رئيس التحرير
عصام كامل

تلاوة عذبة للقارئ الطبيب أحمد نعينع لآية الصيام (فيديو)

القارئ الطبيب أحمد
القارئ الطبيب أحمد نعينع

الدكتور أحمد نعينع، تقدم بوابة “فيتو” تلاوات رائعة لكبار القراء يوميا في شهر رمضان المبارك، حيث تضم الدكتور أحمد نعينع قارئ الرؤساء والقارئ بالإذاعة والتليفزيون والشيخ محمود الطوخي قارئ مسجد الفتح برمسيس، والشيخ محمود الخشت قارئ السيدة نفيسة رضي الله عنها، والشيخ عبد الفتاح الطاروطي، القارئ بالإذاعة والتليفزيون.

 

كما تضم التلاوات الشيوخ عبد الناصر حرك، وأحمد تميم المراغي، وهاني الحسيني، ويوسف حلاوة وطه النعماني، ومحمود عبد الباسط.

 

ويتلو علينا الدكتور أحمد نعينع، القارئ بالإذاعة والتليفزيون ما تيسر من آيات الذكر الحكيم من سورة البقرة يقول الله -تبارك وتعالى: فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (182) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)

 

تفسير شيخ الأزهر السابق

ونقدم في التقرير تفسيرا ميسرا للدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق، للآيات التي تلاها علينا فضيلة الشيخ أحمد تميم المراغي القارئ بالإذاعة والتليفزيون.

 

ويقول الدكتور طنطاوي، في تفسير الآيات السابقة: ثم توعد - سبحانه - من يبدل الوصية بطريقة لم يأذن بها الله فقال - تعالى -: {فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الذين يُبَدِّلُونَهُ}.


بدله: غير، وتغيير الوصية يتأتى بالزيادة في الموصى به أو النقص منه أو كتمانه، أو غير ذلك من وجوه التغيير للموصى به بعد وفاة الموصى.


سمعه: أي علمه وتحققه، وكنى بالسماع عن العلم لأنه طريق حصوله.


والضمائر البارزة في "بدله وسمعه وإثمه ويبدلونه" عائدة على القول أو على الكلام الذي يقوله الموصى والذي دل عليه لفظ الوصية أو على الإِيصاء المفهوم من الوصية، وهو الإِيصاء أو القول الواقع على الوجه الذي شرعه الله.


والمعنى: فمن غير الإِيصاء الذي أوصى به المتوفي عن وجهه، بعدما علمه وتحققه منه، فإنما إثم ذلك التغيير في الإيصاء يقع على عاتق هذا المبدل، لأنه بهذا التبديل قد خان الأمانة، وخالف شريعة الله، ولن يلحق الموصى شيئًا من الإِثم لأنه قد أدى ما عليه بفعله للوصية كما يريدها الله - تعالى.


وقد ختمت الآية بقوله - تعالى -: { إِنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ } للإِشعار بالوعيد الشديد الذي توعد الله به كل من غير وبدل هذا الحق عن وجهه، لأن الله - تعالى - لا يخفى عليه شيء من حيل الناس الباطلة، فهو - سبحانه سميع لوصية الموصى، عليه بما يقع فيها من تبديل وتحريف.

 

تعريف الصيام 

وبعد أن تحدثت السورة الكريمة عن القصاص وعن الوصية أتبعتها بالحديث عن عبادة عظيمة من العبادات التي جعلها الله - تعالى - ركنًا من أركان الإِسلام وهي صوم رمضان، فقال - سبحانه -:{ ياأيها الذين آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام... }الصيام مصدر صام كالقيام مصدر قام، وهو في اللغة: الإِمساك وترك التنقل من حال إلى حال، فيقال للصمت صوم لأنه إمساك عن الكلام ومنه قوله - تعالى - مخبرًا عن مريم: { إِنِّي نَذَرْتُ للرحمن صَوْمًا } أي: سكوتًا عن الكلام.


وصوم الريح ركودها وإمساكها عن الهبوب وتقول العرب: صام النهار وصامت الشمس عند قيام الظهيرة لأنها كالممسكة عن الحركة.
 

أما الصيام في عرف الشرع فهو - كما يقول الآلوسي - إمساك عن أشياء مخصوصة على وجه مخصوص في زمان مخصوص ممن هو على صفات مخصوصة.


