السفارة الأمريكية في السودان تحذر رعاياها
بعثت السفارة الأمريكية في السودان، اليوم الخميس، تحذيرًا أمنيًا لرعاياها في السودان، ونصحتهم بتجنب السفر إلى كريمة شمال السودان، والمناطق المحيطة بها.
السفارة الأمريكية تحذر مواطنيها
ومنعت السفارة، موظفي الحكومة الأمريكية من السفر خارج العاصمة (الخرطوم، أم درمان وبحري) حتى يوم 19 أبريل الجاري.
وحددت السفارة الأمريكية مجموعة من الإجراءات الواجب اتباعها وهي:
- أن تكون على بينة من محيطك
- متابعة وسائل الإعلام المحلية للحصول على آخر التفاصيل
- مراجعة إرشادات السفر الصادرة عن وزارة الخارجية للسودان
ويأتي ذلك بعدما أعرب مبعوثو الترويكا (فرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية) والاتحاد الأوروبي، عن قلقهم إزاء التقارير التي تتحدث عن تصاعد التوترات في السودان وخطر التصعيد بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
اتخاذ خطوات فعالة
واعتبر مبعوثو الترويكا في بيانهم اليوم، أن الإجراءات التصعيدية تهدد بعرقلة المفاوضات نحو تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية.
ودعا بيان الترويكا القادة العسكريين والمدنيين في السودان إلى اتخاذ خطوات فعالة للحد من التوترات، وحثهم على الالتزام والانخراط بشكل بناء لحل القضايا العالقة بشأن إصلاح قطاع الأمن لإنشاء قوات عسكرية موحدة ومهنية وخاضعة للمساءلة أمام حكومة مدنية.
وقال إنه حان الوقت لاتفاق سياسي نهائي يحقق التطلعات الديمقراطية لشعب السودان.
كما أضاف أن تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية أمر ضروري لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية الملحة في السودان، وهو المفتاح للمساعدات الدولية.
أخطر أزمة بين الجانبين
يشار إلى أن التوتر الذي شهدته مدينة مروي السودانية بدأ بعدما وصلت قوة قوامها أكثر من 100 سيارة من الدعم السريع إلى قاعدة عسكرية قرب مطار المدينة، مفجرًا أخطر الأزمات حتى الآن بين الجانبين، لاسيما بعد أن شدد الجيش على ضرورة انسحاب تلك الآليات.
وكان خلاف آخر طفا إلى السطح بين القوتين خلال ورشة الإصلاح الأمني، حول مسألة دمج قوات الدعم السريع بالجيش، ما أجل في حينه الإعلان السياسي النهائي الذي كان مرتقبًا في البلاد مطلع الشهر الحالي (أبريل 2023).
وبين تحذيرات الجيش وقوات الدعم السريع، يقف السودان أمام منعطف خطير يثير المخاوف من عودة البلاد إلى المربع صفر، وانسداد الأفق السياسي.
منعطف خطير في السودان
التحذيرات التي أصدرها الجيش، سبقها ببيان من قوات الدعم السريع، تنفي فيه جملة وتفصيلا ما وصفته بـ"مزاعم تحركاتها وقيامها بأعمال حربية في عدة مناطق بالبلاد"، لكن بيان القيادة العامة للجيش السوداني الذي صدر بعدها أكد أنه "لا دخان دون نار"، وأبرز "خلافا مكتوما"، حال تفجره سيقود البلاد إلى "صراع لا يحمد عقباه".
وخلافا لما أكدته قوات الجيش السوداني ووسائل الإعلام السودانية، بشأن اعتراض قوة من الجيش السُوداني، على انتشار أعداد كبيرة من قوات للدعم السريع قُرب قاعدة جوية شمالي السودان، ومطالبتها بسرعة الانسحاب، يأتي بيان من قوات الدعم السريع ليغرد في سماء مختلفة، محاولا إبراز "الوفاق" و"التنسيق الشديد" بين الجانبين.
أعمال حربية تجاه مطار مروي
الدعم السريع أكد أن قيام قواته بأعمال حربية تجاه مطار مروي، هو مجرد "معلومات كاذبة ومضللة"، مشيرا إلى أنهم "قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون، وهي تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى، في تحركاتها".
