كريم إبراهيم يكتب: "الجمباز".. هكذا تُصنع الإنجازات
إنجاز تاريخي بكل ما تحمله الكلمة من معنى حققه أبطال منتخب الجمباز خلال مشاركتهم الأخيرة في منافسات بطولة العالم للناشئين، والمقامة حاليا في تركيا.
منتخبنا حقق ميدالية تاريخية لم يسبق تحقيقها جاءت من خلال اللاعب يحيى زكريا على جهاز المتوازي، بعد أن أبهر الجميع بأداء رائع استحق بعده الحصول على المركز الثالث والميدالية البرونزية، لينصب نفسه ملكا في تاريخ لعبة عانت كثيرا في الماضي.
إنجاز لم يتحقق بالصدفة
والحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن ميدالية لاعبنا يحيى زكريا لم تأتي صدفة، بل هي نتاج مجهود بذله اتحاد اللعبة بقيادة الدكتور إيهاب أمين صانع السعادة، والذي نجح خلال سنوات ليست طويلة في تحويل دفة الجمباز المصري نحو مستقبل تملؤه النجاحات بفضل التخطيط ومواصلة الليل بالنهار في العمل.
كيف تحققت تلك الإنجازات؟
ويبقى السؤال الأهم وهو كيف حدث هذا، وكيف تحول الجمباز المصري ليصبح قوى عظمى تصارع أقوى منتخبات العالم، وتحضر دائما في المراكز الأولى في كل المنافسات؟
في بداية الأمر وانا هنا أتحدث من خلال معايشتي لكل ما تحقق وليبقى حديثي دليل لكل من أراد النجاح ملامسة الإنجازات، بدأت المسيرة من خلال إنهاء كل الأزمات والخلافات التي شقت الصف في الجمباز المصري لسنوات طويلة، وهو ما ساهم بشكل كبير في فرض الاستقرار داخل الاتحاد وبين أطراف وأسرة اللعبة.
توسيع قاعدة المشاركة
كانت هذه هي الخطوة الأولى، أما الخطوة الثانية فكانت الاهتمام بالبطولات المحلية وتوسيع قاعدة المشاركة ثم الاستعانة بأجهزة فنية للمنتخبات على مستوى عال من الخبرات والإمكانيات والعمل على ملف الناشئين والمنتخب الأول في آن واحد.
استضافة البطولات العالمية
ولم يغفل مجلس إدارة الاتحاد أيضا ملف هام وهو استضافة أكبر الأحداث العالمية، ورأينا تنظيم مبهر لبطولات كأس العالم والبطولات الأفريقية وبطولات الفراعنة الدولية، لتوفير احتكاك قوي للاعبينا من أجل منحهم الخبرات المطلوبة.
كل ما ذكرناه هو أمر هام للغاية وضروري لتحقيق الإنجازات والنجاحات ولكن هناك ملف آخر لا يقل أهمية عن كل ذلك، وهو التواجد في المناصب القارية والدولية وصنع كوادر مصرية يمكنها تحمل المسئولية.
اكتساح المناصب الدولية
وبالفعل رأينا خلال الفترة الماضية، ترشح وفوز عدد كبير من الكوادر المصرية بمناصب هامة في الاتحاد الدولي والاتحاد الأفريقي أيضا، وخاض الدكتور إيهاب أمين حربا شرسة في انتخابات الاتحاد الأفريقي الأخيرة ونجح في حسمها والفوز بمنصب الرجل الأول في الجمباز الأفريقي، وأصبح عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي.
ما حققه اتحاد الجمباز خلال السنوات الأخيرة هي تجربة تستحق الدراسة، وأتوقع أن تتوج كل هذه المجهودات بميدالية أولمبية، إذا لم تتحقق في باريس 2024، فبالتأكيد ستكون حاضرة في لوس أنجلوس 2028.