية بسبب نفقات وتبعات كعك العيد، وقد وصلت أسعار كعك العيد اإى حالة من الجنون حتى اصبحت بعيدة عن منال الأفراد، وكتب المفكرين والكتاب عن معاناة البيوت جراء مشكلات كعك العيد فمنهم من وصفه بخميرة العكننة ومنهم من قال عنه ثقيل على المعدة وعلى الجيب ومنهم من وصفه بالعلم الكبير الذى تخصص فيه المصريون ولا يمكن الاستغناء عنه مهما وقع بسببه من مشاكل وعواقب وخيمة فهو البلاء الوحيد في رمضان.
فكتب الكاتب أحمد بهجت في جريدة المسلمون اللندنية عام 1980 يقول: ان كحك الهيد صنعه المصريين القدماء في ثلاث مناسبات الأولى في ذكرى عودة ايزيس الذبيح يوم شم النسيم اليوم الذى جمع فيه فرعون موسى والسحرة والثالث يوم طرد أحمس الهكسوس من مصر، ولم يزدهر الكعك في العصر المسيحى ولا في بداية العهد الاسلامى.
الفاطميون هم السبب فى الأزمة
وأضاف بهجت:حتى جاء الفاطميون وأصبحوا هم السبب في الاهتمام بصناعة الكعك حتى سميت حارة بأكملها بحارة الكحكيين نسبة الى اقتصار سكانها على صناعة الكعك، كما اشتهر دقيق الكعك باسم دقيق العيد، للك يدين الكعك بوجوده التاريخى الى الفاطميين، وكان شوال الدقيق بمليم وصفيحة السمن بثلاثة مليمات والجنيه المصرى الجبس يساوى الجنيه الانجليزى..اى بلاء في شهر رمضان مثل كعك العيد مع انه شهر ليس له علاقة بـ "الفجعانين والمفاجيع ".
وعندما جاء صلاح الدين الى مصر وقرر تحويل أهلها الى السنة لم يستطع منع المصريون عن عمل كعك العيد بالرغم من تحذيراته وتهديداته واحكامه بالغرامة والسجن على مخالفيه.
أزجال بيرم عن الكعك
وكتب الزجال بيرم التونسى في مجلة مسامرات الجيب عام 1950 يقول: ثلاثين صاج من ملف النواعم.. تكفى للسنة السواد اللى جاية وفاح البيت من شمخة عظيمة.. على الصايمين والفاطرين هنية ويفضل كعكهم قدام عنينا.. مشكل زى صدقات التكية حذيفة كعكها معجون بديزل.. زناخته للسموات العلية وفاطمة كعكها أسود منقوش.. يبان للعين أفاعى ملتوية وأما كعك خالتنا العجوز.. تروح بين القرافة مستحية شوية قال.. وجايلنا الهدية من الجيران.. داخلة بالصينية وأنجر من طرف بدرية هانم.. مغطى بالقطيفة العثمانية.
كارثة بالوراثة
كتب التونسى هذه الكلمات بمناسبة كثرة الحوادث القائمة فى البيوت المصرية بسبب كعك العيد قال فيه: أعتقد تمامًا أن كعك العيد.. هذا الذى يتردد اسمه على ألسنة الملايين من الشعب فى كل عام.. أعتقد أنه تقيل على المعدة وثقيل على الجيب، ففى موسمه السنوى تجد الزياتين يغشون السمن احتفالًا بعيد إخواننا المسلمين والطحانين يخلطون الدقيق إكرامًا منهم لعيد إخواننا الموحدين حتى بائع السمسم يضيف إليه نسبة كبيرة من التراب والحصى مساهمة منه فى الترفيه عن الأمة الإسلامية، ولذلك أعتبر هذا الكعك كارثة سنوية تحل بنا عن طريق الورائة ولا تنتهى بخير، فإذا سلمت من الغشاشين لا تسلم من لؤم الفرانين، فالمعلم فتيحة يسرقه أو يحرقه،
وأضاف انه مع كل هذه المصائب تجد أن سيدة البيت وهى الزوجة المصونة تحتم على زوجها عمل هذا الكعك ولو استلف أو سرق وينتهى الأمر بكارثة تنتهى بالسجن أو الطلاق.
كما كتب المخرج زكى طليمات في الكواكب عام 1954 يقول ان كعك العيد خميرة عكننة بين الزوج الفاضل والسيدة الفاضلة، وله موسم في كل عام بعد أن تكون أعصاب الطرفين قد أرهقت بفعل شهر الصيام ومتطلباته، وهكذا كتب على الزوج الفاضل، وذلك في كل عام أن يضرب بميزانية مصروفاته عرض الحائط، مبتدأ بالكنافة وقمر الدين والمكسرات لينتهي بالمذكور أعلاه "كعك العيد"، وويل للزوج إذا لم يدفع لكعك العيد، ولم يستقبله بالفرحة الراقصة بين الابتسامات العريضة والدعاء إلى الله أن يطيل في حياة زوجته البارة.
وأضاف طليمات إن كعك العيد دسيسة على أصحاب المعدة الرقيقة؛ لأنها تراودهم على أن يقطعوا ما بينهم وبين الأنظمة التي يقررها الأطباء، ولا يبالون بنتائجه أو العاقبة الوخيمة التي ستحل بهم بعد أكله، ولما كنت من أصحاب المعدة الرقيقة والأمعاء المرهفة، على الرغم من الشهرة التي التصقت بي خطأ بأنني امرئ يرهب أمره في الدعوات والموائد.. فبيني وبين كعك العيد صداقة لدودة.. أحبه كثيرا لكنه يؤذيني، وشأنه في ذلك شأن المرأة.. قد تحبها وتبذل لها البذل كله فلا تجد منها إلا ما لا حاجة بي إلى ذكره.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.