رئيس التحرير
عصام كامل

ألغام‭ ‬تهدد‭ ‬تدريس ‬‮«‬اللغة‭ ‬الثانية» ‬‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية.. نقص‭ ‬المدرسين‭ ‬وقلة‭ ‬أعداد‭ ‬خريجي‭ ‬أقسام‭ ‬اللغات‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬أبرز‭ ‬العوائق

‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭
‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬،فيتو

يبدو‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بتدريس‭ ‬اللغة‭ ‬الثانية‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬يواجه‭ ‬ألغاما‭ ‬وعراقيل‭ ‬أبرزها‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬نقص‭ ‬أعداد‭ ‬المعلمين‭ ‬رغم‭ ‬إعلان‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬مسابقة‭ ‬تعيين‭ ‬الـ30‭ ‬ألف‭ ‬معلم‭ ‬خلال‭ ‬5‭ ‬سنوات‭.‬


ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬تبذل‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬جهودا‭ ‬مكثفة‭ ‬لتطوير‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬لجميع‭ ‬الصفوف‭ ‬وتطبيق‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬الجديد،‭ ‬وذلك‭ ‬لتحقيق‭ ‬نواتج‭ ‬التعلم‭ ‬المرجوة‭ ‬منها‭ ‬وإكساب‭ ‬الطالب‭ ‬المهارات‭ ‬واللغات‭ ‬التى‭ ‬تخدمه‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭.‬


وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بدأت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬فى‭ ‬الاستعداد‭ ‬مبكرا‭ ‬لتطوير‭ ‬مناهج‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬خطة‭ ‬استكمال‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية،‭ ‬فقد‭ ‬وضعت‭ ‬الوزارة‭ ‬خطة‭ ‬كاملة‭ ‬لتطوير‭ ‬مناهج‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬من‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬الإعدادي‭ ‬وحتى‭ ‬الثالث‭ ‬الإعدادي،‭ ‬وإضافة‭ ‬لغات‭ ‬أجنبية‭ ‬ثانية‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬تبدأ‭ ‬الوزارة‭ ‬فى‭ ‬إضافة‭ ‬مواد‭ ‬اللغة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الثانية‭ ‬وتشمل‭ ‬لغات‭ (‬الفرنسية،‭ ‬الإيطالية،‭ ‬الألمانية،‭ ‬الصينية‭).‬
وتعتبر‭ ‬اللغة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬الرسمية‭ ‬المتميزة‭ ‬للغات‭ ‬منذ‭ ‬صفوف‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬الطالب‭ ‬فى‭ ‬دراستها‭ ‬منذ‭ ‬الصف‭ ‬الرابع‭ ‬الابتدائى،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬الثانية‭ ‬أيضًا‭ ‬مقرر‭ ‬أساسى‭ ‬ومادة‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬مجموع‭ ‬الطالب‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬حيث‭ ‬يدرس‭ ‬طلاب‭ ‬الصفوف‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬حتى‭ ‬الثالث‭ ‬الثانوى‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬بشكل‭ ‬أساسى‭ ‬وتضاف‭ ‬إلى‭ ‬المجموع‭ ‬الكلى‭.‬


ووفقا‭ ‬لآخر‭ ‬إحصاء‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتعليم‭ ‬الفنى‭ ‬فعدد‭ ‬طلاب‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬بمرحلة‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬ونصف‭ ‬بجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬معلمين‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الطلاب‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬اللغات،‭ ‬وسط‭ ‬وجود‭ ‬عجز‭ ‬بالمدارس‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬معلم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬الوزارة‭ ‬بأنه‭ ‬سيتم‭ ‬تدريس‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬تدريس‭ ‬المتخصصين‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المواد،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬هيئة‭ ‬من‭ ‬الموجهين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المديريات‭ ‬والإدارات،‭ ‬وأيضًا‭ ‬مستشارى‭ ‬مواد‭ ‬اللغة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الثانية‭ ‬بديوان‭ ‬الوزارة‭.‬
وأكد‭ ‬مصدر‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تدريس‭ ‬اللغة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الثانية‭ ‬بالمدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬2024‭-‬2025،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬تدريس‭ ‬اللغة‭ ‬الثانية‭ ‬بالصفوف‭ ‬الدراسية‭ ‬بنظام‭ ‬التعليم‭ ‬الجديد‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تعاونا‭ ‬كبيرا‭ ‬بين‭ ‬الوزارة‭ ‬والجهات‭ ‬والشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬المختلفين‭ ‬لبدء‭ ‬تدريس‭ ‬الطلاب‭ ‬اللغة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الثانية‭.‬


