الكل يخدم نفسه.. شعار دعوات إفطار الفنانة زينب صدقي
من أشهر عزومات الوسط الفني في إفطار رمضان هي عزومة الفنانة الكبيرة زينب صدقي تلك الفنانة التي اشتهرت في الوسط بعطائها الكبير، فقد كان منزلها قبلة لكل الفنانين ، فما إن يجئ شهر رمضان حتى ترفع شعار (الكل يخدم نفسه) فلا تكلفة أو كلفة في جميع أركان المنزل الكل يتحرك بحرية ويقوم بتجهيز ما يريده.
وكانت تمتاز أيضا بأنها ديكتاتورية في عزومتها فلا تسمح لأحد أن يقوم من علي المائدة إلا عندما تتأكد من أنه تناول كل الأصناف، ولا يستطيع أحد أن يفلت من قبضتها، فيضطر الضيف الرضوخ لتلك الأوامر.
زينب صدقي اشتهرت بمسرحيات الفصحى
هي احدى نجمات الزمن الجميل، عرفت زينب صدقى بخفة الروح والصراحة التي اغضبت منها الكثيرين.
في مثل هذا اليوم 15 ابريل 1895 ولدت مرفت عثمان صدقى الشهيرة بـ زينب صدقي، وقد عرفت في بداياتها بتقديم مسرحيات الفصحى والمسرحيات الشعرية فقدمت مجنون ليلى وكليوباترا التي كتبهما احمد شوقى.
زينب صدقي.. الهانم ارستقراطية الزمالك
اشتهرت زينب صدقى في الوسط الفنى بقمر الزمالك الارستقراطية والهانم.
وقفت على خشبة المسرح أكثر من ثلاثين عاما وتقول: (الارستقراطية التي أعيش فيها لا تعنى أننى ثرية، فأنا لا أملك إلا الستر، وبعت كل ما أملك، وأنا في حاجة للعمل لأعيش، ولكنى أحب الاحتفاظ بكرامتى الفنية، وأن أعيش في الخيال الجميل الذي عشت فيه دوما لأقوم بأدوارى الخالدة).
تنوعت أدوار زينب صدقى سواء في المسرح او السينما بين الأدوار الشريرة والطيبة والارستقراطية والفقيرة، من اشهر افلامها: “صغيرة على الحب، اسكندرية ليه، الصبر طيب، الزوجة 13، سيدة القطار، الراهبة، البنات والصيف، بين نارين، النائب العام وغيرهم”.
وكانت زينب صدقى فنانة محبوبة لقبها الجميع بماما زينب، ووقفت بجوار كل من طلب يد المساعدة حتى أنها كانت تساهم في تغسيل الفنانات عند الرحيل، وفجأة وجدت نفسها بلا دخل يعينها على الحياة بعدما تخطت الستين من عمرها.
اعتزال زينب صدقي المسرح
واعتزلت الفنانة زينب صدقى الفن في سن مبكرة وقالت: “آثرت اعتزال المسرح الذي اعتبره حياتى وأنا في القمة قبل أن يعتزلنى بعدما أهبط إلى القاع، ذلك لأن جمهور المسرح الحديث لا يعجبهم الفن القديم إضافة إلى انصراف الجمهور المثقف عن المسرح لأنه أصبح لا يجد ما يسره”.
بعد الاعتزال منعت نقابة الممثلين برئاسة أحمد علام المعاش عن الفنانة زينب صدقي هي ومجموعة من زملائها حتى أصبحت تكاد تموت جوعا، فكتب الصحفى مصطفى أمين مقالا في الصفحة الاولى بأخبار اليوم عام 1963 بمشكلة زينب صدقي تحت عنوان (ادفع جنيها ثمن تذكرة لرواية لن تحضرها) قال فيه: “حكم مدير الفرقة المصرية للتمثيل بإعدام الفنانة زينب صدقي جوعا بعد حرمانها من معاش كانت تتقاضاه لايزيد عن 23 جنيه شهريا، وزينب صدقى هي النجمة الجماهيرية التي أسعدت الملايين وأبكتهم وأضحكتهم وكانت صورها تغطى جدران الشوارع والميادين طيلة أكثر من نصف قرن، كانت تسمى الهانم والليدي زينب صدقي، مطالبا بإنقاذها من الجوع ومتوجها إلى الجمهور بدفع جنيه واحد لتذكرة دخول رواية من رواياتها لكنه لن يشاهد شيئا للمساهمة في القضاء على جوعها”.
تكريم السادات لزينب صدقي
وبمجرد نشر المقال انهالت تبرعات القراء بدفع كل واحد جنيه واحد حتى شملت الحصيلة 2340 جنيها خلال شهر واحد، وفى عيد الفن عام 1974 كرمها الرئيس السادات بمنحها معاشا 100 جنيها حتى رحلت عام 1993.