نادية حلمي: التحالف الصيني الروسي يكلف أمريكا 500 مليار دولار سنويًا
الدولار ، قالت الدكتوره نادية حلمى، أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف – الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية إن هناك محاولات تتزعمها الصين وروسيا منذ فترة طويلة لإسقاط دور الدولار الأمريكى كرائد فى التجارة العالمية، موضحة أن السبب يعود لرغبة الدولتين فى إضعاف هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم سياسيًا وإقتصاديًا وتكنولوجيًا، ضمن السعى لخلق نظام عالمى متعدد القطبية لا تتبوأ فيه الولايات المتحدة الأمريكية مركز الصدارة أو الهيمنة عالميًا.
الروبل واليوان
الدولار ، واكدت فى تصريح لـ"فيتو" ان الجانبين الصينى والروسى أبرما إتفاقيات أتاحت بنودها لبلديهما فرصًا أكبر مما هي عليها كقوتين إقتصاديتين لرفع مستوى المبادلات التجارية، مستخدمتين فى ذلك عملتيهما الروبل واليوان لفك الإرتباط بالدولار الأمريكى، وهو ما إعتبره مراقبون وإقتصاديون بمثابة توجيه ضربة قاضية للدولار الأمريكى، والذى يعتبر وحدة التعاملات العالمية الأوحد، بل إن هناك من إعتبرها القنبلة الروسية التى ينتظر أن تنفجر في وجه الإقتصاد الأمريكى فى أى لحظة، لاسيما مع تزايد التكهنات بأن تنضم الدول الأخرى إلى مجموعة البريكس، والتى تضم كل من البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، إلى الحلف الروسي الصيني.
فك الارتباط بالدولار الأمريكى
الدولار، وتابعت: اتخذت العديد من الدول في العالم خطوات مشابه للصين وروسيا فى فك الإرتباط بالدولار الأمريكى، حيث أعلنت البرازيل والأرجنتين إستعدادهما لإطلاق عملة مشتركة بينهما تشبه اليورو، كما تعمل روسيا وإيران معًا فى الوقت الحالى على إنشاء عملة مشفرة مدعومة بالذهب لإستخدامها فى حركة التجارة العالمية، كما وقعت دولتى الإمارات والهند إتفاقية تجارة حرة عام ٢٠٢٢، بهدف زيادة المعاملات غير النفطية مع طرح فكرة إجراء تجارة غير نفطية باستخدام الروبية الهندية.
تعاملات البلدين بعملتيهما فى المبادلات التجارية
الدولار، واستطردت فى حديثها قائلة: حسب الاتفاق الروسى - الصينى، فإن تعاملات البلدين بعملتيهما فى المبادلات التجارية يهدف للحد من سيطرة الدولار الأمريكى عالميًا وفى دائرة أصدقائهم وحلفاؤهم، وتتوقع دائرة الجمارك الإتحادية الروسية أن ترتفع معدلات التبادل بالعملات المحلية بينهم وبين الصينيين وشركاؤهم الآخرين بمعدل الضعف.
العملاقين الاقتصاديين الصيني والروسي
وأضافت: تعد تلك الإتفاقية المبرمة بين العملاقين الإقتصاديين الصينى والروسى، واللذين يشكلان مجتمعين تهديدات غير مسبوقة للدولار وللإقتصاد الأمريكى، لم تتوقف عند المبادلات السلعية التقليدية فحسب، بل شملت أيضًا سلعة النفط ومشتقاته، وهو ما يتوقع أن يكبد الولايات المتحدة الأمريكية خسارة تصل إلى ١٧ تريليون دولار، ولتلك الخطوة تأثيرات متوقعة على العديد من إقتصاديات العالم، والتى ترتبط إرتباطًا وثيقًا بالدولار، وعلى رأسها الإقتصاديات الخليجية والعربية، خاصةً وأن النفط يشكل أكثر من ٩٠% من العوائد المالية لبلدان الخليج والمنطقة.
كما أنه من المتوقع أن تنضم إلى الحلف الروسي الصينى فى فك الإرتباط بالدولار العديد من دول البريكس الأخرى، وهو ما سوف يقوى كفة هذه المجموعة، كمهدد رئيسي للدولار والاقتصاد الأمريكى وجميع الإقتصاديات المرتبطة به، والمعروف أن روسيا تشكل قوة عالمية عملاقة في صناعة النفط والغاز، وتحتاج الصين بشدة إلى المزيد من الطاقة لتغذية نمو إقتصادها الذي يتوقع أن يتربع على عرش قائمة أقوى الإقتصادات فى العالم خلال السنوات القليلة المقبلة.
خسارة الدولار الأمريكي نحو ٥٠٠ مليار دولار
وتابعت: قرار وقف التعامل بالدولار بين دولتى الحلف الإقتصادى الجديد الصينى والروسى، يعني خسارة أمريكا نحو ٥٠٠ مليار دولار سنويًا فى سوق المبادلات التجارية، ومع بدء تغذية السوق الصينى بالطاقة، وفق الإتفاقية التي تم توقيعها بين البلدين، وإحتساب قيمة الصفقات بعملتى البلدين المحليتين، فبناءً عليه سوف تتعاظم حجم الخسائر التراكمية للدولار، مما سوف يؤدى إلى تسريع إنهياره. ونجد أن الجانبين الصينى والروسى يعملان الآن على تنظيم قنوات للدفع بين الشركات الروسية والصينية، وهذه القنوات ستكون صلة وصل بين منظومتى الدفع الروسية والصينية.
وفى خطوة جديدة نحو التخلى بشكل تام عن الدولار الأمريكى، أعلنت البرازيل كواحدة من أهم إقتصاديات مجموعة تجمع البريكس إقتصاديًا إبرام إتفاقية جديدة مع الصين للإتفاق على إستخدام عملتيهما المحليتين فى التبادل التجاري فيما بينهما، بدلًا من إستخدام الدولار.
وجاء هذا الإتفاق خلال منتدى الأعمال الصينى البرازيلى رفيع المستوى فى العاصمة بكين فى ٣ إبريل ٢٠٢٣، ويعد بمثابة خطوة جديدة تضاف لسلسلة من الإتفاقيات السابقة نحو التعامل بالعملات المحلية بدلًا من الدولار الأمريكى، فيما تستمر الصين وروسيا بضم المزيد من الدول إلى دائرة البلدان المتعاملة باليوان والعملات المحلية فى التجارة الخارجية لضرب وإضعاف قيمة الدولار الأمريكى عالميًا.