معظم قوات المشاة عبرت الضفة الشرقية للقناة في ساعتين.. قصة البطل فؤاد العرايشي في حرب العاشر من رمضان
بمناسبة الذكرى 51 على حرب الشمس في العاشر من رمضان التقت فيتو ابن من أبناء سيناء البطل الذي تركها في 1967 وهو طالب في الثانوية وعاد إليها ضابط في 1973، إنه العميد فؤاد محمد الحمد عبد الوهاب الشهير بفؤاد طبل العرايشي.
وقال العميد فؤاد: “يوم التاسع من رمضان الخامس من أكتوبر تسحرنا أنا ورجال كتيبه الدبابات من اللواء ٢٤ مدرع دعم الفرقه الثانيه مشاه فى منطقة الانتشار عند تقاطع طريق مصر الصحراوى مع طريق الإسماعيلية - بورسعيد فى اتجاه الفردان حيث كانت الأوامر منذ يوم ١ أكتوبر أن نظل قريبين من الإسماعيلية ولم نكن نعرف إنها الحرب في هذا اليوم بالتحديد.. شعرت أنه آخر سحور لنا غرب القناة وأن سيناء تنادينا رغم السكون التام الذي يملأ الأجواء حولنا ولكني اعرف سيناء واعشق ترابها الذي ولدت فيه”.
وأضاف العميد فؤاد:"تمر الساعات وكأنها أطول يوم في الحياة حدسي يقول إنها ليلة العبور ولكننا لم نأخذ الأوامر بالعبور.. اشتقت إلى أرض والدي ووالدتي وأهلي اشتقت إلى بلدتي العريش والبحر والنخل والشاطئ ورماله البيضاء وذرفت عيناي الدموع ونبضات قلبي بدأت ترتفع وتدق سريعا، وبداخلي صراع هل هي الحرب والعبور فعلا؟ كيف سنجتاز خط بارليف الذي أقامه العدو ؟ ولكن هيهات.. نحن لا يقف أمامنا مستحيل وسوف نقتحم القناة ونحول ارض سيناء إلى جحيم يلتهم أعدائنا".
وتابع العميد فؤاد: “اتذكر وانا اترك ارضي يوم ١٦ اكتوبر عام 1967.. كنت وقتها طالب في الصف الثالث الثانوي ذهبت للقاهرة لإتمام امتحاني ثم إلى محافظة المنيا.. وأقسمت ألا أعود إليها إلا ضابطا في جيش بلادي الجيش المصري العظيم وأحطم أسطورة العدو المتغطرس”.
وطرحت فيتو على العميد فؤاد بعض الأسئلة جاءت كالتالي:
*كيف كانت لحظة العبور بالنسبة لك؟
يوم العاشر من رمضان الساعة الواحدة والنصف صدر لنا أمر القتال من قائد الكتيبة المقدم طارق بري فراج والذي تلي علينا بيان من ورقة أخرجها من ظرف مغلق جاء فيه: أصدر الرئيس محمد أنور السادات قرار الحرب على إسرائيل اليوم العاشر من رمضان السادس من اكتوبر على أن تعبر قواتنا القناة وتتسلق الساتر الترابي وتقاتل العدو بشراسة ونستولى على النقاط القوية وتأمين قوات العبور بعمق ١٢ كم شرقا.
هنا توقفت قليلا لاقبل الأرض وزملائي لأن حدسي أصاب.. فعلا سيناء تنادينا.
وبدأت صيحات الله اكبر تخرج عفوية مني انا وزملائي وتخترق عنان السماء أنه النصر بإذن الله لا محالة فنحن على حق ومهما كانت قوة إسرائيل فلن ينتصر الباطل كثيرا.
وبدأ طيراننا يغير علي مواقع العدو في الشرق ويهز دخان الانفجارات أبراج وأعلام العدو تتساقط وأفراد حراستهم تتطاير أجسادها في السماء.. ألم أقل لكم أنه النصر منذ صلاة الفجر وانا انتظر هذه اللحظة وعندي يقين بالنصر وعودتي إلى أرضي مرة أخري ولن أتركها أبدا حتى أدفن فيها.
ساعتين كاملتين وكانت معظم قوات المشاة عبرت الضفة الشرقية وكأنهم خلية نحل كل واحد يعرف مكان المدفعية والمدرعات وسلاح المهندسين يفتح السواتر والمعدات الثقيلة تعبر وكتائب المدفعية ونحن نرى كل هذا بأعيينا في انتظار دورنا في العبور.
ما الدور الذي أوكل للكتبية خلال الحرب؟
نحن القوات الرئيسية أو القوة الضاربة، قوات الردع والصد وتطوير الهجوم.. كتيبتي كانت في مقدمة هذه القوة وكان موكل إلينا العبور الساعة الخامسة فجرا من معبر كوبري الفردان القديم لندعم الفرقة الثانية مشاة وكنت وقتها برتبة ملازم أول وما أن وطأت قدمي أرض سيناء سجدت أقبل أرضها واشكر الله فقد انتظرت كثيرا وكان ألم الفراق يقطع أوصالي وأفراد كتيبتي يقولون لي “يلا يا عرايشي دلنا علي الطريق” وباقي الكتبية يتصلون بي علي الجهاز اللاسلكي “مبرووك يا عرايشي”.
إنها سيناء المقدسة التي تابي أن يظل علي أرضها عدو أو معتدي فتراب سيناء الذي ارتوى بدماء أبناء مصر يعطينا القوة لالتهام أي معتدي وكأننا أصبحنا أسود برغم الصيام إلا أننا نشعر وكأننا فراشات تطير في الجنة.
نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.