رئيس التحرير
عصام كامل

رهن ساعته ومعطفه مقابل الإفطار.. محمد عبد الوهاب يروي ذكرياته في رمضان

موسيقار الأجيال فى
موسيقار الأجيال فى ملابس كاريكاتيرية فى سهرة رمضانية

الموسيقار محمد عبد الوهاب عرف بالإتزان والهدوء فى سلوكه مع الآخرين إلا أنه فى سهرات شهر رمضان يكون أكثر انبساطا ويحكى أنه مر بمواقف طريفة كثيرة فى حياته فى شهر رمضان.

 وفى مجلة “ أهل الفن ” في رمضان عام 1965 كتب موسيقار الأجيال ـ كما لقب ـ  مقالا عن ذكرياته الرمضانية فى مواقف مختلفة فكتب يقول: منذ انتقلت من مرحلة الطفولة إلى الشباب شهد الجميع حولى أن صوتى جميل فاختارونى للأذان فوق مئذنة مسجد سيد الشعرانى بباب الشعرية لأدعو الناس إلى الصلاة طوال شهر رمضان وكنت أسعد جدا بذلك احتفالا بالشهر الكريم.

 

موقف صعب فى باريس 

وأكمل الموسيقار محمد عبد الوهاب: فى بداياتى الفنية وقبل أن أظهر فى السينما ولم يعرف عنى أحد سوى صوتى، كنت فى باريس وقد حل شهر رمضان وانتهت كل النقود التى كانت معى ولم أملك سوى 20 فرنكا وكان الجنيه المصرى يساوى 200 فرنك وكنت مطمئن لأنى فى الصباح سأذهب إلى البنك لأصرف الشيك الذى معى بآلاف الفرنكات، وما حدث إني تأخرت فى النوم وعندما ذهبت إلى البنك وجدته قد أغلق أبوابه فواجهتنى أعقد مشكلة واجهتها فى حياتى وهى مشكلة الأكل خاصة وإنى كنت صائما، رحت اطوف مقاهى باريس لعلى أعثر على صديق اقترض منه لحين صرف الشيك لكنى لم أعثر على أحد.

وتابع: ذهبت إلى جامع باريس ويقع بجانبه مطعم شرقى مملوك لأحد المصريين أعرفه ويعرفنى تماما منذ كنت أحضر إلى باريس بصحبة أمير الشعراء أحمد  شوقى، إلا أنه لسوء الحظ لم يكن موجودا وطلبت اتناول الطعام وتمهلت فى تناوله حتى يحضر صاحب المطعم، والعيون حولى تتفحصنى ومضى ساعة وساعة أخرى فناديت الجرسون وحكيت له الموقف وقلت له أنا الموسيقار المصرى محمد عبد الوهاب، وقدمت له ساعتى ومعطفى ورجوته أن يكونا رهنا عنده حتى الصباح.


و أضاف محمد عبد الوهاب: كانت المفارقة وجدت أن الحساب تم دفعه منذ اللحظة التى دخلت فيها المطعم، فقد اتصل الجرسون بصاحب المصنع وأبلغه بوجودى بل أن الجرسون أخذ منى الشيك ودفع ثمنه لى كاملا بعد خصم ثمن الوجبة فكان بالنسبة لي نجدة من السماء.

 

افتتاح مطعم الجندول 

وعن موقف آخر قال الموسيقار محمد عبد الوهاب: لى ذكرى جميلة فى رمضان  فى أثناء سهرة سحور أقمتها فى بيتى بمناسبة رمضان بمناسبة افتتاح عمارتى الضخمة الكائنة برقم 14 شارع فؤاد ـ 26 يوليو حاليا ـ واسمها عمارة الجندول نسبة إلى الأغنية التى كتبها على محمود طه وقمت بغنائها، فى حضور زوجتى أم الأولاد ومحمد فوزى ومديحة يسرى وشادية، قلت يومها إني سأقيم مشروعا بسيطا فى أحد دكاكين العمارة لبيع ساندوتشات الفول والطعمية لأن رائحة الطعمية تلخلخ ركبى وهى أحلى وأطعم  من الكباب وأنه سيعلن يوميا على أبواب دور سينما  شارع فؤاد عن ساندوتشات الطعمية، ولاقت الفكرة قبولا شديدا من أهل الفن الذين تزاحموا على باب العمارة من أجل تناول الفول والطعمية فى السحور لكن لم يستمر مشروعى سوى يوما واحدا لأن السندوتشات خرجت مجانى وأغلقت المحل.

الجريدة الرسمية