رئيس التحرير
عصام كامل

علماء المناخ يحذرون من ظاهرة تهدد العالم بموجات حارقة وعواصف مدمرة

ظاهرة النينيو، فيتو
ظاهرة النينيو، فيتو

أبدى عدد من علماء المناخ مخاوفهم من استوحاش ظاهرة النينيو خلال الأشهر المقبلة، خاصة بعدما نسب إليها العديد من المظاهر الطبيعية.

 

ظاهرة النينيو

وتوقع العلماء أن تحدث النينيو، وهي  ظاهرة مناخية عالمية، تأثيرات جذرية تطال مختلف أنحاء الكوكب عندما تعود خلال الأشهر المقبلة، بداية من موجات حر حارقة إلى عواصف عنيفة بل وتؤثر على الطقس والحياة البحرية أيضا.


وغالبا تحدث النينيو بشكل غير منتظم على فترات تتراوح بين سنتين وسبع سنوات، ومع ذلك فإن ظاهرة النينيو ليست دورة منتظمة أو يمكن التنبؤ بها بمعنى المد والجزر في المحيطات.

 

ما هي ظاهرة النينيو؟

ظاهرة النينيو هي نمط مناخي يصف الاحترار غير العادي للمياه السطحية في شرق المحيط الهادئ الاستوائي، حيث تؤثر على درجات حرارة المحيطات وسرعة وقوة التيارات البحرية، والطقس المحلي من أستراليا إلى أمريكا الجنوبية وما وراءها.

 

وتشير التوقعات المبكرة إلى أن ظاهرة النينيو ستعود خلال عام 2023 ما يؤدي إلى تفاقم الطقس المتطرف في جميع الأنحاء وهذا يجعل من المحتمل أن يتجاوز ارتفاع درجات الحرارة في العالم 1.5 درجة مئوية.

ووفقا لموقع euronews، فإن من المتوقع أن يكون العام الجاري أكثر سخونة من عام 2022، والعام الخامس أو السادس الأكثر سخونة على الإطلاق، مع الإشارة إلى أن العام الأكثر سخونة في التاريخ المسجل كان 2016، الذي كان مدفوعًا بظاهرة النينيو.

 

ونسب الموقع الأوروبي لهذه الظاهرة إمكانية وقوفها وراء حدوث تأثيرات جذرية في أنحاء العالم خلال الفترة المقبلة، من موجات حر حارقة إلى عواصف أقوى من المعتادة.

 

ظاهرة النينيو وموجات الحر القاسية

تدفع ظاهرة النينيو المياه الدافئة في المحيط الهادئ شرقًا مما يتسبب في تحرك التيار النفاث للمحيط الهادئ جنوب موقعه المحايد، ما ينتج عنه طقس جاف ودافئ في شمال الولايات المتحدة وأمطار غزيرة وفيضانات في ساحل الخليج وجنوب شرق الولايات المتحدة.

 

وتطال آثار النينيو العديد من القارات والدول، فمثلا في القارة العجوز قد تؤدي إلى فصول شتاء أكثر برودة وجفافًا في الشمال وشتاء أكثر رطوبة في الجنوب.

 

وحذر المركز الدولي للتحقيق في ظاهرة النينيو (CIIFEN)، الجمعة، من ارتفاع درجة حرارة سواحل جنوب الإكوادور وشمال بيرو بسبب ظاهرة النينيو، التي ستؤدي إلى هطول أمطار غزيرة لعدة أشهر، حسبما ذكر موقع telesurenglish.

 

وفي تقرير عن الآثار المتوقعة لهذه الظاهرة خلال العام، رأت صحيفة الجارديان أنه "من المحتمل جدًا أن تؤدي النينيو الكبيرة المتوقعة خلال 2023 إلى تجاوز 1.5 درجة مئوية".

 

وقال البروفيسور آدم سكيف، رئيس قسم التنبؤات بعيدة المدى في مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة: "نحن نعلم أنه في ظل تغير المناخ ستزداد تأثيرات ظاهرة النينيو قوة، ويضاف هذا إلى تأثيرات تغير المناخ نفسه والذي يتزايد باستمرار".

 

وتابع: "في ظل هذين الأمرين من المحتمل أن نشهد موجات حر غير مسبوقة خلال ظاهرة النينيو المتوقعة هذا العام".

 

يمكن أن تؤدي ظاهرة النينيو إلى ارتفاع درجات الحرارة في الهند أيضا، التي تعاني بالفعل من موجات حر مبكرة بشكل غير معتاد.

 

وقال كيرين هانت، عالم الأبحاث بجامعة ريدينج في إنجلترا، إنه  خطر مركب لأن موجات الحرارة وظاهرة النينيو تميل إلى تأخير بداية الرياح الموسمية".

 

بينما اعتبر البروفيسور جيمس هانسن، من جامعة كولومبيا في نيويورك، أن العام المقبل 2024 سيكون خارج الرسم البياني باعتباره العام الأكثر دفئًا على الإطلاق بفعل ظاهرة النينيو المتوقعة خلال 2023.

