عشق القبح
العشق هو فرط الحب والإعجاب، وربما يتمكن العشق من الشخص فيتحول إلى حالة مرضية تحدث نتيجة للمغالاة الشديدة فى الحب، وربما يأتى بآثار سلبية على شخصية العاشق التى تدفع الشخص المصاب لأن يرتكب تصرفات غير منطقية ليست عقلانية.
والعشق نوعان إيجابى وسلبى؛ فالايجابى عشق الجمال وحب الخير للآخر والقيم السامية التى تنمو بالإنسان خلقيًا وأدبيًا ودينيا، أما العشق السلبى مثلاً عشق القبح وجميع الوسائل التى تبعد الإنسان عن التحلى بالقيم الإنسانية الرفيعة مثل الحب والود والصداقة..
وبالنظر إلى مصرنا الحبيبة، فنجدها أصيبت فى مقتل خاصة بعد تملك التيارات الدينية زمام الأمور، فأصبح العديد من المصريين عاشقين ليس للجمال بل للقبح والتخلف، بل الأدهى أن مصر أصبحت دولة طاردة للسياح جاذبة لرموز التخلف والتطرف من غلاوة الإسلاميين مثل الشيخ "العريفى" الذى لاقى فى مصر ترحابًا فاق كل التوقعات، ففتح له الأزهر منبره ليخطب فيه، وبما إنه سعودى الجنسية فكان لابد من إلقاء خطبة من مسجد عمرو بن العاص حفيده السابق.
هذا وتعجبت الصحف السعودية من الهالة والترحاب الذى لاقاه "العريفى" بل وكتبت عنه جريدة عكاظ السعودية مقالا للصحفى السعودى خلف الحربى، بعنوان "خذوه"، يحمل دعوة للمصريين بالحصول على خدمات الشيخ العريفى، متعجبًا من ترحيب المصريين به بقوله: "احتفاء أشقائنا فى مصر بالشيخ محمد العريفى يبهجنا، لأنه قد يكون مقدمة لأن يعجب علماء مصر المحروسة وشعبها الطيب بعلمه وأدبه وحلاوة لسانه، فيحلفون عليه بأغلظ الأيمان أن يبقى فى ديارهم ليغرقهم ببحر علمه الغزير حتى يصل الماء منتصف الأذنين".
وسخر الكاتب حمود أبوطالب فى عموده "تلميح وتبصير"، "ماذا يفعل العريفى فى مصر؟"، متعجباً من ترحيب بلد بحجم مصر مكتظة بالعلماء والمفكرين والدعاة بالداعية السعودى، " لكن أن يحدث ذلك فى مصر فإنه مشهد مثير يضع عددا لا نهائيا من علامات التعجب والاستفهام"، وسخر بالاكثر من أن احتفاء المصريين به وصل لمحاولة حمل سيارته أمام جامع عمرو بن العاص فى القاهرة بعد خطبة الجمعة الماضية.
من أهم أقوال وتعاليم الشيخ العريفى هذا الوهابى المدعو الشيخ العريفى الذى جاء من بلاد الوهابيين ليخطب فى المصريين اليوم، من أشهر ما أفتى به سفك الدماء وسحق الجماجم وتقطيع الأجزاء شرف للمسلم الحق! نبينا كان يبيع الخمر ويهديه! لا يجوز للفتاة أن تجلس منفردة مع أبيها! حزام الأمان حرام لأنه يمنع القضاء والقدر! لا يجوز للمرأة نزول البحر لأنه مذكر وهى مؤنث!! أباح للمجاهدين فى سوريا بنكاح السوريات فوق الـ14 عاما لمدة ساعات فقط، حتى يترك الفرصة لغيره من المجاهدين فى نكاحهن!!
بعد كل ذلك للأسف لقد تحول العديد من المصريين من عشق الجمال لعشق القبح، وتحولوا عن حبهم لمصرهم وثقافتهم النيلية الى عشق للتصحر والقبح.. والترحيب بـ"العريفى" يؤكد ذلك وتناسى العديد من المصريين أن مصر لديها الأزهر وعلمائه الوسطيين قبل أن يغزوها أموال البترودولار وتناسوا أن مصر بلد العلماء، فلهثوا وراء شيخ قادم من بلد وهابية وتزاحموا حتى قربوا لحمل سيارته من على الأرض حتى وصلوا إلى درجة من العشق لشيخ منغلق الفكر من خلال كلماته الذى وصمته بأنه لا يرى فى صورة المرأة إلا عورتها فقط وإنها منبع للتمتع فقط... حتى لو كانت هذه المرأة ابنته الذى نهاها فى خطبه عن الاختلاء بأبيها لئلا تقع فريسة له ؟؟؟؟!!! هذا الشيخ الذى فى خطبه مجد تحطيم الجماجم وتقطيع الأجزاء البشرية والقتل والسحل والإرهاب ....
فكان الله فى عون مصر التى كانت تضارع فى عهد الخديو "إسماعيل" مدن عالمية باريس وروما وتتنافس على لقب أجمل مدن العالم لتصبح فى عهد الإخوان المدينة المغناطيسية لدعاة القبح والتطرف والتخلف....
وقريبًا .. أبشروا فى عهد الإخوان سوف يأتى "الظواهرى"، ليفتح مصر من جديد بعدما فتحها الإخوان، ربما يحدث هذا على يد الشيخ "حازم أبوإسماعيل" الذى غازله "الظواهرى" لتزيد من تخلف وتطرف العديد من المصريين وتزيدها قبحا على قبح.
Medhat00_klada@hotmail.com