وقد فرض الله - تعالى - على المسلمين صيام شهر رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة وعده النبي صلى الله عليه وسلم أحد أركان الإِسلام الخمسة، فقد روى البخاري - بسنده - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بني الإِسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان ".
وأل في الصيام للعهد الذهني، فقد كان العرب يعرفون الصوم، فقد جاء في الصحيحين عن عائشة قالت: " كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش والجاهلية ".


والتشبيه في قوله - تعالى -: { كَمَا كُتِبَ عَلَى الذين مِن قَبْلِكُمْ } راجع إلى أصل إيجاب الصوم وفريضته.


أي: أن عبادة الصوم كانت مكتوبة ومفروضة على الأمم السابقة، ولكن بكيفية لا يعلمها إلا الله، إذ لم يرد نص صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين لنا فيه كيف كان صيام الأمم السابقة على الأمة الإسلامية.


وقيل إن التشبيه راجع إلى وقت الصوم وقدره، فقد روى عن مجاهد أنه قال: كتب الله - عز وجل - صوم شهر رمضان على كل أمة.


ولفظ " كما " في قوله - تعالى -: { كَمَا كُتِبَ عَلَى الذين مِن قَبْلِكُمْ } في موضع نصب على المصدر، أي: فرض عليكم الصيام فرضًا كالذي فرض على الذين من قبلكم.


ومن فوائد هذا التشبيه، الاهتمام بهذه العبادة والتنويه بشأنها إذ شرعها - سبحانه - لأتباع النبي صلى الله عليه وسلم ولأتباع الرسل الذين سبقوه في الدعوة إلى توحيد الله، وهذا مما يقتضي وفرة ثوابها، وداوم صلاحها.


كذلك من فوائد تسهيل هذه العبادة على المسلمين؛ لأن الشيء الشاق تخف مشقته على الإِنسان عند ما يعلم أن غيره قد أداه من قبله.


والفائدة الثالثة من هذا التشبيه إثارة العزائم والهمم للنهوض بهذه العبادة، حتى لا يكونوا مقصرين في أدائها، بل يجب عليهم أن يؤدوها بقوة تفوق من سبقهم لأن الأمة الإِسلامية قد وصفها سبحانه بأنها خير أمة أخرجت للناس وهذه الخيرية تقتضي منهم النشاط فيما كلفهم الله بأدائه من عبادات.


وقوله: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } جملة تعليلة جيء بها لبيان حكمة مشروعية الصيام فكأنه - سبحانه - يقول لعباده المؤمنين: فرضنا عليكم الصيام كما فرضناه على الذين من قبلكم، لعلكم بأدائكم لهذه الفريضة تنالون درجة التقوى والخشية من الله، وبذلك تكونون ممن رضى الله عنهم ورضوا عنه.


ولا شك أن هذه الفريضة ترتفع بصاحبها إلى أعلى عليين متى أداها بآدابها وشروطها، ويكفى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال في شأن الصوم: " الصوم جنة " أي: وقاية.


إذ في الصوم وقاية من الوقوع في المعاصي، ووقاية من عذاب الآخرة، ووقاية من العلل والأمراض الناشئة عن الإِفراط في تناول بعض الأطعمة والأشربة.


وقوله: { أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ } أي: معينات بالعد أو قليلات، لأن القليل يسهل عده فيعد والكثير يؤخذ جزافًا.
والمراد بهذه الأيام المعدودات شهر رمضان عند جمهور العلماء.
قالوا: وتقريره أنه - سبحانه - قال أولا { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام } وهذا محتمل ليوم ويومين ثم بينه بقوله: { أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ } فزال بعض الاحتمال ثم بينه بقوله: { شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن } فعلى هذا الترتيب يمكن جعل الأيام المعدودات بعينها شهر رمضان، وإذا أمكن ذلك فلا وجه لحمله على غيره.
وإنما عبر عن رمضان بأيام وهي جمع قلة ووصف بمعدودات وهي جمع قلة - أيضًا - تهوينا لأمره على المكلفين، وإشعارًا لهم بأن الله - تعالى - ما فرض عليهم إلا ما هو في وسعهم وقدرتهم.


وقيل: إن المراد بالأيام المعدودات غير رمضان، وذكروا أن المراد بها ثلاثة أيام من كل شهر وهي الأيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر مضافًا إليها يوم عاشوراء.


ثم نسخ ذلك بوجوب صوم شهر رمضان.


والمعتمد بين المحققين من العلماء هو القول الأول، لأنه - كما قال الإِمام الرازي - لا وجه لحمله على غيره، والقول بالنسخ زيادة لا دليل عليها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة.

الجريدة الرسمية