وأوضح‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬هناك‭ ‬خطة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة‭ ‬لبدء‭ ‬تدريب‭ ‬معلمى‭ ‬اللغات‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬المناهج‭ ‬الجديدة،‭ ‬وتطوير‭ ‬منصة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬لتدريب‭ ‬المعلمين‭ ‬لتمكين‭ ‬كافة‭ ‬المهتمين‭ ‬باللغات‭ ‬من‭ ‬تحسين‭ ‬مستوياتهم،‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءتهم‭ ‬المهنية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬تدريس‭ ‬اللغة‭ ‬الثانية‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬سوف‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬معلمين،‭ ‬لذلك‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مسابقة‭ ‬للمعلمين‭ ‬تستهدف‭ ‬90‭ ‬ألف‭ ‬معلم‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬وسيكون‭ ‬لمعلمى‭ ‬اللغات‭ ‬نصيب‭ ‬كبير،‭ ‬وهناك‭ ‬اقتراح‭ ‬آخر‭ ‬بأنه‭ ‬سيتم‭ ‬عمل‭ ‬عقود‭ ‬مؤقتة‭ ‬لمعلمى‭ ‬اللغات‭ ‬لسد‭ ‬العجز،‭ ‬وتسعى‭ ‬الوزارة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬المدارس‭ ‬من‭ ‬مدرسين‭ ‬لتدريس‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭.‬
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تقديم‭ ‬لطلاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬حوافز‭ ‬ومنح‭ ‬سنوية‭ ‬لتشجيع‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬اللغات،‭ ‬كما‭ ‬سيتم‭ ‬تقديم‭ ‬منح‭ ‬دراسية‭ ‬للطلاب‭ ‬المتفوقين‭ ‬للاستمرار‭ ‬فى‭ ‬دراسة‭ ‬المادة،‭ ‬كما‭ ‬سيتم‭ ‬إمداد‭ ‬المكتبات‭ ‬المدرسية‭ ‬بالكتب‭ ‬التعليمية‭ ‬والمصادر‭ ‬المتنوعة‭ ‬المناسبة‭ ‬لأعمارهم‭ ‬والثقافة‭ ‬المصرية،‭ ‬وسيتم‭ ‬تخصيص‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المنح‭ ‬الدراسية‭ ‬السنوية‭ ‬لمعلمى‭ ‬وموجهى‭ ‬اللغة‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬طرق‭ ‬للتدريس،‭ ‬وإعداد‭ ‬مدربين‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.‬


ومن‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬تامر‭ ‬شوقى،‭ ‬أستاذ‭ ‬التربية‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس،‭ ‬إن‭ ‬قرار‭ ‬تدريس‭ ‬لغة‭ ‬ثانية‭ ‬للطلاب‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬بالمدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬التربوية‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬تأخر‭ ‬صدورها‭ ‬طويلا‭.‬
وأكد‭ ‬أستاذ‭ ‬التربية‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لفيتو،‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬المتسارعة‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬المعاصرة،‭ ‬والتغيرات‭ ‬فى‭ ‬متطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬أصبحت‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬المتعلم‭ ‬إتقان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬لغة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللغات‭ ‬التى‭ ‬سيتم‭ ‬تدريسها‭ (‬سواء‭ ‬الفرنسية‭ ‬أو‭ ‬الألمانية،‭ ‬أو‭ ‬الإيطالية‭) ‬هى‭ ‬لغات‭ ‬عالمية‭ ‬يتحدث‭ ‬بها‭ ‬الملايين‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬قارات‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬ييسر‭ ‬التواصل‭ ‬الثقافى‭ ‬والعلمى‭ ‬والاجتماعى‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬الناطقة‭ ‬بها،‭ ‬وأن‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬جامعات‭ ‬وكليات‭ ‬وأقسام‭ ‬متخصصة‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬اللغات‭ ‬يتطلب‭ ‬تأهيل‭ ‬الطلاب‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭.‬


وكشف‭ ‬“شوقي”‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬تنفيذ‭ ‬ذلك‭ ‬القرار،‭ ‬والتى‭ ‬منها‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬العجز‭ ‬الشديد‭ ‬فى‭ ‬معلمى‭ ‬اللغات‭ ‬الثانية‭ ‬والذى‭ ‬يظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬فى‭ ‬مدارس‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوى،‭ ‬فكيف‭ ‬سيكون‭ ‬الحال‭ ‬عند‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬تلاميذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬ويزداد‭ ‬هذا‭ ‬العجز‭ ‬مع‭ ‬قلة‭ ‬عدد‭ ‬خريجى‭ ‬أقسام‭ ‬اللغات‭ ‬الثانية‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬المصرية‭ ‬مقارنة‭ ‬بخريجى‭ ‬أقسام‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬كما‭ ‬سيرتبط‭ ‬بهذا‭ ‬العجز‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬اللغات‭ ‬مما‭ ‬يضيف‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭.‬

نقلا عن العدد الورقي 

الجريدة الرسمية