القارئ محمد السلكاوي: أؤيد استخدام المقامات بالقرآن.. واعتذرت لله عن حركتي اللاإرادية أثناء التلاوة (حوار)
>> تأثرت بالشيوخ حصان وضيف والطنطاوى وسيد سعيد
>> نعيش من خير القرآن الكريم.. وبر الوالدين توفيق من الله
>> تشجيع هذا الشيخ سبب دخولى الإذاعة وأوظب على القراءة أثناء ركوب السيارة
استطاع الشيخ محمد حامد السلكاوى حجز مكانه بين أصحاب الحناجر الذهبية، ولم لا وصوته يبكى القلوب قبل العيون، وعندما يشرع فى تلاوة آيات الذكر الحكيم تشعر وكأنه يناجى رب السماء، فى صوته تصفى النفس للخشوع والتأنى والأنس بالله، والتناجى والتلاقى فى معانى وسور وآيات القرآن الكريم
وتبدو أزمة الفيديو الأخير الذى سرب له وهو يتمايل مع القراءة كاشفة، إذ اعتذر الشيخ لله أولا، واعتبر الهفوة من عند الله ولم يقصدها بالمرة.
قصة الشيخ محمد حامد السلكاوى الذى أصبح أحد أعلام قراء القرآن الكريم فى مصر والعالم الإسلامى مع تلاوة القرآن الكريم، بدأت وهو فى الرابعة عشرة من عمره إذ ذاع صيته فى محافظة الدقهلية خلال سنوات قليلة حتى ارتبط الآذان فيها بصوته الملائكى ليلتحق بالإذاعة المصرية عام ٢٠٠٧.
ونشأ أمير القراء الشيخ محمد حامد السلكاوى فى أسرة قرآنية، تعلمت القرآن وعلمته، فخاله هو الشيخ حافظ عثمان، أحد سفراء القرآن الكريم، وشقيقه هو الشيخ أحمد حامد السلكاوى المقرئ والواعظ بالأوقاف.
مؤخرا طال الشيخ هجوم كبير بسبب التمايل أثناء التلاوة، لذا كان لنا هذا الحوار مع الشيخ السلكاوى، وإلى نص الحوار:
*بداية.. من الذى اكتشف موهبتك فى حلاوة الصوت وحفظ القرآن؟
حفظت القرآن الكريم منذ الطفولة فوالدى وجدى رحمة الله عليهما كانا طيبين ومحمديين ويحبون سيدنا النبى وفى ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم كنا نأتى بأناس يبتهلون، وكنت وقتها عندى 10 سنين أدندن بصوتى فى هذه الاحتفالات وسمعنى خالى الشيخ حافظ، وطلب منى تلاوة آيات من القرآن الكريم وقرأت عليه "والسماء ذات البروج" فأعجب بصوتى، وقال لى أنت بعد الفترة الدراسية لازم تفرغ نفسك من الدراسة عشان أحفظك القرآن الكريم، وبعدها ذهبت وأقمت عند خالى إقامة كاملة لمدة 3 سنوات، وكنت أزور والدى ووالدتى الخميس والجمعة، حتى أتممت حفظ القرآن الكريم.
*وماذا فعلت بعد حفظك للقرآن الكريم؟
قال لى خالى: "اسمع يا محمد، أنت النهاردة ختمت القرآن عندى، فأنا هختار لك شيخ يعلمك التجويد وعلوم القرآن والقراءات، وكان يوجد قرية تسمى بلجاى مركز المنصورة الدقهلية، وفيها الشيخة زهية عبد العزيز شركس، وتعلمت على يديها التجويد وعلوم القراءات.
*هل تتذكر أول تلاوة أمام الجمهور ولماذا لا تفضل السفر للخارج؟
بدأت تقريبا فى سن 16 سنة من قريتنا، وامتدت المسيرة بفضل الله لمختلف قرى ومحافظات الجمهورية، أما بالنسبة للسفر فلا يوجد شيء فى نفسى، فأنا لا أستطيع التأقلم على السفر وشخصيتى لا ترتاح إلى الغربة ولا أحبها وأفضل الجلوس فى بيتى مع أبنائى.
