هالة صدقي: أي فنان لا يجدد أدواره يقضي على نفسه.. وندمانة لرفض بعض الأدوار الشعبية (حوار)
>> نجاح توحيدة في "أرابيسك" جعلني أتنوع في اختيار شخصياتي وأدواري
>> كنت أشاور والدتي في أدواري بعد وفاتها أصبحت أنا المسئولة عن اختياراتي
>> المخرج محمد سامي ماهر في رسم شخصيات العمل الدرامي
>> التنوع في الأدوار هو سر الفنان الناجح
>> كل مخرج يسعى إلى حصر الفنان في قالب واحد للاستسهال
>> شاركت في مسلسل "سره الباتع" بدون قراءة الدور بسبب خالد يوسف
من «رحلة المليون» لـ«أرابيسك»، توهجت الفنانة هالة صدقى، وقدمت عددا من الأدوار الاستثنائية التى حفرت اسمها فى تاريخ الفن المصرى، منذ ثمانينيات القرن العشرين والشهرة تلاحق «هالة» وإن كانت لم تحصل بعد على التقدير اللازم لموهبتها المتفجرة، التى مكنتها من تنويع أدوارها بعبقرية، من الكوميديا إلى التراجيديا، ما جعل أهم المخرجين يحرصون بشدة على التعاون معها، لاسيما أنها تجيد بشدة انتقاء أدوارها على أسس احترام عقلية جمهورها.
«فيتو» حاورت الفنانة هالة صدقى لمعرفة كواليس تواجدها فى السباق الرمضانى لهذا العام بمسلسلى «سره باتع» و«جعفر العمدة»، وإلى نص الحوار:
*فى البداية.. حدثينا عن كواليس المشاركة فى مسلسلى "سره باتع" و"جعفر العمدة"؟
كواليس مسلسل "سره باتع" حملت الكثير من الصرامة والجدية بما يتناسب من الأحداث، وقدمت عشرة مشاهد فقط، ومع ذلك لم يكن هناك مجال للراحة.
الأمر يختلف فى كواليس مسلسل "جعفر العمدة"، كانت لطيفة وأكثر راحة، لكن بشكل عام فى الكواليس إحنا مش رايحين نهزر، وقت الشغل صعب.
*هالة صدقى كانت تتمنى فى السابق العمل مع المخرج محمد سامى، ماذا عن ملامح التجربة بعد العمل معه؟
نعم حدث ذلك لأن 90% من الزملاء بالوسط الفنى يجعل منهم المخرج محمد سامى شكلا آخر، إذ يقوم بإخراج أفضل ما فيهم، لهذا كنت فى شغف وفضول لمعرفة لماذا يخرج الفنانون منهم أفضل ما لديهم معه، إلى أن جاءت لى الفرصة للمشاركة بدور صفية فى مسلسل "جعفر العمدة" ولم أتردد فى المشاركة بهذا الدور.
وبعد العمل مع محمد سامى، عرفت حقيقة ما كان يتردد عنه، فالرجل يحب الممثل ويجعله يحفظ تفاصيل كل شخصية، خاصة أنه كاتب العمل، وبشكل عام “سامي” ماهر فى رسم شخصيات العمل الدرامى، لهذا أتمنى العمل معه مرة أخرى لأن العمل معه متعة.
*ماذا عن ردود أفعال الجمهور على تنوع شخصيات هالة صدقى فى مسلسلات الموسم الرمضانى 2023؟
أي فنان غير متجدد فى أدواره سيفقد الشغف فى مهنته، وسيفشل فى تقديم أدواره”، وأرى دائمًا أنه عند نجاح المسلسل فى شخصية من الخطأ أن يقدمها أن يكررها مرة أخرى، وتقديم عدة أدوار أخرى تشبه لها، فهى طريقة مجربة فى القضاء على الفنانين.
