رئيس التحرير
عصام كامل

قطايف رمضان.. نوادر البخلاء وقصة الغني البخيل بعد خطبة الجمعة

نوادر البخلاء
نوادر البخلاء

يروي الجاحظ أن جماعة من أهل خراسان اجتمعوا في منزل ليلا، فأحجموا عن إنارة المصباح وصبروا على الظلمة ما أمكنهم الصبر، ولما اضطروا إلى الإنارة جمعوا النفقة اللازمة لذلك وأبى واحد منهم أن يشاركهم في النفقة، فكانوا إذا جاء المصباح شدّوا عينيه بمنديل إلى أن يناموا ويطفئوا المصباح فيفرجون عن عينيه وذلك حتى لا يستفيد من نوره.

 

وقال أبو نواس: كان معنا في السفينة، ونحن نريد بغداد، رجل من أهل خراسان، وكان من عقلائهم وفقهائهم، فكان يأكل وحده. فقلت له: لم تأكل وحدك ؟ قال: ليس عليّ في هذا الموضع مسألة إنما المسألة على من أكل مع الجماعة، لأن ذلك هو التكلّف  و أكلي وحدي هو الأصل وأكلي مع غيري زيادة في الأصل.


كلام بكلام
 

ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ، ﺇﺫ ﻣﺮ ﺑﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻫﻠﻢّ ﻋﺎﻓﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ. ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻘﺒﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﻜﺎﻧﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.

ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ: ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ؟

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻐﺬﻯ.

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻭﻟﻢ ﺫﺍﻙ ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻃﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻚ ﻣﺎﻟﻲ؟

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﺩﻋﻮﺗﻨﻲ ؟

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻭﻳﺤﻚ، ﻟﻮ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻚ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺣﻤﻖ ﻣﺎ ﺭﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ   ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﺎ: ﻫﻠﻢ ﻓﺘﺠﻴﺐ ﺃﻧﺖ: ﻫﻨﻴﺌﺎ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻼﻡ ﺑﻜﻼﻡ. ﻓﺄﻣﺎ ﻛﻼﻡ ﺑﻔﻌﻝ ﻭﻗﻮﻝ ﺑﺄﻛﻞ ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ.
 

حاجة لوجه الله
 ألح سائل على أعرابي أن يعطيه حاجة لوجه الله..
فقال الأعرابي: والله ليس عندي ما أعطيه للغير !.. وما عندي فأنا
أولى به وأحق..
فقال السائل: أين الذين كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصه ؟!..
فقال الأعرابي: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس الحافا !!..

البخلاء


الغني البخيل
 

سمع أحد الأغنياء البخلاء الخطيب في يوم الجمعة يمدح الصدقة والإحسان في خطبته.. ويحض المصلين عليها..
فقال في نفسه: والله إن هذه الخطبة قد شوقتني إلى مد يدي للسؤال !..


رأس أمك ورأس أبي
 

اشترى رجل يقال له "مزبد" رأسين.. فوضعهما بين يدي امرأته..
وقال: اقعدي نأكل..
فأخذت رأسا فوضعته خلفها.. وقالت هذا لأمي !..
فأخذ "مزبد" الرأس الآخر ووضعه خلفه.. وقال: هذا لأبى !..
قالت: فماذا نأكل ؟!..
قال: ضعي رأس أمك وأضع رأس أبي !..


الزحام
 

طبخت زوجة أحد البخلاء طعاما وقعد يأكل معها فقال: ما أطيب هذا الطعام.. لولا الزحام!.. فقالت زوجته: أي زحام؟!.. إنما هو أنا وأنت؟ قال: كنت أتمنى أن أكون أنا والأكل لا غير.
 

أنت لها
 

أمر بخيل أولاده بشراء لحم وطبخه، ففعلوا، فأكله كله ولم يبق إلا عظمة، وعيون أولاده ترمقه.
فقال: ما أعطي أحدًا منكم هذه العظمة حتى يحسن وصف أكلها.
- فقال الأكبر: أمشمشها وأمصها، حتى لا أدع للذر فيها مقيلًا.
- قال: لست بصاحبها !!.
- فقال الأوسط: ألوكها وألحسها حتى لا يدري أحد لعام هي أم لعامين.
- قال: لست بصاحبها !!.
- فقال الأصغر: أمصها ثم أدقها وأسفها سفًّا.
- قال: أنت صاحبها زادك الله معرفة وحزمًا. 
 

الجريدة الرسمية