خطة الاحتلال للتصعيد وجر لبنان لحرب خارجية.. استهداف لبنان وقصف المدن بالمدفعية الثقيلة.. ميشال أبو نجم: نتنياهو يسخن ساحات المواجهة
سعار إسرائيلى ضد كل ما هو عربى، هذا عنوان واضح وصريح عن ما حدث خلال الأيام الماضية، فبالتوازى مع اقتحام القدس وإهانة مشاعر المسلمين وطرد المصلين والمعتكفين، التهبت فجأة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وشهدت تطورًا غير مسبوق بعد هدوء نسبى ساد لحوالى 15 عامًا منذ حرب لبنان الثانية عام 2006.
كانت صواريخ لبنانية أطلقت من داخل البلاد على إسرائيل بواقع نحو 40 صاروخًا، لتجدها إسرائيل فرصة للرد بقصف المدن اللبنانية بالمدفعية الثقيلة وبشكل غاشم، حيث استهدف الجيش الإسرائيلى خلال الليل 3 منشآت لحركة حماس فى جنوب لبنان، وأكثر من 10 أهداف عسكرية للحركة فى قطاع غزة، مما قد يشعل الأوضاع بين حدود الطرفين مجددًا.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلى أكد سقوط 34 صاروخا على أراضيه أطلقوا من لبنان، واعترضت أنظمة الدفاع الجوى الإسرائيلى 25 منها فى أكبر هجوم صاروخى من لبنان منذ عام 2006 حين خاضت إسرائيل حربا مع جماعة حزب الله آنذاك.
وفى حرب 2006 قتِل حوالى 1200 مواطن لبنانى الغالبية منهم كانوا مدنيين، وزعمت إسرائيل أنها خسرت 40 مدنيًا، لكن مراقبين زعموا أن خسائر إسرائيل أكثر إلا أنها خفضتها لرفع معنويات سكان فلسطين المحتلة من اليهود على حدود لبنان.
وحسب مصادر، التصعيد داخل القدس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى قد يؤدى إلى حرب كبرى، ليس فقط فى الداخل وإنما بالخارج أيضًا بين إسرائيل وجيرانها وبالأخص سوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية، فلن تكون حربًا على الأرض، بل ستعتمد على الصواريخ والصواريخ المضادة.
ويرى مراقبون أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحاول ترميم صورتها المشتتة داخل وخارج تل أبيب، فيما تسعى حكومة نتنياهو لخلق نوع من التوتر خلال شهر رمضان الكريم، فى محاولة منها لاستعطاف كل القوى اليمينية فى العالم على حساب جر المنطقة كلها إلى صراع دينى.
وتأتى ساحة الحدود اللبنانية فى الوقت الحالى على رأس المناطق التى يشار إلى إمكانية نشوب صراع كبير بها والذى قد يصل لحد الحرب، وخاصة بعد أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، تفعيل حالة الإنذار فى مستوطنات بالجليل الغربى المتاخمة للحدودية مع لبنان، وفتح الملاجئ العامة للمستوطنين فى عدة أماكن، ومن ثم شنت قوات الاحتلال قصف مدفعى على جنوب لبنان بعد إطلاق الصواريخ، واستمرت قوات الاحتلال قى عدوانها على جنوب لبنان، حيث استهدف أهدافا ثانية جنوب لبنان.
وعلى الرغم من عودة الهدوء نسبيًا والحياة إلى طبيعتها فى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة ولبنان، إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أعلن تعزيز قواته فى المنطقتين الجنوبية والشمالية، مقابل قطاع غزة والحدود اللبنانية، وحشد قوات نظامية من سلاحى المشاة والمدفعية فى ظل الأوضاع الأمنية المتوترة،.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية فى بيانها إن وزير الخارجية والمغتربين فى حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب أوعز إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولى على إثر القصف والاعتداء الإسرائيلى المتعمد لمناطق فى جنوب لبنان، ما يشكل انتهاكا صارخا لسيادة لبنان وخرقا فاضحا لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701، ويهدد الاستقرار الذى كان ينعم به الجنوب اللبنانى.
يقول الباحث والمحلل السياسى اللبنانى ميشال أبو نجم، إن الاستهداف الإسرائيلى للفلسطينيين والمقدسات الدينية يؤدى إلى توتير المنطقة وتصعيد الأمور، وذلك ربطًا بسياسات نتنياهو والحسابات الداخلية المرتبطة بالانقسام الداخلى غير المسبوق فى المجتمع الإسرائيلى.
وهذا التوتير يدفع إلى تسخين ساحات المواجهة، وبالتالى الوصول إلى ما وصلت إليه الأمور من مواجهات.
وتابع أبو نجم: لا شك أن لبنان يقف فى الموقع المواجه لإسرائيل، لكن فى ذات الوقت يشكل استخدام جنوب لبنان كساحة من قوى غير لبنانية للمواجهة العسكرية، وفى توقيت لم تقرره الدولة اللبنانية، عملًا لا يخدم مصلحة لبنان وحتى مصلحة الشعب الفلسطينى الذى تشكل مقاومته الداخلية أقوى سلاح فى وجه العدو.
وفى ظل هذا الواقع تشكل الحسابات الداخلية وتطورات الاتفاق السعودى الإيرانى كابحًا لنتنياهو لعدم الانجرار إلى حرب واسعة تدرك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية صعوباتها ومحاذيرها، حيث ازدادت الفصائل الفلسطينية قوة، كما تضاعفت قوة حزب الله بعد ١٧ عامًا على حرب تموز فى عام ٢٠٠٦.
نقلا عن العدد الورقي