غلاء التذاكر فصل جديد من أزمات موسم العمرة فى رمضان.. شركات الطيران ترفع الأسعار وتشعل غضب المعتمرين.. وغياب خطة تشغيل الموسم السبب
لا تتحدث عن موسم هادئ للعمرة طالما تتكرر نفس المشكلات كل عام، للدرجة التى جعلت شركات السياحة تحصل على خبرة واسعة فى توقع حجم الأزمات قبل اندلاعها، وما الذى سيضرب سوق العمرة خلافا للعام الذى سبق.
تصدر غياب تأشيرات العمرة المشهد خلال الموسم الماضى، فيما أصبح تأخر إصدار التأشيرات من القنصليات السعودية أبرز مشاهد عمرة شهر رمضان للموسم الجارى، بينما تفجرت أزمة جديدة تهدد استمرار تفويج رحلات العمرة، بعد اتخاذ عدد من شركات الطيران قرارًا برفع أسعار تذاكر طيران العمرة، بما يصل إلى 5 آلاف جنيه للتذكرة بسبب ارتفاع الطلب على الحجز.
وأكدت مصادر بمصر للطيران، أن الشركة أعلنت عن أسعار تذاكر العمرة قبل بدء الشهر الكريم، وتم إرسالها إلى وكلاء وشركات السياحة العاملة فى موسم العمرة، مشيرة إلى زيادة أسعار تذاكر طيران العمرة لبعض التذاكر ذات المواعيد المميزة فى السفر والعودة، ومنها السفر خلال الوقت الحالى والعودة قبل عيد الفطر المبارك، وهى مواعيد قد لا تتماشى مع الأسعار المعلنة من جانب الشركة فى وقت سابق، مما ترتب عليها وجود زيادات جديدة فى أسعار التذاكر وفقا للتعديلات الجديدة فى مواعيد السفر والعودة وفقا لرؤية المعتمر.
وأضافت المصادر أن هناك ارتفاعا كبيرا فى حجز تذاكر طيران العمرة خلال الموسم الحالى فى ظل انخفاض الرحلات الجوية المتجهة من المطارات المصرية إلى السعودية لنقل المعتمرين، مشيرة إلى أن الشركة الوطنية مصر للطيران خاطبت سلطة الطيران المدنى السعودى لتنظيم رحلات إضافية لجداول التشغيل المعتمدة لدى الجانب السعودى لنقل المعتمرين الراغبين فى السفر إلى السعودية لعمل مناسك العمرة.
من ناحيتها، خاطبت غرفة شركات السياحة وزارة السياحة والآثار لاعتماد منافذ جديدة لدخول المعتمرين المصريين إلى الأراضى السعودية، وذلك فى إطار الحلول العاجلة لحل المشكلات التى تواجه الشركات العاملة فى موسم العمرة، وهو ما تمت الموافقة عليه، حيث وافقت السلطات السعودية على السماح لحاملى تأشيرات العمرة بالسفر إلى المملكة العربية السعودية عبر منافذ الطيران المختلفة بخلاف مطارى جدة والمدينة المنورة، وتم فتح مطار الطائف بالسعودية أمام المعتمرين المصريين، وتم إدراجه على بوابة العمرة المصرية أمام شركات السياحة لمراجعة رحلات العمرة عليه.
وقال الدكتور إبراهيم هلال، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، إن الشركات تعانى خلال موسم العمرة لشهر رمضان بسبب عدم إعلان وزارة السياحة والآثار عن خطة تشغيل موسم العمرة منذ بداية فتح الموسم خلال شهر أكتوبر الماضى، خاصة أن الوزارة بدأت تشغيل العمرة بحصص محددة 40 تأشيرة لكل شركة وثقت عقودها للعمل بموسم العمرة، ثم جاء القرار بالعمل بنظام الحصص المفتوحة خلال أشهر رجب وشعبان ورمضان.
وأضاف عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة لـ«فيتو»، أن قرار وزارة السياحة والآثار بفتح موسم العمرة وضع شركات الطيران فى أزمة حقيقية خاصة أن الطاقة التشغيلية للنقل الجوى لن تستوعب المواطنين الراغبين فى السفر إلى السعودية لعمل مناسك العمرة، موضحا أن شركات الطيران العاملة فى نقل المعتمرين تضم شركات مصر للطيران، والخطوط الجوية السعودية، وعدد من الشركات الخاصة التى حصلت على موافقات تشغيل لنقل المعتمرين، وفقا للخطة الأولى لتشغيل موسم العمرة والتى كانت تعتمد على الحصص المغلقة والمقررة بـ40 تأشيرة عمرة لكل شركة.
ولفت إلى أن الشركات تفاجأت بفتح الموسم خلال فترة ذروة موسم العمرة خلال أشهر رجب وشعبان ورمضان، مما أدى إلى ازدحام كبير بمكاتب بيع تذاكر الطيران وسط أزمة حقيقة فى الحصول على تذاكرة للسفر إلى العمرة.
وأشار إلى أن الطاقة التشغيلية للنقل الجوى لا تستوعب التأشيرات الموجودة مع المواطنين الراغبين فى السفر إلى العمرة، خاصة بعد قرار السعودية بفتح العمرة أمام حاملى مختلف التأشيرات وأبرزها الزيارة والزيارة العائلية، والتى أدت إلى زيادة الإقبال على حجز تذاكر السفر إلى السعودية وعمل مناسك عمرة شهر رمضان، مما دفع شركات الطيران إلى رفع أسعار تذاكر العمرة اعتبارا من شهر رمضان الجارى.
كانت شركة الخطوط الجوية السعودية قررت رفع أسعار تذاكرها من 10500 جنيه إلى 14 ألف جنيه، ورفعت الشركة الوطنية مصر للطيران أسعارها بقيمة 5 آلاف جنيه لترتفع من 10600 إلى 15600 جنيه، فيما رفعت شركات الطيران الخاصة أسعارها بقيمة 3 آلاف جنيها لترتفع من 13 إلى 16 ألف جنيه، وهذه الزيادات الجديدة وضعت شركات السياحة فى أزمة مع المعتمرين لتحمل فروق تلك الأسعار، بعدما قام المعتمرون بالدفع والاتفاق على برامج العمرة بالأسعار الخاصة بكل برنامج.