رئيس التحرير
عصام كامل

إخوان "الحرب الأهلية".. الردة الإخوانية تسيطر على المشهد السياسي.. القرضاوي يحرض على القتل والعنف.. وحجازي يدعو للاقتتال والاستشهاد من رابعة.. وعبد المقصود يصف الليبراليين بالمشركين المنافقين


يبدو أن الجماعة التي دعت في السابق إلى القضاء على العنف هي من تدعو له اليوم.. قيادات جماعة الإخوان الهاربين يحرضون على الحرب الأهلية من داخل ميدان رابعة العدوية.. وجاءت تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي، الداعية إلى الجهاد في مصر والعنف من أجل عودة الشرعية، كما يزعمون، لتؤكد أنهم إخوان العنف والحروب الأهلية.


خط رفيع يفصل بين ما تفعله الجماعات المنتمية إلى تيارات الإسلام السياسي لمساندة المعزول محمد مرسي، وما يُعرف بأنه أعمال إرهابية من شأنها إحداث الضرر ببنية المجتمع.

وعلى الرغم من وجود عناصر داخل الجبهة المعارضة لمرسي ترفض فكرة إعادة العمل بقانون الطوارئ والأحكام العرفية واستخدام العنف مع مؤيدي الرئيس السابق، وهي عناصر كان أغلبها جزءا من مظاهرات وأحداث على مدى الفترة الماضية، مثل أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو، وهي الأحداث التي لم تشارك الجماعة فيها ولم تؤمن بشرعية مطالبها، ولكن تظل هذه العناصر مؤمنة بأن المبادئ لا تتجزأ، وأن ما كان مرفوضًا يومًا ما لن يصبح مقبولًا عندما يكون الإخوان المسلمين هم الطرف الأضعف والأقل عددًا والأكثر عرضة للملاحقة والاعتقال.


وكشفت إحصاءات أن ضحايا أعمال العنف منذ 26 حزيران الفائت تجاوز 300 قتيل ونحو 3000 مصاب، وذلك بسبب استخدام الأسلحة البيضاء والرصاص الحي في الاشتباكات، تكشف تصريحات قيادات جماعة الإخوان المسلمين عن رغبتهم في محاكاة النموذج السوري، وخاصة الادعاء بوجود انشقاقات في القوات المسلحة، أو استضافة أشخاص يرتدون اللباس العسكري المصري في التظاهرات.

إلا أن التطور الأهم تمثل في عقد ممثلي التيارات الإسلامية بمجلس الشورى اجتماعًا في رابعة العدوية، وإعلانهم تكوين حكومة موازية، بما يهدد بتقويض مسار المرحلة الانتقالية في حال اعترفت بعض الأطراف الدولية بهذه الحكومة، أيضا انطلاق بعض الفتاوي المطالبة بالجهاد في سبيل عودة الشرعية.

وهناك العديد من فتاوى العنف والدم والقتل التي دعا إليها مشايخ ورموز رابعة العدوية والتي كانت بمثابة بابا للعنف والقتل والتخريب بلا رحمة لقد اتخذ هؤلاء الشيوخ موقف المحرض على القتل والعنف بالفتاوى والأحاديث، وشحنهم لقتل الكفار والمأجورين والعملاء والفلول.

قال صفوت حجازى أحد رموز العنف برابعة " اللى هيرش مرسي بالميه الإسلاميين هترشه بالدم، إحنا أصحاب الثورة وناسها، الرئيس مرسي لن يرحل وسيكمل مدته شاء من شاء وأبى من أبى".
وأضاف: "بيقولوا عاوزين استفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة بس إحنا الاستفتاء عندنا بالجسد والروح والعقول والأبدان، لن نسمح بأى انقلابات على الشرعية إلا على جثثنا، ولو على رقابنا جميعا مكملين، ويدعو للاقتتال والاستشهاد".

ووجه رسالة إلى المتظاهرين المؤيدين للرئيس محمد مرسي أمام مسجد رابعة العدوية قائلا لهم: تحية لكم أيها الأبطال المناضلون في سبيل الدين والشرعية، الله أتى بكم إلى هنا للدفاع عن الدين: العالم كله يعلم الآن من هم الإرهابيون والقتلة، ودعونا المعارضة للحوار ولكنهم رفضوا لأنهم يريدون القبض على الشرعية، القتل هو سلاحنا ضد من يدعون أنهم يدعمون الديمقراطية، ووصف الصراع الدائر الآن في مصر هو صراع بين الحق والباطل.

محمد عبد المقصود، نائب رئيس مجلس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وصف الليبراليين والعلمانيين بالمشركين المنافقين، وقال الله تعالى و"كان حقا علىَّ نصر المؤمنين"، ونصر الله قادم وإنا لننصر رسالتنا، والذي قوى تلك القلوب والحشود وأرهب الشرق والغرب من تلك القوة إنه الله وحده، الكل يرتجف الآن.

وقال وسط هتافات كبيرة من أنصار الشرعية والشريعة في فتوى غريبة: "إن قتلانا من الإسلاميين في الجنة لأنهم يسعون لتطبيق شرع الله وقتلى الفلول والمأجورين من العلمانيين في النار، لأنهم لا يريدون لشرع الله أن يتم تطبيقه على الأرض، ولم ينته عند هذا الحد في تكفير المصريين وقالها من على منصة رابعة العدوية للمصريين الله مولانا ولا مولى لكم، اللهم أهدى كل الخارجين على مرسي وإلا فأهكلهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر".

يوسف القرضاوي أحد شيوخ الدم دعا جميع المسلمين في أنحاء العالم لأن ينالوا الشهادة في مصر وألا يصمتوا على ما وصفه بالمجازر الوحشية بحق المئات، بالإضافة إلى مطالبته أمريكا بالتدخل.

لكل مقام مقال.. هكذا تبدل موقف جماعة الإخوان من رابعة العدوية من داعين عودة الشرعية بسلمية إلى زعماء عصابات يخربون ويقتلون دون أن يعارضهم أحد، لقد تناست الجماعة أنها توصلت إلى الحكم من خلال كسب ود الشعب بعد رفضها وإدانتها لعمليات فض المظاهرات والاعتصامات بالقوة، من قبل قوات الشرطة أو الجيش، وها نحن اليوم نرى «رِدَّة» إخوانية عن رأيهم السابق.
الجريدة الرسمية