اعبروا فوقي واصعدوا إلى أعلى.. قصة البطل الشهيد محمد زرد
51 عاما على انتصارات العاشر من رمضان ولا تزال بطولات شهدائها خالدة في سجل التاريخ.. أبطال عشقوا تراب الأرض وكان كل آمالهم تحريرها مهما كانت النتيجة.
مصر لا تنسي أبدا أبطالها وبطولاتهم الخالدة ولابد أن تتعلمها الأجيال على مر التاريخ ومن هؤلاء الأبطال الذين روت دمائهم تراب سيناء الرائد البطل الشهيد محمد محمد زرد الذي قاد وحدته للاستيلاء على النقطة ١٤٩ أثناء حرب أكتوبر وأسر منها ٢٠ إسرائيليا.
ميلاده ونشاته
ولد محمد محمد محمد زرد في ٣١ أكتوبر ١٩٤٣بقرية تفهنا العزب مركز زفتى محافظة الغربية تخرج في الكلية الحربية ٢١ فبراير ١٩٦٦ ضابطا في سلاح المشاة.
حياته العسكرية
بعد تخرجه مباشرة شارك في حرب اليمن مع القوات المصرية التي ساعدت اليمن الشقيق وأصيب إصابة بالغة في عظام الفخذ مما دفع القيادة إلى إبعاده من التشكيلات المقاتلة تعيينه في مدرسة المشاة ولكنه كان يشعر بألم ومرارة النكسة ويطلب كل يوم من قادته العودة إلى مكانه في ميدان القتال.
وجاءت اللحظة الحاسمة ووسط إصراره بالاشتراك في الحرب وافقت القيادة بعودته إلى صفوف القتال وتم تعيينه رئيس عمليات ثان لإحدى وحدات كتائب المشاة بالجيش الثالث الميداني بعد ترقيته لرتبة رائد وكان مكان خدمته أمام النقطة الحصينة ١٤٩ للجيش الإسرائيلى على الضفة الشرقية من القناة.
حرب أكتوبر المجيدة
جاءت اللحظة التي كان ينتظرها كل أبناء القوات المسلحة بفارغ الصبر طوال ٦ سنوات من المعاناة والألم في التدريب وانتظار المعجزة جاء يوم العاشر من رمضان السادس من اكتوبر في يوم 6 أكتوبر ١٩٧٣ وتم تكليف السرية الأولى من كتيبة البطل محمد زرد بتنفيذ عملية اقتناص الدبابات حول النقطة الحصينة ١٤٩.
وعندما اقتحمت الطائرات المصرية الضفة الشرقية ودكت حصون العدو تعالت صيحات النصر الله أكبر إلى عنان السماء بدأت بعدها المدفعية التمهيد النيراني بطول الجبهة وبدأت كتيبة محمد زرد بدفع مجموعات اقتناص الدبابات التي كانت أسبق من العدو في احتلال مصاطب مرتفعة وكانت الكتبية مدربة على اقتحام النقطة الحصينة قبل الحرب مرات عديدة بدأت قناصي الدبابات المصرية يتمركزون حول النقطة وعندما وصلت احتياطيات العدو القريبة من الدبابات والعربات المجنزرة فاجأهم أبطال الكتيبة باقتناص الدبابات بصواريخهم الموجهة فتم تدمير ثلاث دبابات وفرار الباقى وانسحابها شرقا.
بالرغم من شراسة القتال التي تعرضت لها النقطة الحصينة ١٤٩ من كتبية محمد زرد إلا أن أوامر القادة الإسرائيليين للنقطة بالصمود وهم في طريقهم إليها ثلاثة أيام من القتال الشرس بين القوتين فالح زرد. على قادته بأن يقوم باقتحام النقطة بمفرده لتحطيم آمال القوات الإسرائيلية من نجدت المحاضرين وبالفعل وافقت القيادة برئاسة قائد الفرقة ١٩اللواء يوسف عفيفي واللواء سيد الشافعي قائد اللواء الخامس.
كانت المسافة بين خندق زرد ورجاله وبين النقطة الحصينة لا تتعدى ١٠٠ متر ولكنها منطقة خطيرة ومكشوفة وبدأ محمد زرد في تنفيذ خطته والتقدم بمفرده إلى منتصف المسافة زاحفا ثم ينهض ويركض بأقصى سرعة إلى دشمة العدو وبدأ الزحف لأعلى بأقصى مايملك من قوة وهو لا يملك إلاعدد قليل من القنابل اليدوية وسلاحه الشخصى مسدس من عيار ٩ مم وعند منتصف المسافة تقريبا نهض محمد زرد وبيديه قنبلتين كان قد نزع فتيلهما وركض في اتجاه دشمة العدو وألقى قنبلته الأولى في المزغل الأول ثم اتجه بسرعة إلى المزغل الآخر ليلقى فيه بقنبلته الثانية واخترقت دفعه من الرشاش صدره وبطنه وامسك بطنه حتي لا تخرج أحشائه وأكمل طريقه وأسكت رشاشها اللعين وسقط البطل بجسده على فتحة المزغل وبعد أن صمت الرشاش الإسرائيلى اخذ ينادي البطل جنوده ويقول لهم هيا بسرعة اعبروا فوقى اصعدوا لأعلى أكملوا عملكم طهروا النقطة.
قام رجاله بنقل قائدهم الجريح مستشفى السويس في الغرب لمحاولة انقاذ حياته ولكن صعدت روحه إلى بارئها بعد أن ضرب أروع مثال للتضحية والفداء والشجاعة التي ألهبت صدور الأبطال وجعلتهم يقتحمون النقطة وياسرون ٢٠ فردا من القوات الإسرائيلىة وتدمير حصنهم وحاولت القيادة التكتم على خبر استشهاده عن باقي رجاله لأنه كان يمثل لهم القدوة ومحبوبا جدا في كافة قطاع الجيش الثالث.
بسبب شجاعته التي اشتهر بها بين زملاؤه وجنوده حصل البطل على العديد من الأوسمة والنياشين سواء في حياته أو بعض استشهاده البطولي وأهمها نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولى في يوليو ١٩٧٠ -نوط التدريب من الدرجة الأولى في أبريل ١٩٧١ بالإضاقة إلى العديد من شهادات التقدير من وزير الحربية وقائد الجيش الثالث وقائد التشكيل كما حصل اسمه على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى في فبراير ١٩٧٤ ووسام الشجاعة الليبي في فبراير ١٩٧٤.
نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.