*ما هى السورة المفضلة للشيخ السلكاوى؟
أحب تلاوة نهاية سورة البقرة وأول آل عمران، وفى موضع آخر من سورة النساء من قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، وأوصانى خالى رحمة الله عليه بوصية لا أنساها قال لى: "يا محمد أشبع نفسك أولا بتلاوة القرآن، واتق الله فى القرآن لإنك لو اتقيت ربنا هيفتح عليك، ويكتب لك القبول فى قلوب الناس".
*هل لديك ورد ثابت يوميا من القرآن الكريم؟
نعم عامل لنفسى ورد كل يوم جزء أو جزأين تلاوة من القرآن الكريم بعد صلاة الظهر، ولو فاتنى الورد بسبب وجود سفر أو سهرة بواظب على القراءة أثناء ركوب السيارة فلا يوجد أحلى من القرآن، ونحن نعيش من خير القرآن الكريم، وكان المشايخ القدامى يقولون لو تركت القرآن أسبوع يتركك شهرا ولو تركته شهرا يتركك سنة، فأنا أخاف أن يتفلت منى لأنى أدعو الله أن يشفع القرآن فى وأسرتى.
*البعض يؤيد استخدام المقامات فى القرآن الكريم والبعض الآخر يرفض.. ما رأيك فى ذلك؟
أؤيد طبعا استخدام المقامات فى القرآن الكريم، فعلى سبيل المثال هيقابلنا فى آخر سورة الزمر قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا} فهنا لا بد من الخشوع والخضوع والاستعاذة بالله من جهنم أما فى الآية التالية: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} هنا فرح وانبساط وهنا فى مقام اسمه "السيكا" الذى يبسط الناس فلا بد على القارئ أن يتلو كل آية بلونها.
*ما هى أهم أسباب التوفيق للقارئ؟
أهم أسباب التوفيق لأى إنسان هو بر الوالدين، فكانت أمنية والدى رحمة الله عليه، هو حفظى للقرآن الكريم، فكنت أبرهم حتى لقوا الله الحمد لله، وكان كل مايرزقنى به الله من شغلى وأجرى من تلاوة القرآن الكريم أعطية لوالدتى.
*ما هى المدرسة التى أحبها الشيخ السلكاوى فى التلاوة؟
تأثرت كثيرا بالشيخ حمدى الزامل رحمة الله عليه، وكان خالى يحرص على اصطحابى إلى تلاواته حينما يأتى إلى قريتنا أو القرى المجاورة، وتشبعت بهذا القارئ وكنت أقلده لأنى أحبيته جدا، وأحببت أيضًا الشيخ محمد عبد العزيز حصان، والشيخ محمد ضيف ومحمد الطنطاوى، والشيخ سيد سعيد، وكانت علاقتنا ببعض طيبة.
*كيف بدأت رحلة الانضمام إلى الإذاعة؟
فى البداية كنت شغال فى السهرات والتلاوة فى المناسبات، ولم تكن فى ذهنى مسألة الإذاعة، لكن ربنا كرمنى وبتشجيع من الشيخ محمد ضيف دخلت الإذاعة وأخذت إذاعات قصيرة لمدة ربع ساعة.
*هل مقطع الفيديو المثير للجدل أثر على شعبية الشيخ السلكاوى؟
الحمد لله على كل حال، فقد اعتذرت إلى الله سبحانه وتعالى من الحركة اللاإرادية التى انتابتنى حين تلاوة كتابه الكريم ولا أبغى من هذا الاعتذار تخفيف العقوبة الموقعة علىَّ من لجنة اختبار القراء والمبتهلين الموحدة ونقابة القراء، وإنما أبغى بهذا الاعتذار رضا الله سبحانه وتعالى والغفران عن حركتى اللاإرادية التى هى من عند الله.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"