الجثث في الشوارع ونزوح الأهالي، الحرب تحول الخرطوم إلى مدينة أشباح
دخلت الهدنة الثانية حيز التنفيذ الساعة السادسة بالتوقيت المحلي مساء اليوم الأربعاء لمدة 24 ساعة بعد موافقة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عقب فشل الهدنة الأولى التي أقرت يوم أمس الثلاثاء عقب استمرار الاشتباكات الدامية.
ووسط حالة الارتباك التي تشهدها السودان لليوم الخامس على التوالي تفر أعداد كبيرة من السكان من العاصمة السودانية الخرطوم مع استمرار القتال في وسط المدينة، خاصة في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة ومطار الخرطوم.
تناثر الجثث في شوارع الخرطوم
وأصبح المدنيون المحاصرون في منازلهم يشعرون باليأس بشكل متزايد، عقب وقوع موجة جديدة من الانفجارات صباح الأربعاء.
وشوهد مقاتلون من قوات الدعم السريع وهم يتجولون في الشوارع في عربات مدرعة وشاحنات صغيرة، بينما أطلقت طائرات الجيش النفاثة صواريخ على أهداف قوات الدعم السريع.
وقال شهود عيان بحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن الشوارع المحيطة بوزارة الدفاع والمطار تناثرت فيها الجثث.
وتخطط السفارات الأجنبية والأمم المتحدة لعمليات إجلاء موظفيها.
إقرأ أيضا: الجيش السوداني يعلن موافقته على هدنة لمدة 24 ساعة تبدأ السادسة مساء
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 200 شخص تأكدت وفاتهم. وقد اجتاح مقاتلون مجمعات وكالات الإغاثة.
لكن يعتقد أن عدد القتلى الحقيقي يتجاوز هذا العدد بكثير، حيث يتعذر الوصول إلى الجثث في الشوارع بسبب كثافة الاشتباكات.
وسار الآلاف من النساء والأطفال، الأربعاء، باتجاه المحافظات خارج الخرطوم، متقدمين بين الجثث التي بدأت تنبعث منها روائح قاتلة، بحسب شهود لوكالة "فرانس برس".
إضافة إلى ذلك، توقفت العشرات من مرافق الرعاية الصحية القريبة من الاشتباكات في الخرطوم والبؤر الساخنة في أنحاء البلاد عن العمل، نتيجة للأضرار التي لحقت بها، أو تم إخلاؤها لأسباب تتعلق بالسلامة.
وأفادت تقارير بإيقاف قادة كينيا وجيبوتي وجنوب السودان مؤقتا محاولتهم للوصول إلى السودان من أجل التوسط بين الجنرالين المتنافسين الذين تقاتل قواتهم من أجل السيطرة على السلطة.
إلى ذلك، أدت الاشتباكات بين الجانبين إلى تضرر تسعة مستشفيات في الخرطوم. وفي المجمل، خرج 39 من أصل 59 مستشفى في المناطق المتضررة جراء القتال عن الخدمة أو أُجبرت على الإغلاق، وفق ما أفاد أطباء، سواء بسبب نفاد المعدات أو احتلال المقاتلين لها أو بسبب عدم تمكن أفراد الطواقم الطبية من العودة إلى تولي مهامهم.
أما مخزونات المواد الغذائية - وهي محدودة تقليديا في بلد يشهد في الأوقات العادية تضخما مرتفعًا جدًا - فهي تتلاشى، إذ لم تدخل أي شاحنة مؤن إلى العاصمة منذ السبت.
من ناحيته قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لشبكة CNN، الهجوم الذي شنته قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، في الأيام الأخيرة بأنه "محاولة انقلاب".
انقلاب الدعم السريع في السودان
وأضاف البرهان، لـCNN، يوم الاثنين: "هذه محاولة انقلاب وتمرد على الدولة"، وتابع أن قائد قوات "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم (حميدتي) "تمرد ضد الدولة، وإذا تم القبض عليه، ستتم محاكمته أمام القضاء".
وسُمع دوى صوت طلقات نارية خلال الحديث، على الرغم من الإعلان عن وقف لإطلاق النار المتفق عليه في الساعة 4 مساء بالتوقيت المحلي، حيث قال البرهان: "لليوم الثاني انتهك قائد قوات الدعم السريع وقف إطلاق النار المتفق عليه".
وقال البرهان: "تم طرح اقتراحا لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وتم الاتفاق عليه، للأسف، لم يلتزم به، يمكنك الآن سماع محاولات اقتحام مقر الجيش وهجمات الهاون العشوائية، إنه يستخدم فترة التوقف لأسباب إنسانية من أجل مواصلة القتال"، وقال: "قوات الدعم السريع حاولت أسرى وقتلى".
وأضاف البرهان، لشبكة CNN: "الجيش السوداني هو جيش الشعب إنه ليس مملوكا لأشخاص محددين أو منظمات محددة إنه مؤسسة وطنية مهمتها الدفاع عن السودان".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.