القوات أكدت كذلك أنها "تنتشر وتتنقل في كل أرجاء البلاد، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت".
لكن القوات أكدت في ذات البيان أن "وجودها، بالولاية الشمالية، وفي مدينة مروي على وجهة التحديد، يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها، التي تمتد حتى الصحراء"، وهو ما كان موضع اعتراض وخلاف مع الجيش السوداني الذي أكد أن هذه التحركات لا "تتم بتنسيق معه".
المعلومات الكاذبة
"الدعم السريع" دعت في هذا الإطار جميع السودانيين، ووسائل الإعلام، إلى عدم الانسياق وراء ما سمته بـ"المعلومات الكاذبة"، التي تهدف إلى إشاعة الفتنة، وتقويض أمن واستقرار الوطن.
وحذّرت الجهات التي تعمل على "فبركة وترويج الشائعات وبثها، بأنها ستقوم بملاحقتها قانونيًا، ولا مجاملة في أمن وسلامة الوطن".
لكن بيان القيادة العامة للجيش السوداني، كان صادما في رده على الدعم السريع الذي أكد "عدم التنسيق بين الجانبين"، محذرا من "منعطف تاريخي وخطير تمر به البلاد، يرتبط بحشد الدعم السريع في الخرطوم وبعض المدن".
وخلافا لما ذكرته قوات الدعم السريع بشأن تنسيقها التام مع الجيش، أكد الجيش، في بيان مصور ألقاه المتحدث باسمه، العميد ركن نبيل عبدالله، أن "تحركات قوات الدعم السريع تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف لدى المواطنين".
لكن قيادة الجيش السوداني أكدت أن "محاولاتها لإيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات لم تنقطع، حفاظا على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح"، مجددة تمسكها بـ"ما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي، وفقا لما جاء في الاتفاق الإطاري".
وحذرت القوى السياسية في السودان من مخاطر "المزايدة في مواقف القوات المسلحة الوطنية".
وجددت القيادة العامة للجيش السوداني التزامها دستوريا وقانونيا بحفظ وصون أمن وسلامة البلاد، بمعاونة أجهزة الدولة المختلفة.
ودقت قوات الجيش ما سمته بـ"ناقوس الخطر"، محذرة من "مخاطر قيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن"، مشددة مجددا على أن "هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها".
وكشف بيان الجيش السوداني مآل هذا الخلاف، حال تطوره بين الجانبين، مؤكدا أنه سيؤدي إلى "نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس".
وحذر من أن "استمرار هذه الانفتاحات وإعادة تمركز القوات، سيؤدي حتما إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد".
خلاف قوات الدعم السريع
خلاف قوات الدعم السريع لم يكن فقط مع قوات الجيش، لكن ما أكدته وسائل إعلام سودانية مختلفة ومصادر محلية، من الولاية الشمالية، فإن شباب الولاية وخاصة منطقة مروي أغلقوا كوبري وميدانا بالمنطقة احتجاجا على تكثيف قوات الدعم السريع تواجدها بالمنطقة.
وأكدت المصادر ووسائل الإعلام أن الشباب رهنوا فك تجمعهم بإبعاد آليات الدعم السريع وأي مظهر عسكري في مروي عدا الجيش.
لكن المفاجأة كانت فيما كشفته ما تسمى بـ"تنسيقية لجان مروي"، عن شراء قوات الدعم السريع نحو ٢٥ فدانا مجاورة لمطار مروي، قالت التنسيقية والأهالي إنهم يسعون في استغلالها لإقامة "معسكر".
لكن الهيئة الشعبية للشمال أكدت رفضها أي وجود لمعسكرات قوات الدعم السريع في الإقليم الشمالي تحت أي ذريعة أو مبرر وحذرت من المضي في تنفيذ فكرة إنشاء معسكر بالقرب من مطار مروي.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الخلافات بين الجيش والدعم السريع حول الإصلاح الأمني والعسكري الذي تعذر التوصل لاتفاق حوله، وتزداد المخاوف من مواجهات مسلحة بين الطرفين في ظل الحشود والحشود المضادة بين الطرفين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.