زمن «التيك توكرز».. يسيطرون على الشاشات التلفزيونية فى رمضان.. والممثلون الحقيقيون «مش لاقيين ياكلوا»
التيك توكرز، ظاهرة برزت فى الدراما المصرية منذ أعوام، ومعها أصبح صناع المحتوى على رادار المخرجين والمنتجين للاستعانة بهم، أملا فى تعبئة جماهيرية المسلسل بشرائح أخرى تنتظر هؤلاء، خاصة أنهم يقومون بالتسويق للأعمال على حساباتهم المليونية على السوشيال ميديا، ما يضيف زخما للعمل.
يحدث ذلك، بينما فى المقابل هناك حالة من الجفاف والبطالة الشديدة بين الفنانين الحقيقيين، وظهر بعضهم فى الآونة الأخيرة يشتكى من عدم توافر فرص عمل لهم، مثل الفنان حسن عبد الفتاح، الذى أعلن السفر إلى دول عربية فى محاولة للبحث عن الرزق فى عمل آخر، وكذلك الممثل إحسان ترك، الذى اضطر لبيع عفش منزله لعدم توافر فرص عمل منذ سنوات.
واختار البعض الآخر الاعتزال تمامًا بعد أن وصل الحال فى المجال إلى «العبثية» على حد قول شريف إدريس، الذى يرى أن بعض زملائه «يشحتون» الشغل علنيا ومش لاقيين ياكلوا، على حد تعبيره.
من ناحية أخرى، شهدت المسلسلات والإعلانات المصرية فى رمضان 2023 تواجد عدد من أمثلة التيك توكرز منها ما سبق اكتشافه فى السنوات الأخيرة، ومنها من لم تطأ قدمه موقع تصوير من قبل، ونتعرف على بعض هذه المواهب الصغيرة فيما يلى: الطفل عبد الرحمن طه، والذى يشارك للمرة الثانية فى مسلسل «الكبير الجزء السابع» بدور العترة، كانت أولى بدايات الصغير من خلال برنامج التواصل الاجتماعى تيك توك، ونشر فيديوهات له يقلد بها الممثلين لتحصد ملايين المشاهدات.
كان أول ظهور لـعبد الرحمن فى برنامج خلاويص مع منى أحمد زاهر، ثم أدى دورا بارزا فى مسلسل «الكبير الجزء السادس»، حيث لعب دور التوءم جونى والعترة ليلقى إقبالا كبيرا من الجمهور لموهبته البارزة، كما شارك إلى جانبه فى بطولة الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوي» أحمد مكى، بيومى فؤاد، هشام إسماعيل، ليلى عز العرب، محمد سلام، رحمة أحمد فرج، حاتم صلاح، حسين أبو حجاج، مصطفى غريب، سما إبراهيم، كمال أبو رية، ومن تأليف مصطفى صقر ومحمد عز الدين، ومن إخراج أحمد الجندى.
أما مسلسل «كامل العدد»، فضم العديد من الوجوه الصاعدة، بداية من الفتيات جيسيكا حسام ولينا صوفيا وسليا سعيد، مواهب تم اصطيادها من خلال موقع الفيديوهات القصيرة الشهير تيك توك، وبعد أن كانت جيسيكا حسام تقدم فيديوهات الرقص وتحريك الشفاه على منصة التيك توك، أصبحت الآن ممثلة فى مقتبل حياتها، هذا بالإضافة إلى أنها تتلقى العديد من الإشادات بدورها الرائع فى كامل العدد وأدائها المتميز.
وحظيت لينا بعدد كبير من المتابعين قبل ظهورها فى مسلسل «كامل العدد» بفضل ملامحها الغربية وتفاعلها على حسابها بالتيك توك مع متابعيها بأحدث الترندات والرقصات.
وبرغم كون حساب سليا صغير مقارنة بزميلتها لينا، إلا أن الفتاة الصغيرة امتلكت حسابا جذابا للغاية يمتلئ بالكثير من اللطافة والبراءة، حيث كان أول فيديو لها وهى تستعرض الأساور البلاستيكية وتعرف نفسها للمشاهدين فى عام 2021.
كما ذكرت سليا فى أحد مقاطع الفيديو الذى نشرتها، أنها سبق وقامت بالغناء فى الأوبرا، عندما كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات لتثبت للجميع مقدار الموهبة التى يحتويها هذا الجسد الصغير.
وضم مسلسل «كامل العدد» العديد من الوجوه الصاعدة الأخرى ولكن لم يسبق لهم تقديم أو صناعة أي محتوى على مواقع التواصل الاجتماعى مثل حمزة عماد الذى أنشأ حساب بالتيك توك حديثًا والتوءمين يوسف ويونس باسم.
مسلسل «كامل العدد» من بطولة دينا الشربينى، شريف سلامة، تميم عبده، مصطفى درويش، آية سماحة، جيهان الشماشرجى، أحمد جمال سعيد، سمر علام، وعمرو جمال، وهو من تأليف يسر طاهر، وإخراج خالد الحلفاوى.
ومن المتوقع أن تحظى مسلسلات الجزء الثانى من شهر رمضان بالعديد من الوجوه الصاعدة ومن ضمنهم صانعى المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة.
من ناحية أخرى، وفرت الإعلانات فى هذا العام النصيب الأكبر لمشاهير التيك توك، حيث تعد المنصة مكان ممتاز لاكتشاف المؤديين وعارضى الأزياء الموهوبين، حيث ظهرت بجانب الممثلة روبى فى أحد الإعلانات الدعائية لشركة أدوات كهربائية الراقصة فريدة شريف والتى تملك أكثر من 500 آلاف متابع على المنصة.
وفى نسخة أخرى من نفس الإعلان ظهرت فريدة مع عدد كبير من زملائها فمنهم المعروف باسم «بينز» وأخرى كنزى ويعمل كل منهم كراقصين فى أحد استوديوهات الرقص المعروفة بالشيخ زايد، حيث سبق وأدوا خلف المغنى ويجز وغيره من الفنانين.
وانضم لهم التيك توكر سلمى ياسر بأكثر من 3 ملايين متابع، فى أحد إعلانات المشروبات الغازية، وكذلك أحد الفتيات التى تدعى جومانا لشركة رقائق بطاطس بمفردها، هذا ويتجه العديد من الممثلين الحاليين بالتحديد الشباب منهم إلى منصات التواصل الاجتماعى ومقاطع الفيديو القصيرة كتويتر وتيك توك ليكونوا على مقربة من جمهورهم ويتواصلوا معهم بشكل أسرع.
ويبقى السؤال: هل عدم التوازن الذى يشهده الوسط الفنى سببه عدم مواكبة الجيل القديم لسرعة إيقاع الحياة ومتطلبات العصر، أم أن المخرجين أصبحوا يبحثون عن الخيار الأسهل، وضم أصحاب المشاهدات الضخمة على مواقع التواصل الاجتماعى متجاهلين حرفيى المهنة والأكثر قدرة على تلبية متطلباتها؟!
نقلا عن العدد الورقي