الصعيدي المخضرم، دراما رمضان 2023 تعيد أحمد ماهر إلى الساحة الفنية
ملحمة تمثيلية يقدمها لنا الفنان الكبير أحمد ماهر في دراما رمضان 2023، العام الذي شهد رد الإعتبار لفنان كبير بعد سنوات من التجاهل وعدم التقدير لتلك الموهبة النادرة في عالم الفن المصري.
يبدع الفنان أحمد ماهر هذا العام ما بين إتقان اللهجة الصعيدية وتقمص الشخصيات والتعايش مع أحداث العمل، يجعلك تشعر بأن هذه هي شخصيته الحقيقية، تجلس تشاهد العمل وأنت تشعر بأن هذا الشخص حقيقي وليس شخصية مقتبسة مكتوبة على الورق لتخرج بهذا الشكل.
يظهر الفنان الكبير في عملين في دراما رمضان، الأول هو “المداح 3: أسطورة العشق”، مع حمادة هلال، والثاني هو “بابا المجال” مع مصطفى شعبان، وعلى الرغم من أنه يظهر في المسلسلين بشخصية صعيدي، إلا أن الشخصيتين مختلفتين تمامًا.
في مسلسل “المداح 3" يظهر الفنان الكبير بشخصية “الحاج سليم”، خال ”أمينة" التي تقوم بشخصيتها سلمى أبو ضيف، والتي تتعرض لأذى كبير من الجن، في الوقت الذي يحاول فيه شقيقها “حمزة”، الذي يقوم بشخصيته أحمد كشك، إيذائها للتخلص من الجنين الذي في بطنها.
أحمد ماهر يجسد شخصية الخال كبير العائلة الصعيدية، ما بين الحزم في مواقف كثيرة التي تستدعي الإنفعال والصوت العالي والشدة، وما بين اللين والضعف الذي يناله أوقات كثيرة بسبب حبه لإبنة شقيقته التي يحبها ويخاف عليها وتجعله فاقد القدرة على التصرف والجمود والعجز، يغرق المشاهد في روعة أداء الفنان الكبير أحمد ماهر.
تشعر وكأنه يمثل بميزان حساس، يعرف متى يتحدث ومتى ينفعل ومتى تتوقف كلماته، حتى نظرات عينيه تتغير ما بين موقف وآخر، تجحظ في مواقف الانفعال وتنغلق الجفون على العين قليلًا في مواقف الضعف والهوان، حتى نبرة صوته غريبة، وكأنه يغني بمقامات مختلفة في نفس المشهد، وصولًا إلى حركات الجسد التي تكمل جمال المشهد.
وفي مسلسل “بابا المجال” يقدم أحمد ماهر شخصية “عشم” الرجل الصعيدي المسجون الذي ينتظر الخروج من السجن للأخذ بثأر ولده، حيث سيقتل “زين” الذي يقوم بشخصيته مصطفى شعبان، ابن صديقه “زكريا الديب” الذي يقوم بدوره القدير رياض الخولي، ظنًا منه أن “زكريا” هو من قتل ابنه، ولحسن الحظ أن السجين المقرب له في عنبره هو الشيخ التقي الورع “ريحان” جد “زين”، والذي يحاول منعه من قتل حفيده بإنارة بصيرته وحثه على التقرب من الله.
وعلى الرغم من قلة مشاهد أحمد ماهر في المسلسل، والتي تجمعه بالفنان القدير صبري عبد المنعم، إلا أن مشاهده تعتبر الأفضل في العمل بالكامل، مشاهد يتحدث فيها “عشم” المفتور قلبه على ابنه والذي يكوى بنار الفقدان، فما بين تقربه من الله ورغبته في رضاه وحبه للشيخ “ريحان” تغلي النار في قلبه لمقتل ابنه، ويتآكل قلبه يومًا بعد يوم بسبب فقده، ويعد الأيام والليالي للخروج للأخذ بثأر من ابن “زكريا”، الشاب الذي كان يحبه في طفولته ولكنه مجبر على قتله، فقط لكي تبرد نار قلبه وليس حبًا في قتله.
دموع يزرفها الفنان الكبير أحمد ماهر في تلك المشاهد بكل صدق وتلقائية لدرجة تشعرك بأنه لا يمثل وأنه صدق تلك الأحداث بالفعل، يخرج صوته بحرقه من حنجرته وهو يتحدث بصوت مبحوح من كثرة البكاء، صوت يوضح لك كم بكى هذا الشخص في سنواته الماضية، أداء يجعلك تتوجع لوجعه وتدمع عينك على الأقل وأنت تشاهد تلك الحرقة وتشعر بالنار التي بداخله، إبداع لا يمكن تلخيصه في سطور قليلة.
أضف إلى كل هذا إتقانه الشديد والرائع للهجة الصعيدية التي تجعلك تشعر وأنت تشاهده أنك تشاهد رجل تربى في جنوب مصر، وليس مواليد بولاق أبو العلا في قلب القاهرة، إتقان لدرجة التميز يصعب معه الإشادة فقط، فهو يستحق أكثر من ذلك بكثير.
أداء هو الأفضل والأروع في الدراما الرمضانية، ليس هناك من يستطيع تقديم ما يقدمه أحمد ماهر في الدراما المصرية هذا العام، أداء يعيد للفنان الكبير مكانته بعد سنوات من التجاهل وعدم التقدير لفنان كبير يملك من الأدوات التمثيلية ما لا يملكه الكثيرين ممن هم على الساحة والذين يحتمون بوهم التريندات واللايكات، فالفن الحقيقي يبقى ويستمر ويخلد ذكرى صاحبه.
كل التقدير لفنان كبير أثرى دراما هذا العام واستحق من التقدير ما يناسب موهبته الكبيرة.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد،المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