 

وقال: "من غير المحتمل أن تستمر ظاهرة النينيو الحالية لمدة عام رابع، وحتى إذا استمرت فإن القليل من ظاهرة النينيو كاف لتسجيل درجة حرارة عالمية قياسية، مع الأخذ في الاعتبار أن انخفاض تلوث الهواء في الصين الذي يحجب أشعة الشمس يؤدي أيضًا إلى زيادة التدفئة".

 

البروفيسور تيم بالمر، من جامعة أكسفورد، اعتبر أن  العلاقة بين الطقس المتطرف ومتوسط درجة الحرارة العالمية ليست قوية، لكن التأثيرات الديناميكية الحرارية لتغير المناخ ستؤدي إلى حدوث حالات شاذة خلال عام النينيو ويعد هذا أكثر تطرفًا".

 

وعن حجم ظاهرة النينيو المحتمل المتوقع خلال الأشهر المقبلة، قال البروفيسور آندي تيرنر، من جامعة ريدينج: "تشير العديد من نماذج التنبؤات الموسمية إلى وصول ظروف معتدلة لظاهرة النينيو اعتبارًا من صيف 2023"، أي أن الصورة ستكون أكثر وضوحا بحلول يونيو وفقا لـ"الغارديان".

 

كيف تؤثر ظاهرة النينيو على الطقس؟

يرى علماء المناخ أن نوبات النينيو سيكون لها تأثير كبير على الأحوال الجوية في جميع الأنحاء، ونتيجة لهذه الظاهرة سيواجه العالم موجات حر أكثر حدة ومواسم حارة مطولة وعواصف أقوى.

 

وقال إيجيل كاس، القائد العلمي للمركز الوطني لأبحاث المناخ في الدنمارك، لشبكة CNBC، إنه من المهم أن نذكر أن هناك الكثير من ظواهر الطقس والمناخ المرتبطة بظاهرة النينيو.

 

على سبيل المثال، من المرجح أن تشهد المناطق الشمالية من أمريكا الجنوبية انخفاضًا في هطول الأمطار وتتعرض لخطر متزايد من الحرائق والجفاف.

 

ويمكن أن تكون إندونيسيا أيضًا أكثر جفافًا من المتوسط، حيث يتجه هطول الأمطار إلى المحيط الهادئ ما يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات، وفي الوقت نفسه قد تؤدي الظروف الأكثر جفافًا في شرق أستراليا إلى زيادة مخاطر الجفاف والحرائق.

 

ووفقا لموقع euronews، قد تنخفض الأمطار الموسمية في الهند وجنوب أفريقيا بينما قد تتعرض شرق أفريقيا لمزيد من الأمطار والفيضانات.

 

وقال البروفيسور آدم سكيف: "يمكن أيضًا الشعور بآثار ظاهرة النينيو في مناطق خطوط العرض الوسطى في نصف الكرة الشمالي، مع احتمال وجود ظروف أكثر رطوبة في إسبانيا من الصيف فصاعدًا".

 

كما تزيد ظاهرة النينيو من نشاط الأعاصير في المحيط الهادئ، مما يعني أن أماكن مثل هاواي ستكون معرضة لخطر الأعاصير المدارية.

 

تأثير ظاهرة النينيو على المحيطات والحياة البحرية

رصد العلماء ارتفاع درجات حرارة المحيطات بشكل مطرد على مدى السنوات العديدة الماضية، حتى عندما كانت ظاهرة النينيو الباردة تسيطر بقوة على المحيط الهادئ.

 

وأفاد العلماء في يناير بأن المحيطات كانت دافئة بشكل قياسي خلال السنوات الأربع الماضية، ثم في منتصف مارس لاحظ علماء المناخ أن درجة حرارة سطح البحر العالمي ارتفعت إلى مستوى جديد.

 

هذا الاتجاه المذهل يقلق الخبراء بشأن ما يمكن أن يحدث في المستقبل، خاصة وأن التوقعات تشير إلى أن ظاهرة النينيو تحل بداية هذا الصيف ومعها تأثيرات مثل الحرارة الشديدة والأعاصير المدارية الخطيرة وتهديد كبير للشعاب المرجانية الهشة.

 

وتهدد النينيو الحياة البحرية على طول ساحل المحيط الهادئ، ففي الظروف العادية تجلب ظاهرة تُعرف بالارتفاع إلى السطح مياها باردة وغنية بالمغذيات من أعماق المحيطات.

 

لكن عند حدوث ظاهرة النينيو يتم قمع هذه العملية أو إيقافها تمامًا، وهذا يعني قلة العوالق النباتية على طول الساحل مما ينتج عنه طعام أقل لأسماك معينة.

 

أيضا يتسبب الماء الدافئ في ابيضاض الشعاب المرجانية مما يجعلها أكثر عرضة لخطر المجاعة.

 

وقد يصل تأثير النينيو إلى جليد "أنتاركتيكا" ليزيد وضعها سوءا، ففي وقت سابق من هذا العام تراجعت مستويات الجليد في القارة إلى أدنى مستوياتها القياسية للمرة الثانية في عامين، ما أثار مخاوف من أن يكون الجليد الآن في اتجاه هبوطي حاد.

 

ويمكن أن تساعد ظاهرة النينيو في تسريع هذه العملية، وفقًا لبحث حديث وجد صلة بين قوة وتواتر أحداث النينيو وسرعة ذوبان الجليد في القطب الجنوبي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية