رئيس التحرير
عصام كامل

وتعيش يا شعب يا طيب


الطيبة التي يمتلكها ذلك الشعب الذي ننتمي إليه جميعا، ربما هي السبب الوحيد لتدمير كافة المخططات التي تحاك ضد ذلك الوطن وتلك الدولة التي ننتمي إليها، فلم يتخيل أحد أن ينادي بعض الشباب بالتمرد علي رئيس جماعة إرهابية قادتها الظروف لتحكم مصر أن تخرج كل تلك الملايين وكل تلك الإعداد ولكن ها قد حدث وخرج الشعب وعزل مرسي وأجلس بدلا منه رئيس المحكمة الدستورية علي كرسي الحكم وأحضر حكومة تكنوقراط لتنقذ البلاد من وحل الفشل الذي أسقطها فيه "هشام قنديل" ؟



وبعد أسبوعين من ذلك اليوم الجلل ومع بدء استعادة الجماعة الإرهابية أنفاسها وبدأها في استخدام نفوذها الدولي بمساعدة أمريكا الحليف الأول لوصولهم لسدة السلطة والبدء في عملية ضغط دولي منظم علي الجيش والحكومة المصرية.. خرج الفريق السيسي ليسأل الشعب هل حقا كان انقلابا ؟؟ أم أن مطلب الشعب كان ولا زال القضاء على الارهاب وعزلهم من الحياة !!

وتكرر المشهد الذي حدث من قبل "بل وأعظم في يوم الجمعة الموافق 17 رمضان .. وكانت صرخة شعبية واحتفالية ليس لها مثيل .. وكانت الرسالة للعالم".
 
انظروا إلي الشعب المصري وقارنوه بالصراصير التي ظننتم بعض الوقت أنها سوف تساعدكم في كبحة وتنفيذ مخططاتكم.


وكانت رسالة، أراد السيسي أن يرسلها للعالم أنه لا يملك كبح شعبه لأجل جماعة إرهابية أرادت ترويع الآمنين والسيطرة علي المصريين لأجل أطماعكم التي تكشفت للجميع في جلسات الكونجرس المتتالية للرئيس الامريكي حول الاموال التي دفعها للإخوان لأهداف لم تكشف بعد !! ولكن علي حد قول أوباما هي للأمن القومي الأمريكي !!

إن ذلك الشعب صاحب حضارة وادي النيل والذي يتمركز في مكانه منذ 7 آلاف عام ليس كمثله شعب، فلم يعرف التاريخ شعبا يجلس بجانب نهر ميائه لا تجف، ولم يعرف المؤرخون شعبا يجلس في رقعة مستطيلة من الجنوب للشمال لا يتحرك ولا يتزايد عنها إلا في أقل الظروف، فأجدادنا الفراعنة بدأوا في الأماكن التي مازلنا بها، وتعلموا في الجامعات منذ خمسة ألاف عام، أذكر لكم جامعة "أون" أقدم جامعات التاريخ والتي أنشأت منذ 5 آلاف عام.. والتي تعني بالعربية جامعة عين شمس، والتي سميت علي اسم أقدم جامعة مصرية، نتيجة لتأصيل حضارة ذلك الشعب في ذاته وفي كل ممتلكاته فتاريخنا عامر بذكر مدينة الإسكندرية التي أنشأها الإسكندر وبمدينة طيبة التي الآن هي الأقصر ومدينة منف وهي الآن الواقعة جنوب القاهرة بمنطقة "ميت رهينة" وكل مدينة تاريخية في مصر الآن فإن لها أصول فرعونية ممتدة معها منذ آلاف السنين.

ناهيك عن الأسماء الفرعونية التي مازلنا نستخدمها للآن، بالإضافة للأعياد الفرعونية التي مازلنا نحتفل بها، ورفض ذلك الشعب كل محاولات حسه علي ترك تلك الأعياد بتحريمها أو تكفيرها ومازال متمسكا بها لأجل البهجة والسعادة ولاعتقاده الراسخ أن الله لن يدخله الجنة لوجود ابتسامة على وجه طفل أو فرحة في قلوب الجميع.

تلك الكلمات عن الحضارة المصرية لا أقصد منها شيئا سوي معني كلمة الرسوخ، فإن الروسخ الذي يضرب جذوره في أرض تلك الدولة فلابد له من نبت وكل نبت لابد له من بذور وبذور الحضارة هي أفعال الشعوب علي مر العصور في أصعب اللحظات التي يتعرض لها أوطان هؤلاء الشعوب، وما حدث ويحدث من شعب مصر كرد فعل على ما حدث ويحدث خلال الفترة الحالية..

هو أقل تعبير عن كلمة شعب لديه حضارة ممتدة لآلاف السنوات راسخة الجذور لا يمكن اقتلاعها ولو تم إمراضه وتجهيله وإفشاله لستين عاما أو حتى مائة عام.
ibra_reda Twitter
الجريدة الرسمية