اللجان الإلكترونية الحاكم بأمره في سوق الدراما الرمضانية.. والأسعار تختلف من منصة لأخرى
منذ 4 سنوات وهناك ظاهرة تتوحش بشدة عاما بعد آخر في سوق الدراما المصرية، إذ أصبحت اللجان الإلكترونية الحاكم بأمره في سوق الدراما، ترفع من تشاء بغير حساب، وتغلوش على الناجح، وتهمش من يتحسس طريقه، حتى أصبح الجمهور الأكثر ضجيجا والأعلى صوتا ،بيد أن الجمهور الحقيقي غير قادر بعد على مجاراتها فى التلاعب بالخوارزميات وعناكب الإنترنت التى تبحث عمن يجيد طرق الكتابة المحترفة والمحببة لمواقع البحث والتريندات على السوشيال ميديا.
المثير أن اللجان أصبحت أيضا «الشماعة» التي يلقى عليها بعض النجوم الكثير من الانتقادات التى يوجهها لهم الجمهور، إذ أصبح من السهل أن يدعى أى ممثل أن النقد الذى يتلقاه ما هو إلا «لجان إلكترونية» مدفوعة الأجر تخطط لإسقاطه بالإشاعات الكاذبة والأقاويل الهدامة، والذى يكون صحيحا فى بعض الأحيان وفى أوقات أخرى ليس أكثر من رفض النجم تقبل فشله بهذا الموسم.
والتشويه والنقد أو الإشادة والترند ليست الوظائف الوحيدة للجان الإلكترونية، بل اكتشف صناع الأعمال الفنية فى مصر والعالم فائدة جديدة لها، وهى تكوين قواعد جماهيرية كبيرة تمتاز بالوفاء وتضمن لهم التفوق من أسهل الطرق وأسرعها، عبر شراء النجاح.
ومع وجود الطلب على السلعة، نشأت شركات توفر هذا المنتج وبأسعار معروفة ومعلنة لكل مواقع التواصل الاجتماعى فيما يعرف «بسوق السوشيال ميديا»، وبغض النظر عن جودة العمل الذى تقدمه أو القصة أو حتى الممثلين المشاركين تضمن لك تلك الشركات نجاح عملك الفني على المنصات الإلكترونية، بقدر ما تدفع لهم كما تقدم الشركات عروض تسويق «سوشيال ميديا» تبدأ من ١٠٠ الف جنيه مصرى لشراء متابعين ومشاهدات على المقاطع التى ينشرها الممثل أو النجم.
وأحد أبرز استخدامات هذه التقنية ما جرى فى الموسم الرمضانى لسنة 2022، حيث دفعت إحدى الشركات 3 ملايين جنيه ليبقى العمل الذى كانت بطلته إحدى النجمات الشابات فى قائمة «الترند» طوال الشهر مدعين أمام الجمهور النجاح الساحق للمسلسل بين منافسيه.
ويعد «تويتر» هو الموقع الذى يتجه له معظم النجوم لسهولة التسلق إلى أعلى قوائم «الترندات»، حيث يتم استخدام اسم الممثل أو العمل الذى يشارك فيه فى عدد من التغريدات العشوائية التى لا يكون لها أى علاقة بالمسلسل أو أحداثه، ويأخذ الفنان لقطة للقائمة وينشرها على صفحته ليوهم جمهوره بأن المشاهدين يتحدثون عن عمله.
ويكلف تصدر قائمة «الترند» على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» حوالى 01 آلاف جنيه فى اليوم الواحد ليصل فى شهر رمضان ما يقارب الـ 300ألف جنيه مصري.
وتختلف الأسعار من منصة لأخرى حيث يعد «الفيس بوك» أغلاها من حيث شراء متابعين يغمروا كل منشور عن العمل بالتعبيرات والتعليقات الإيجابية، كما يختلف السعر على حسب جنسية الحسابات المشاركة فى هذه العروض المغرية، فإذا كان لشخص أجنبى تكون بسعر زهيد وإن كان عربيا يرتفع الثمن قليلًا و أغلى نسبة تكون للمصريين لأنها الأكثر مصداقية.
ويتراوح سعر اليوم على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» من 51 إلى 02 ألف جنيه مصرى فى اليوم الواحد، ونستطيع أن نرى هذا بوضوح على صفحة أحد نجوم الكوميديا الكبار فى مصر والوطن العربي، حيث تحولت التعليقات على صفحته من سلبية شديدة وكراهية واضحة للعمل الذى شارك به فى السباق الرمضانى بتكرار أحد الشخصيات التى قد أداها فى السابق، إلى إيجابية وإشادات بالمسلسل الذى لا يعلم معظم متابعيه معاد أو مكان عرضه.
ويعمل موقع «الانستجرام» بنفس طريقة عمل «الفيس بوك» تقريبًا حيث يتراوح سعر «الترند» فى اليوم الواحد من 51 إلى 02 ألف جنيه ببيع حسابات سواء عربية أو مصرية ليكون فى الشهر حوالى 006 ألف جنيه مصري.
وانضم لهذه المواقع منذ وقت قريب منصة الفيديوهات القصيرة «تيك توك» حيث اتجه النجوم والممثلون إليها لمواكبة العصر والاتصال بجمهورهم من خلاله، دخلت كذلك شركات بيع المشاهدات والمتابعين إلى التطبيق.
ووضعت الشركات قائمة الأسعار الخاصة بها كذلك فى «التيك توك» فتختلف المشاهدات إن كانت حقيقية أو مزيفة ويختلف الثمن على التفضيل الذى يريده الشخص، حيث تقوم إدارة التطبيق بمراجعة المشاهدات مرة أخرى بالأخص إذا تم إضافة عدد كبيرة فى آن واحد وتمحى منها المشكوك فى أمره ولكنها تكون قد أدت غرضها بعرض الفيديو على اكبر عدد من المستخدمين الحقيقيين على صفحة «for you». أما المشاهدات الحقيقية على منصة «التيك توك» فتعطى فرصة للتفاعل مع الفيديو وتكون نسبة المشاهدات متقاربة مع التعليقات على المحتوى والذى يجعل الأمر أكثر قابلية للتصديق.
ويعد «التيك توك» هو أرخص التطبيقات من حيث شراء اللجان الإلكترونية، إذ يبلغ سعر الـ 001 الف مشاهدة مزيفة ألف جنيه، أما إذا كانت حقيقية فيصل سعر مليون مشاهدة إلى 001 ألف جنيه مصري.
وبرغم الجهود والأموال الضخمة التى تنفق من أجل تسلق هرم «الترند» إلا أن الجمهور المصرى يعى تماما ما هو حقيقى من المزيف ويستطيع دائمًا تمييز العمل الفنى الذى يتحلى بعوامل النجاح الحقيقية من قصة متميزة وممثلين موهوبين وإخراج ذى رؤية.
نقلا عن العدد الورقي