لهذا بداية من دورى فى مسلسل "حارة اليهود"، قمت بعدها بتقديم شخصية جديدة فى مسلسل "ونوس"، وشخصية أخرى مختلفة عن الأخريات فى مسلسل "عفريات عدلى علام" ومن ثم قمت بدور الأم فى مسلسل "ليه لأ"، وأيضًا شاركت فى السباق الرمضانى السابق بشخصية ميسون فى مسلسل "أمل حربي".
باختصار، التنوع فى الأدوار هو سر الفنان الناجح، وكل مخرج يسعى إلى حصر الفنان فى قالب واحد للاستسهال، لكن الفنان هو الوحيد صاحب القرار فى الخروج من هذا القالب برفض تقديم الأدوار المتشابهة حتى لو كان يحتاج لمثل هذا العمل.
*هل هناك من يقدم لك استشارات حول أدوارك؟
كنت أحب أن أشاور والدتى، ولكن بعد وفاتها أصبحت أنا المسئولة عن اختيار أدوارى بناء على معايير أحددها، ولذلك أختارها بعناية شديدة لأننى الوحيدة المسئولة عنها أمام جمهورى.
*حدثينا عن شعورك بعد التعاون مع المخرج خالد يوسف فى مسلسل "سره باتع"؟
شعرت بالسعادة بعد عودة المخرج خالد يوسف لإخراج عمل كبير فى مسلسل "سره باتع"، ولم أتردد في قبولى لهذا الدور كضيفة شرف لأنى تعاونت سابقا مع المخرج خالد يوسف فى "إسكندرية نيويورك" و"هى فوضى" عندما كان مساعدا للمخرج يوسف شاهين، "وأنا أراه منذ زمن مخرج شاطر وأعرف قدراته كويس جدا".
ولا أنكر أن مشاركتى فى مسلسل "سره الباتع" كضيفة شرف تشجيع ومساندة لخالد يوسف بعد غياب طويل عن الإخراج، ولأننى أثق جيدا فى مهاراته كمخرج، لهذا وافقت على الشخصية بدون قراءة الدور.
*آخر دور شعبى قدمتيه كان فى مسلسل "أرابيسك"، ألا تشعرين بالخوف من رد فعل الجمهور على شخصية صفية في "جعفر العمدة"؟
بالعكس لم أخف على الإطلاق، بل شعرت بالتقصير تجاه شريحة كبيرة من جمهورى لعدم تقديمى دور شعبى خلال الفترة الماضية، ولكن خوفى من بقائى فى الدور الشعبى بعد نجاحى بشخصية توحيدة فى "أرابيسك" جعلنى أتنوع فى اختيار شخصياتى وأدوارى، ولكن أخطأت عندما رفضت بعض هذه الأدوار بحكم قلة الخبرة فى بدايتى.
*ما رأيك فى المسلسلات التى تنتج من قبل المنصات خاصة أننا شاهدنا طفرة فى المشاهدات التى تحققها؟
لا أراها وجبة دسمة للجمهور، بل هى إنتاج من أجل المتعة وما يميزها أنها بدون فواصل إعلانية، ولذلك الجمهور يستمتع بمشاهدة المسلسلات على هذه المنصات بدون قطع حبل أفكاره، ولكنها تظل بالنسبة لى لا ترسخ فى ذاكرة الجمهور، ولكن إذا جاء لى عمل لتقديمه على إحدى المنصات سأقدمه.
*ما سر اعتذار هالة صدقى عن دورها كضيفة شرف بمسلسل «رشيد»؟
كنت أتمنى مشاركتى مع ريهام عبد الغفور والمخرجة مى ممدوح فى أول أعمالها لأن فرصتها تأخرت بعض الشيء، ولكن لضيق الوقت لم أستطع تقديم أكثر من دور فى رمضان، وكان من المفترض أن أكتفى بمشاركتى بمسلسل "جعفر العمدة"، ولكن لأهمية الموضوع فى "سره باتع" وعودة المخرج خالد يوسف كان لزاما علىَّ أن أقبل دورى معه.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"